بستا فرات: تصعيد المقاومة والنضال هو السبيل الوحيد لحرية المرأة والمجتمع

قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، أن المقاومة والنضال المستمر في وجه النظام الفاشي، له نتائج إيجابية ملحوظة، ولكن شراسة الهجمات الفاشية تستلزم تصعيد المقاومة والنضال ليشمل المجتمع بأكمله.

تحدثت بستا فرات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) عن مجمل التطورات والأحداث الأخيرة، خلال إجابتها عن الأسئلة على فضائية (Stêrk TV):

 

- هناك عزلة مفروضة على القائد عبدالله أوجلان، ما هي الأهداف الكامنة وراء سياسات العزلة هذه؟

من أجل معرفة الهدف من العزلة المفروضة على القائد أوجلان، يلزم أولاً فهم سبب اعتقاله، فالشعب الكردي يتعرض على مدار مئات السنين للإبادة الثقافية وإنكار الهوية والوجود، والقائد أوجلان أدرك هذه الحقيقة وقام بتوعية الشعب الكردي وتنظيم صفوفه والدفاع عن وجوده في مواجهة سياسات الإبادة، وأدرك حقيقة المرأة الكردية وكيانها وتاريخها وكافح من أجل تنظيمها وتوعيتها، والآن نشهد وجود نموذج للمرأة الكردية الواعية المنتظمة، إلى جانب أن جميع الشعوب التي تعيش في كردستان تأثروا بهذه الثورة وانتفضوا ضد سياسات الإبادة وانضموا إلى هذه المسيرة، أي أن السبب وراء اعتقال القوى الفاشية المستبدة للقائد عبد الله أوجلان، هو قيادته لثورة حرية الشعوب والمرأة وكذلك العزلة المفروضة عليه الآن في إمرالي تسير ضمن نفس النطاق، لأن العزلة على شخص القائد أوجلان هي بالأساس فرض عزلة على الشعب الكردي والمرأة الكردية وشعب كردستان وشعوب كامل منطقة الشرق الأوسط و المجتمعات الساعية نحو الحرية والديمقراطية.

إنهم يشنون حرباً خاصة على الشعب الكردي والشعوب  المقاومة والثائرة من خلال هذه العزلة التي هذ بالأساس من أساليب الحرب القذرة لفاشية الدولة التركية وبالأخص فاشية حكومة AKP- MHP التي تمارس الحرب الخاصة بشكل غير مسبوق وغير محدود، لذلك نشهد مقاومة لا متناهية في إمرالي لمواجهة سياسات الإبادة السياسية والثقافية والجسدية والمجتمعية التي تفرض على الشعب الكردي، هذا المقاومة التي يخوضها القائد أوجلان في مواجهة المؤامرة الممتدة لعشرين عام مضى، وفي الحقيقة أن الحرب التي تشن على الشعب الكردي تستهدف إمرالي، وللمقاومة التي يبديها القائد نواحي متعددة، منها المقاومة الذهنية الهائلة التي يبذلها القائد على مدار 21 عاماً، إنه يبذل جهوداً جبارة من ناحية الباراديغما والناحية الفكرية والسياسية في سياق المقاومة الذهنية، إلى جانب المقاومة الروحية والمعنوية التي يبديها القائد أوجلان في مكان لا يستطيع المرء العيش فيها لمدة 21 سنة، لكن القائد يتمتع بسمو كبير من الناحية الروحية والمعنوية، وكذلك المقاومة الجسدية اللامتناهية ضد جميع الممارسات التي المفروضة عليه في إمرالي.

القائد أوجلان انتفض في وجه كافة المفاهيم الرجعية التي فرضتها الدولة عل ذهنية المجتمع ولا زال يقاوم في وجهها، يرفض جميع الممارسات والمفاهيم المستندة إلى الجنسوية والتشدد الديني والقومي والدولة القومية، وبفضل هذه الانتفاضة وهذه المقاومة، تعيش القوى المتسلطة والعقلية الذكورية المهيمنة حالة من الذعر في مواجهة الموقف الحر والمنتصر للقائد أوجلان ومقاومة الشعب الكردي.

