الحركات النسائية تدعو للانضمام إلى فعاليات ذكرى ثورة روج آفا

دعت كافة المنصات النسائية والمجتمعية الكرد وأصدقائهم في كل مكان للانضمام إلى الفعاليات التي ستنظم في 18 و19 تموز.

أصدرت كل من المنصات "النساء تحمين روج آفا"، "المجتمع الأممي" و"انتفضوا من أجل روج آفا" بياناً مشتركاً في الذكرى السنوية لثورة روج آفا، حيث دعت الجميع في مكان من العالم لإحياء هذه الذكرى من خلال الانضمام للفعاليات التي ستنظم في 18 و19 تموز الجاري.

وجاء في نص البيان المشترك:

"تعد الذكرى الثامنة لثورة روج آفا في 19 تموز كذكرى الـ 41 للثورة النيكاراغوية والذكرى الـ 84 للثورة الإسبانية.

إن يوم 19 تموز هو يوم مهم للعالم أجمع، وهو مهم ليس فقط في التاريخ، بل أيضاً في عصرنا وفي المستقبل، من أجل كل أولئك الذين يناضلون ضد الفاشية ومن أجل العالم الذي نريد أن نبنيه.

شهد القرن الحادي والعشرين أعظم ثورة في 19 تموز، أي قبل 8 أعوام، في مدينة كوباني في  روج آفا، والتي تمثل تقدماً لا مثيل له ضد الفاشية. حيث تحولت ثورة روج آفا إلى بصيص أمل لأجزاء أخرى من سوريا والشرق الأوسط والعالم بأسره. وتعد أساس هذه الثورة هو حرية المرأة، لأن ثورة روج آفا هي ثورة المرأة.

يبنى نهج المجتمع الديمقراطي والبيئي المبني على قوة المرأة الحرة وفقاً لنهج الكونفدرالية الديمقراطية، الذي اقترحه القائد عبد الله أوجلان. وهناك حقيقة نعيشها في روج آفا/ شمال سوريا، ألا وهي أن النساء والشباب والشعوب والأديان تحدد حياتهم ضمن نظام كونفدرالي مستقل ويجتمعون ضد القوى التي قمعتنا لعقود، ويحققون النصر مع حركة المقاومة العالمية".

كما تمت الإشارة في البيان إلى الحركات الثورية العالمية وأوضح: "لقد أظهر لنا التاريخ أننا سننتصر إذا نهضنا سوية وناضلنا، وإذا بنينا علاقات، وتعلمنا من بعضنا البعض اتحدنا مع الانتفاضات التاريخية والحالية! لذلك، في هذا اليوم، دعونا نحتفل بانتفاضة التي حدثت عام 1979 ضد الفاشية في نيكاراغوا. حيث انهارت الديكتاتورية العسكرية الفاشية لعائلة سوموزا بعد صراع طويل وشاق، ومهدت الطريق للسياسة الاشتراكية، وأحرز تقدم كبير في مجالي التعليم والزراعة. تسعى كل من الثورة النيكاراغوية وثورة روج آفا إلى إرث دولي ونضال مشترك ضد الفاشية، التي تأثرت أيديولوجياً وعملياً بالثورات الماضية والحالية.  

لن ننسى أبداً محاولة الانقلاب التي قامت بها الحركة القومية في الدولة الإسبانية في 19 تموز 1936، وسنسير على خطى انتفاضة الطبقة العاملة. حيث أطاحت الطبقة العاملة بالفاشية في المدن الرئيسية الكبرى بمقاومة الشعب المضطهد وأعلنت ثورة اجتماعية في كاتالونيا وأراغون. إن المقاومة البطولية والنضال الدولي المشترك مع 50 ألف متطوع داخل الكتائب الأممية مثال على نضالنا اليوم.

يشارك مئات المتطوعين من جميع أنحاء العالم في النضال الثوري في روج آفا / شمال سوريا اليوم. إنهم يأتون للتعلم والمشاركة في ثورة المرأة، حيث التحرر الجنسي هو الأساس لبناء عالم خال من الفاشية في كل مكان. فبدون التحرر من الذهنية الذكورية والسلطة الأبوية، لن نكون قادرين على هزيمة الرأسمالية والاستعمار والفاشية".

