"هيلين عرب".. قصة الكريلا التي عبرت بالشعر عن حب الوطن من أعلى جبال كردستان

كغيرها من الباحثين عن الحرية انطلقت الكريلا هيلين تربسبيه من مدينتها حلب نحو جبال الحرية في كردستان، وتقول هيلين: من خلال كتابة الشعر بالكردية والعربية أستطيع أن أصف ما أشعر به بشكل أوضح. 

شرارة ثورة 19 تموز 2012 التي اندلعت في روج آفا، لم تغير مصير الشعب الكردي في شمال سوريا فحسب، إنما غيرت معها مصير جميع الشعوب التواقة إلى الحرية. 


المقاومة التي انطلقت مع بدايات تشكيل وحدات حماية الشعب والمراة YPG/YPJ في شمال سوريا ضد أعتى أنواع الإرهاب العالمي (داعش) أعاد الأمل للشعب العربي أيضاً الذي ذاق الأمرّين من قبل الجماعات المتطرفة بداية وثم تنظيم داعش. 
وانضم أبناء الشعب العربي أيضاً وتحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية إلى الثورة للتصدي للقوى الرجعية المتطرفة وإيماناً منهم بحقيقة ثورة الحرية والديمقراطية التي إنطلقت شرارتها الأولى من روج آفا. 
الكريلا هيلين تربسبيه (هيلين عرب) وهي تنحدر بالأصل من ناحية تربسبيه شمال سوريا، كبرت وترعرعت في مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية وعاصمتها الاقتصادية. منذ بداية الثورة انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة YPJ وفي مدة قصيرة قررت التوجه إلى جبال كردستان. وتصف هيلين شعورها وسعادتها من خلال كتابة قصائدها باللغة العربية.
وتوضح عضوة وحدات المرأة الحرة  YJA/STAR هيلين أن عائلتها كانت متعاطفة مع فكر القائد الكردي عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني PKK. 
وتقول إنه رغم هذا التعاطف إلا أنها (عائلتها) ما كانت لترغب في انضمام إبنتهم إلى صفوف العمال الكردستاني، لكن وعند بداية انضمامي إلى الحركة كان موقفهم من انضمامي سلبياً. وتضيف "من الممكن أن يكون سبب رفض والدي لانضمامي إلى الحركة هو أنني امرأة في حين أن والدي لم يبد نفس الموقف السلبي عند انضمام شقيقاي إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية".
وتصف هيلين تربسبيه قرارها بالانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة قائلة: "كنت أشاهد الحياة التي يعيشها مقاتلو YPG/YPJ وكنت أتابع تنامي هذه القوة. كما كنت أشاهد تلك العلاقة القوية التي تربطهم ببعضهم في أصعب الظروف، تلك الحياة والأخلاق دائماً ما كانت تشد المرأة العربية وتلفت انتباهها. وتضيف "في تلك الفترة كنت أدرس لكني قررت ترك دراستي والانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة".
وتشير هيلين تربسبيه إلى أن مقاومة قوات YPG/YPJ كانت الطريق وحجر الزاوية لتغير فكر المجتمع إلى حد كبير ليس فقط بالنسبة للشعب الكردي إنما تغير حقيقي داخل مجتمعات جميع شعوب سوريا. 
وتابعت: "بفضل تلك القوات كانت الحياة في تغير مستمر، تطور وانفتاح. حتى داخل الأسرة الواحدة كانت العلاقة تبنى على الاحترام. فعندما أخبرت شقيقي زرادشت في رغبتي بالانضمام إلى الحركة قال: "هذه رغبتك وأنا أحترمها ولن أمانع في انضمامك". فلو كنت قد أخبرته بهذه الرغبة قبل تشكيل قوات الـ YPG/YPJ لكان من المستحيل أن يقبل ويوافق على انضمامي".
وتستطرد هيلين أنها وبعد انضمامها إلى وحدات حماية المرأة لمدة خمسة أشهر تزايدت رغبتها في التوجه إلى جبال كردستان وقالت: "أردت التعرف على حقيقة الشعب الكردي، أردت أن أعرف لماذا القائد أوجلان في السجن؟ لماذا هؤلاء المقاتلون يعيشون ومنذ سنوات طويلة في الجبال في أصعب الظروف؟ لماذا إلى الأن لا يوجد اعتراف عالمي ب‍ـكردستان؟ ماذا يعني نموذج الديمقراطي الإيكولوجي التحرري؟ هذه الأسئلة والكثير من الأسئلة الأخرى التي كانت تلوح في فكري وكنت أبحث عن الأجوبة لها. واليوم أريد أن أتعرف أكثر على فكر هذه الحركة لأن ما نملكه من فكر لا يكفي لبناء مستقبل مشرق وهذا ما كنت أبحث عنه وأريد معرفته". 
وتلفت هيلين إلى تأثرها الكبير بمقاتلات الكريلا قائلة: "حياة المرأة في جبال كردستان تختلف كثيراً عن دورها في المجتمعات العادية. هناك مساواة بين المرأة والرجل في كل شيء. هنا لم انضم إلى التدريبات العسكرية وفهمت ما الذي يريده القائد أوجلان ولماذا يناضل بكل هذه القوة لأجلنا، ولماذا وجود الـ PKK ضرورة في العالم.
وتتابع: "العمال الكردستاني يخوض نضالاً أممياً على مستوى العالم وبات مجتمعاً بحد ذاته يضم الكرد، الأتراك، الألمان، الفرس، الفرنسيين، العرب والكثيرين غيرهم".
وأشارت هيلين إلى أهمية حرية المرأة في فكر القائد أوجلان موضحة: "أوجلان يؤكد على أهمية حرية المرأة لأنها أساس بناء مجتمع حر".
وعن اختيارها لإسمها "هيلين" ردت: "هيلين هي إحدى شهداء كريلا YJA/STAR  التي تأثرت بها كثيراً، لهذا اخترت هذا الاسم لأحافظ على ذكراها على الدوام".
وأوضحت هيلين أنها ومنذ وصولها إلى جبال كردستان وهي تكتب قصائدها باللغة العربية والكردية وعبر تلك القصائد تستطيع بشكل أكبر أن تعبر عما في داخلها من مشاعر وأحاسيس. وفي مجمل قصائدها تكتب عن شهداء الكريلا بيرتان، زيلان وكلناز، قصائد عن القائد أوجلان، كريلا YJA/STAR، حب الوطن وعشق الحرية.
وفي الختام أهدت هيلين قصيدة شعر لجميع رفاقها في جبال الحرية بعنوان "السلام عليك يا وطن".