واشنطن بوست: لقاء أردوغان وترامب وضع علاقات البلدين المتدهوة أمام عاصفة غضب

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن هذا هو أسوأ وقت بالنسبة للرئيس رجب طيب أردوغان لزيارة واشنطن، معتبرة أن العلاقات بين الرئيسين لا يمكنها اصلاح التدهور في علاقة البلدين.

واعتبرت الكاتبة الصحفية التركية أسلي أيدينتاسباس أنه على الرغم من العلاقة الشخصية بين أردوغان وترامب، إلا أن هذه العلاقة لها نتيجة عكسية على العلاقات بين البلدين في هذا التوقيت وخاصة في ظل ما يعانيه الرئيسين من صعوبات داخلية.

وتابعت: "أراد أردوغان منذ فترة طويلة زيارة رسمية إلى البيت الأبيض، وقد ألزم الرئيس ترامب أخيرًا بها، لكن ذلك يأتي وسط غضب عالمي من الغزو التركي في سوريا وفي ظل حزمة عقوبات صارمة ضد المسؤولين الأتراك في الكونغرس."

وأكدت أنه على الرغم من أن تلك الزيارة تستهدف ازالة التوتر في العلاقات بين البلدين، لكن الضيق الذي تعاني منه ال العلاقة التركية الأمريكية تجاوز مرحلة طويلة، فلم يعد ممكنا للقاء في المكتب البيضاوي (مكتب الرئيس الأمريكي) أن يجعل المشكلات تختفي، "هناك شقوق حقيقية الآن"، في علاقات البلدين.

وتابعت: "هناك قائمة طويلة من المشاكل التي تنبع من تراجع الهيمنة الأمريكية ورغبة تركيا في لعب دور أكثر بروزًا في منافسة القوى الكبرى. هذه المشكلات عميقة للغاية لا يمكن لقائدين - أو بالأحرى، هذين الزعيمين تحديدا - إدارتها."

"إن الغضب العالمي حول التوغل التركي في سوريا - الذي غذته تقارير عن انتهاكات ضد الكرد السوريين على أيدي الميليشيات السورية المدعومة من تركيا - مستمر بلا هوادة. لا يحظى الرئيس التركي بشعبية كبيرة في الخارج هذه الأيام: سيصل أردوغان إلى واشنطن في ظل سحابة من الانتقادات، وربما هو على وعي تام بأنه أصبح مسؤولاً عن ذلك."

ضوء ترامب الأخضر يضر تركيا وليس العكس

واعتبرت الكاتبة التركية أنه في ظل الغضب في الكونجرس بشأن شراء تركيا لأنظمة صواريخ روسية الصنع من طراز S-400 والقضية المتفجرة في نيويورك حول بنك خلق الحكومي التركي المتهم بتخطى العقوبات المفروضة على إيران..ورغم ذلك وقف ترامب إلى جانب أردوغان، حيث أعطى الضوء الأخضر للتوغل التركي في سوريا، وقام بحماية بنك خلق من غرامات الخزانة الأمريكية، ورفض دعوات من الكونغرس لمعاقبة تركيا على منظومة اس 400، وبفضل تصرفات ترامب، أصبحت الأسواق التركية مستقرة ويمكن لحكومة أردوغان أن تتحرك نحو الفوضى الاقتصادية في البلاد على أمل زيادة شعبيتها المتراجعة.

وفي ظل أن الرئيس الأمريكي ترامب هو أيضا شخصية مثيرة للجدل مثل أردوغان، شددت الكاتبة التركية على أن "استراتيجية أردوغان المتمثلة في استخدام ترامب كقوة موازنة ضد مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية جعلت تركيا أكثر عرضة للخطر، وليس أقل"، وقالت إنه "من الخطأ التكتيكي إدخال تركيا في عين العاصفة في واشنطن وخطأ أكبر يتمثل في تقليص التحالف المستمر منذ عقود إلى علاقة شخصية مع ترامب. ناهيك عن أن هناك خطرًا حقيقيًا في أن تبدأ تركيا في جذب بعض الانتباه في خضم قصة إجراءات عزل ترامب".

واستبعدت امكانية تقديم أي من الرئيسين تنازلات متبادلة في القضايا الخلافية، فعلى سبيل المثال من غير الممكن لأردوغان التراجع عن تشغيل صواريخ اس 400 لأن ذلك سيعني اغضاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يعني ان روسيا سترد على ذلك في إدلب بإرسال نحو 3 ملايين لاجئ إلى تركيا.

أردوغان في وضع لا يحسد عليه

 وأكد المقال أن أردوغان في وضع لا يحسد عليه. إن قوته في الداخل تتلاشى مع مطالبة الأجيال الجديدة من الأتراك بمزيد من الحريات وضغوط المجموعات المنشقة من حزبه وتأثيرها في السياسة الداخلية. ومن خلال الابتعاد عن الديمقراطية والتحالف الغربي، جعل أدروغان تركيا أكثر عرضة للتقلبات في منافسة القوى الكبرى. وهذا يشبه اللعب بالنار الذي لعبه العثمانيون بين القوى العظمى قبل الحرب العالمية الأولى، والذي أدى إلى تدمير الإمبراطورية. ولتجنب ذلك، هناك حاجة ماسة إلى صفقة كبيرة بين تركيا والولايات المتحدة لإعادة تركيا إلى المعسكر الغربي، لكن ترامب ليس هو الرئيس الذي يمكنه تحقيق ذلك.