وأوضح البيان بأنه في الرحلة الحالية هناك الآن نظامين أساسيين يقاتلان بعضهما البعض، وقال: "يوجد الآن نظامين أساسيين ألا وهما الحداثة الرأسمالية والفاشية في الشرق الأوسط في شكل داعش، والدولة الفاشية في تركيا، مع جميع حلفائها العالميين، وخاصة مع الإمبريالية الأمريكية والتحالف الدولي الأوسع مع الناتو، لكن قوى الحداثة الديمقراطية، وفي مقدمتها الدور القيادي للشبيبة، المرأة، الشعوب المضطهدة والطبقة العاملة يرفضون محاولات الإبادة والاحتلال ويواصلون نضالهم ويسعون لخلق بديل وفقاً لطموحهم التي يريدون تحقيقها.

خصوصاً في الوقت الذي تُبذل فيه محاولات لاحتلال كردستان بأكملها بأعمال عسكرية وتفجيرات يومية، بغرض  هزيمة أعظم ثورة في القرن الحادي والعشرين.

ويتم استخدام تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد أيضاً كرادع للتدابير الاستبدادية، في الوقت الذي يتفشى فيه الاستعمار والفاشية ويزعمان علنا أنهما جزء لا يتجزأ من جميع الدول القومية حول العالم.

نشهد في هذه المرحلة العديد من المشاكل والأزمات من قبيل العنف الممارس من قبل رجالات الشرطة العنصرية في كافة أنحاء العالم مثلما شهدنا في حادثة القتل العنصري للمواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد، إضافة إلى الهجمات العنصرية التي شهدتها مدينة هانوا في ألمانيا، وأحوال اللاجئين العالقين على الحدود في شتى بقاع العالم وأوضاع مخيمات اللاجئين.

وفي الوقت الذي نشهد فيه تعرض الحركات النسوية للهجمات الوحشية، كما القصف الجوي الذي شنته دولة الاحتلال التركي في قرية حلنج في كوباني والتي استهدفت ثلاث نساء كرديات سعين لتنظيم وتحرير أنفسهن من الذهنية الذكورية والسلطة الأبوية.

وفي الوقت الذي نشهد فيه وصول التدمير الإيكولوجي لعالمنا إلى مثل هذه الحالة، ووضعت المصالح الرأسمالية فوق الاحتياجات الاجتماعية للشعوب والأجيال القادمة.

ونحن كحركة عالمية مناضلة نستقي نت الثورة ونجعلها طريقا لنا لمواجهة هذه المرحلة الحاسمة.

نحن قوى نحب الحرية والإنسانية، ونحن لا ندافع عن أنفسنا فقط ضد هذه الهجمات، ولكن أيضاً نخلق بديلاً يمكننا التفكير فيه. نحن نسير على درب كل أولئك الذين يناضلون من أجل الإنسانية، الذين استشهدوا بشرف وحرية، والذين ضحوا بحياتهم من أجل عالم أفضل والذين لا تزال ذكرياتهم حية في نضالنا المستمر، وسنواصل نضالنا إلى أن نحقق أهدافنا في الحرية والكرامة.

ونحن كمنصة "النساء تحمين روج آفا"، منصة "المجتمع الأممي" ومنصة "انتفضوا من أجل روج آفا" ندعو الجميع للانضمام إلى الفعاليات التي ستنظم في 18 و19 تموز الجاري ضد الفاشية، المحتلين ومدمري البيئة وجمع أشكال الظلم والاضطهاد، سنتظاهر، سنحتج بطرق إبداعية حول العالم. يجب أن يعرف أولئك الذين لا يسمحون لنا بالعيش بكرامة وحرية ما نفكر فيه وما نحن قادرين عليه. وستنتصر الثورة في شرق الاوسط وجميع انحاء العالم وستندحر الفاشية.

عاشت الوحدة الدولية!"