 

- كيف يمكن تقييم التطورات والأحداث التي تجري الآن في شمال كردستان وكذلك في مجمل الساحة الكردستانية، هل يمكن ربطها مع العزلة المفروضة على شخص القائد في إمرالي؟

بلا شك أن كردستان تعتبر الهدف الأساس للحرب الخاصة وشمال كردستان التي تعتبر جزءاً منها، هناك سلطة فاشية في تركيا تتجسد في حكومة AKP-MHP بالاتفاق مع الأرغنكون، تسعى إلى التمدد في منطقة الشرق الأوسط وتحديث النسخة العثمانية على أساس من التعصب القومي، وهي تستغل الأوضاع الغير مستقرة في المنطقة من حروب ونزاعات وفوضى، ولكن هذه السياسة التي أصبح يمارسها على مدار سنوات عديدة قد أفلست في ليبيا وسوريا، أفلست جميع سياسات الإبادة بحق الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان، وفي الداخل التركي أيضاً قد أفلس من الناحية الاقتصادية والسياسية والحقوقية والقانونية والاجتماعية، وكذلك الأمر في الساحة الدولية، أي أنه بالإمكان القول أن سياساته قد أفلست بالكامل، كان قد أعلن الحرب الخاصة على المجتمع بكافة فئاته وشرائحه ( المرأة- الشبيبة- الديمقراطيون- المثقفين- اليساريون.....إلخ)، وقد أدرك هزيمته وإفلاس سياساته في الانتخابات التي جرت في 31 آذار و23 حزيران، عندها دخل مرحلة جديدة وهي السعي وراء الانتقام، إنه يقوم بمهاجمة الكرد في شمال كردستان ويستهدف القضاء على إرادتهم من خلال الاستيلاء على بلديات ماردين وآمد و وان، كما أن هذه الممارسات الفاشية ليست بمعزل عن سياسة العزلة المفروضة على القائد أوجلان في إمرالي.

إننا نشهد هجمات استعمارية وتهديدات متكررة على روج آفا/ شمال شرق سوريا، إن النموذج الذي يتم تأسيسه هناك لا يشكل أي خطر على الدولة التركية، فالشعب الكردي الذي يسعى إلى تحديد وتأمين مستقبله والعمل على نموذج يكفل التعايش السلمي المشترك ما بين كافة الشعوب والأديان على أسس الحرية والديمقراطية، ولذلك يعادي ويحارب إرادة الشعوب جميعها، القائد أوجلان هو قائد مسيرة الحرية في كردستان ومسيرة أخوة الشعوب، لذلك استهداف شخصه هو استهداف لحرية وأخوة الشعوب، وكذلك الهجمات الاستعمارية التي تشنها دولة الاحتلال التركي على جنوب كردستان والعراق، الغرض منها هو الاستيلاء على إرادة الشعب  الكردي وضد الإرادة السياسية هناك، فلا فرق بين ممارسات الدولة التركية التي تستهدف  إرادة الشعب في هولير وآمد، وجميع هذه السياسات الفاشية لها علاقة بالعزلة المفروضة على القائد أوجلان، جميع الشعب الكردي والكريلا في نضال ومقاومة مستمرة من جميع النواحي (الذهنية، الروحية، الفكرية، المعنوية والمجتمعية).

 

-  ما هو المستوى الذي يجب أن يصل إليه المجتمع في نضاله الديمقراطي، وهل يمكننا القول بأن مدى قوة النضال الديمقراطي سيحدد مستوى الهجمات الفاشية؟

