الاجتماع التركي-الأمريكي: منطقة آمنة بطول 100 كم وعمق 5 كم تحت إشراف قوّات التحالف الدولي

قالت وكالة "ميزوبوتاميا" أنّها حصلت على معلومات متعلّقة بنتائج الاجتماع التركي-الأمريكي الذي انعقد في العاصمة أنقرة ودامت 3 أيّام, موضحة أنّ الجانبين اتّفقا على "منطقة آمنة" على الحدود السوريّة-التركيّة بطول 100 كم وعمق 5 كم.

وأوضحت الوكالة أنّ نقاشات مطوّلة جرت بين تركيا والولايات المتّحدة الأمريكيّة حول إقامة "منطقة آمنة" وذلك ل"تبديد المخاوف الأمنيّة لأنقرة" حيث "تباينت وجهات نظر الطرفين حول آليّة إنشاء هذه المنطقة, ولم تتخلّى تركيا عن تهديداتها بشنّ عمليّة عسكريّة شرق الفرات, بالمقابل فإنّ قوّات سوريا الديمقراطيّة دعت إلى الحوار لحلّ هذا الخلاف, لكنّ الدولة التركيّة أرسلت تعزيزات وحشود عسكريّة إلى الحدود مع كلّ من كوباني, سرى كانيه (رأس العين) وتل أبيض (كرى سبي) في إشارات لاستعدادت تقوم بها لهجوم واسع".

بموازاة كلّ هذه التطوّرات الميدانيّة, زار وفد أمريكي أنقرة وعقد اجتماعات مع المسؤولين الأتراك حول إيجاد آليّة أمنية لضبط الحدود, وأكّدت وكالة "ميزوبوتاميا" أنّها حصلت على معلومات تفصيليّة متعلّقة بفحوى الاجتماعات, التي دامت 3 أيّام, ونتائجها.

ووفقاً للمعلومات التي نشرتها الوكالة, فإنّ 6 مسؤولين من حلف الشمال الأطلسي (ناتو) اجتمعوا مع مسؤولين أتراك, و"كانت النقاشات عميقة بين الجانبين, وتناولت مواضيع عدّة, منها علاقات تركيا مع روسيا, حيث طلب الوفد من أنقرة أن تتعامل مع موسكو وفقاً لسياسات الناتو, ولم تكن المنطقة الآمنة الموضوع الوحيد في تلك النقاشات".

وأشارت الوكالة إلى أنّ الجانبين اتّفقا على "منطقة آمنة" تبدأ من تل أبيض (كرى سبي) وتمتدّ 100 كم حتّى تخوم مدينة سرى كانيه (رأس العين) وستضمّ القرى والبلدات الواقعة في تلك المسافة, كما نصّ الاتّفاق على انسحاب وحدات حماية الشعب والمرأة YPG-YPJ من تلك المنطقة وستتمّ إدارتها من قبل المجالس العسكريّة المحلّية لكلّ منطقة "وستضمّ مجلسي سرى كانيه وتل أبيض العسكريّين أيضاً", كما "طالبت تركيا أن تتواجد بشكل أكثر في تلك المنطقة, لكنّ طلبها قوبل بالرفض".

وتابعت وكالة "ميزوبوتاميا" بالقول: "ستكون المنطقة الآمنة المزمع إقامتها تحت إشراف مباشر من قوّات التحالف الدولي, كما سيتمّ سحب الأسلحة الثقيلة لمسافة 20 كم, بمقابل أن تقبل تركيا بشروط الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. كما ستقوم قوّات التحالف الدولي بدوريّات مشتركة مع قوّات تركيّة, وتمّ الاتّفاق على أن يقوم الطيران التركي بطلعات جوّية في سماء المنطقة, ووافقت قوّات سوريا الديمقراطيّة على هذا الأمر".

ولفتت الوكالة إلى أنّ الاجتماع أكّد على "منع" تركيا من شنّ عمليّات عسكريّة "أحاديّة الجانب" في المنطقة, وتمّ الاتّفاق على أن لا تكون تحرّكات الجيش التركي خارج عن تحرّكات قوّات التحالف الدولي.

وفيما يخصّ عودة اللاجئين السوريّين المقيمين في تركيا, نوّهت الوكالة إلى أنّ الموضوع تمّ نقاشه في الاجتماع بين الوفد الأمريكي والمسؤولين الأتراك, حيث تمّ التأكيد على عودة أولئك اللاجئين وأن تتعامل قوى شمال وشرق سوريا مع هذا الموضوع.. "ولأجل إنشاء مركز عمليّات مشتركة, جاء وفد من ضبّاط وجنود أمريكيّين إلى مدينة رها (أورفا) للبدء بالترتيبات اللازمة".