على الصعيد الروحي، علينا أن ندرك أن قدرة الشعب الكردي على حماية وجوده إلى يومنا هذا، هو بفضل هذه المقاومة، قال القائد أوجلان " حافظوا على وجودكم و احصلوا على حريتكم"، فالموضوع الأهم هو الوجود، لذلك على الجميع أن يدرك جيداً أنه لا يمكن تحقيق الحرية دون المقاومة، هناك مقاومة تجري الآن في آمد وماردين وهي إيجابية ولكنها غير كافية، المجتمع لديه قوة هائلة لا يمكن لأية قوة مهما كانت من دبابات ومدافع أن تهزم الشعب والمجتمع الذي بمقدوره أن يسقط هذا النظام الفاشي المستبد، لأن هذا التحالف ما بين AKP-MHP قد فقد شرعيته بالفعل وبذلك تكون جميع الفعاليات المدنية والديمقراطية واجبة ومشروعة ويجب أن تشمل جميع مناطق كردستان وتركيا وبوتيرة أعلى، فهناك أرضية كبيرة ضمن المجتمع التركي يسعون نحو الديمقراطية، وعلينا الاستفادة من تلك الطاقة الكامنة وتحويلها إلى قوة فعالة من أجل دحر الفاشية، وهناك تلك العبارة التي تقول " لا نخشى، لن نركع، لن نطيع أحد" إنها مهمة جداً وهي إحدى أساليب المقاومة، على المجتمع أن يبني تحالفاته المجتمعية جيداً وينتظم في وجه الفاشية، والنصر سيكون حليف الشعب والمجتمع، لأن قوة الشعب والمجتمع هي الأكبر.

 

تطرقتم إلى أساليب الحرب الخاصة والسياسات الداعية إلى الحرب، وبلا شك أن أكثر من تعاني من الحرب وويلاته هي المرأة، وعلى الرغم من نضال ومقاومة المرأة على العديد من الصعد ولكن نضالها لم يتحول بعد إلى نضال مجتمعي يشمل كافة فئات المجتمع، ما السبب وراء ذلك؟

المرأة تتعرض للقتل كل يوم، هم يسلطون الضوء على حادثة القتل هذه..! إن عقلية النظام القائم هي التي تقف وراء عمليات قتل المرأة هذه، فالمرأة تتعرض للإبادة والقتل في كل مكان، حتى هؤلاء الوكلاء الذين عينتهم الحكومة هو نوع من الإبادة بحق المرأة، أردوغان يصرح بأنه يناهض قتل أمينة بولوت وأن ضميره لا يتحمل، هذه جميعها أكاذيب، لأنه بنفسه من يؤسس ويقود هذا النظام الذكوري الفاشي القائم على ممارسة الشدة والعنف ضد المرأة، نظام يؤسس نفسه على أساس دماء النساء، وعلى المرأة الكردية وجميع النساء أن يدركوا هذه الحقيقة، ويجب أن يحدث الحملة التي بدأتها المرأة الكردية تغييرات نوعية في بنية النظام القائم، لأن قوة المرأة متعاظمة وعلى المرأة أن تثق بقوتها وتنظم صفوفها بشكل أكبر، وعليها تجاوز مفهوم "القدرية" ليس هناك قدر محتم على المرأة، القتل والحرق والتسلط على المرأة ليس قدر المرأة، وهذا ليس بوارد القبول أبداً ضمن صفوف المرأة المنتظمة والمتكاتفة.

 

هناك واقع مجتمع جنسوي موجود، كيف يمكن تحريرها؟

إن الذهنية والنظام القائم عليها على مدار خمسة آلاف عام، ليس بقليلٍ أبداً، ولذلك يجب تصعيد النضال والمقاومة بشتى السبل والوسائل، ومن إحدى هذه الوسائل هي التعليم والتوعية والعلم من أجل أن تدرك المرأة حقيقتها وتدرك النظام المتسلط على إرادتها، لأنها من دون أن تدرك مواضع القوة لديها ونوعية النظام القائم على التسلط على المرأة، لن يكون بإمكانها الوصول إلى النتيجة المرجوة، لذلك عليها أن تتعلم وتتسلح بالوعي والثقة بالنفس وتعمل أيضاً على توعية الرجل في نفس الوقت، وهذا بتطلب نضالاً شاقاً وجهوداً مضاعفة، إضافة إلى الحاجة للنضال الايديولوجي والسياسي والفعاليات الديمقراطية، وأدركنا خلال دراستنا لتاريخ المرأة، أن المرأة هي القوة الأساسية للتغيير.