مساع عربية أوروبية لاستئناف الحوار في ليبيا ودعم جهود مكافحة الإرهاب

كشفت مصادر دبلوماسية عربية وأوروبية متطابقة عن وجود تحركات تقودها فرنسا ومصر لإستئناف الحوار الليبي-الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة العديد من الدول الأوروبية والعربية والقوى الكبرى.

ودعت الأمم المتحدة اليوم إلى إنهاء القتال وإستئناف الحوار في ليبيا، وقال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، إن الوضع في المجلس الدولي ليس مثاليا، ويشوبه قدرا من الانقسام والتنافر بين الأطراف الفاعلة في النظام الدولي، مؤكدا أن الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية تونس ومصر والجزائر خطوة مهمة، ودول الجوار لديها مصالح حيوية للوصول إلى الاستقرار في ليبيا.

وأكد سلامة الذي يزور تونس بعد يومين من استضافتها اجتماعا عربيا ثلاثيا لدعم جهود السلام في ليبيا أن الوضع في ليبيا تراجع كثيرا في الفترة الأخيرة، رغم العديد من اللقاءات التي حصلت سابقا بين الفرقاء للعودة للاستقرار، ولكن التدخل العسكري عقد الوضع، معتبرا أن العملية السياسية لا يمكن أن تستمر في ليبيا مثلما كانت بعد الاشتباكات والتدخل العسكري، الذي أودى بحياة 670 قتيلا وأكثر من 3 آلاف جريح و91 ألف نازح.

 

ومن جهة أخرى، أكدت تركيا رفضها دعم الجيش الوطني الليبي وجهوده لمكافحة الإرهاب، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الجمعة، إن قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر وداعميها الإقليميين وبعض حلفائها في الدول الغربية تحاول فرض الأمر الواقع في ليبيا. وتابعخلال لقاء مع محرري وكالة الأناضول التركية: "كانوا يهدفون إلى السيطرة على طرابلس في مدة قصيرة بدعم من تلك الدول، والهيمنة على ليبيا برمتها، ولكن هذا لم يحدث على أرض الواقع". ويبدو أن الوزير التركي يرفض استئناف الحوار بين حفتر والسراج، حيث زعم أن "حفتر لا يريد تقاسم السلطة في ليبيا، بينما فايز السراج وحكومة الوفاق الوطني يريدان تقاسم السلطة مع كافة الليبيين بمن فيهم حفتر".

وتمكن سلاح الجو الليبى من إسقاط طائرة حربية تابعة للمليشيات المسلحة فى منطقة الدافنية بمدينة مصراتة غرب البلاد أمس.

 

مباحثات مصرية-فرنسية حول ليبيا

وعقد الرئيسان المصري والفرنسي مباحثات هاتفية حول الأوضاع في ليبيا، واستعرض الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون، عدد من الملفات الإقليمية خاصة الوضع في ليبيا، حيث أكد السيسي موقف مصر الداعم لوحدة واستقرار وأمن ليبيا وتفعيل إرادة الشعب الليبي، وكذلك مساندة مصر لجهود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب والقضاء علي التنظيمات والميليشيات المسلحة التي تمثل تهديداً ليس فقط علي ليبيا بل الأمن الإقليمي ومنطقة البحر المتوسط.

ومن جانبه، أكد الرئيس الفرنسي ماكرون ضرورة تسوية الأزمة الليبية للخروج من الوضع الراهن الذي يمثل تهديداً لأمن المنطقة بأكملها، وقد تم التوافق على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة في هذا الإطار.

كما تم التطرق إلى تطورات الأوضاع في السودان، حيث أكد السيسي دعم مصر لخيارات وارادة الشعب السوداني في ظل موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان وعدم التدخل في شئونه الداخلية، مع ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمساعدة السودان على الخروج من أزمته والحفاظ على استقراره وأمنه لما فيه صالح الشعب السوداني.

 

السيسي يؤكد دعم الجيش الليبي في حملته لمكافحة الإرهاب

وأكد الرئيس المصري الأولوية القصوى التي توليها مصر لعودة الاستقرار إلى الشقيقة ليبيا وتمكينها من استعادة دورها إقليمياً ودولياً، ومؤكداً في هذا الإطار موقف مصر الثابت الذي لم ولن يتغير تجاه دعم الجيش الوطني الليبي في حملته للقضاء علي العناصر والتنظيمات الإرهابية، واحترام السيادة الليبية والحفاظ على وحدة أراضيها، وتعزيز تماسك مؤسساتها الوطنية وحماية مقدرات الشعب الليبي الشقيق، ورفض كافة أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي.

وجاء ذلك خلال لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الخميس بالقاهرة بالمستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، وذلك بحضور كلٍ من الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة. وأطلع عقيلة صالح الرئيس المصري على مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، معرباً عن تقديره للدور المصري البالغ الأهمية في تثبيت السلم والاستقرار في ليبيا، وذلك في ظل العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بالدعم المصري لجهود المؤسسة العسكرية الليبية في مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة في ليبيا، سعياً نحو تهيئة المناخ المطلوب للتوصل إلى حلول سياسية وتنفيذ الاستحقاقات الدستورية، بما يلبي تطلعات الشعب الليبي نحو الحياة الآمنة والكريمة، وذلك حسبما ذكر بيان للرئاسة المصرية.

وقال السفير بسام راضي المتحدث بأسم الرئاسة المصريةأن الرئيس السيسي أكد الدور المحوري الهام لمجلس النواب الليبي وكافة المؤسسات الوطنية الليبية لإعلاء المصلحة العليا لدولة ليبيا والحفاظ على وحدة ترابها الوطني، لا سيما من خلال تسخير نقاط القوة والمميزات النسبية التي تتمتع بها ليبيا من موارد طبيعية وبشرية، معرباً عن استعداد مصر لتقديم كافة الإمكانات الضرورية من أجل مساعدة الليبيين على تسوية الأزمة الليبية، انطلاقاً من مبادئ السياسة المصرية القائمة على التعاون والبناء والتنمية وتحقيق مصلحة الشعوب والأجيال القادمة واحترام قيم ومبادئ حسن الجوار.

دور الجوار الليبي ترفض استمرار تدفق السلاح من تركيا

وأكدت دول الجوار الليبي مصر والجزائر وتونس على بذل مساع لاسئناف العملية السياسية في ليبيا، وجدد وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر، في الاجتماع الثلاثيبتونس الأربعاء، رفض بلادهم لأي تدخل خارجي في الشأن الليبي ودوره في مزيد من تأزيم الأوضاع في هذا البلد، وأدانوا استمرار تدفق السلاح إلى ليبيا من جانب أطراف إقليمية، ما يساهم في تأجيج الصراع في البلاد وبالمخالفة لقرارات مجلس الأمن بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، وذلك في إشارة إلى استمرار ارسال السفن التركية المحملة بالأسلحة إلى الميليشيات بغرب ليبيا، حيث أعتبر الوزراء أن هذا السلوك يشكل تاجيج للصراع وتعميق معاناة الشعب الليبي. وأكد وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر أنه ​​لا حل عسكري للأزمة في ليبيا، مجددين التأكيد على أهمية التمسك بالمسار السياسي كسبيل وحيد لحل الأزمة، وأعربوا عن قلقهم البالغ من تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا وقيام بعض العناصر والكيانات المدرجة على قوائم العقوبات الأممية باستغلال الظروف الراهنة لزعزعة الاستقرار وتهديد الأمن والاستقرار في ليبيا ودول الجوار.

وأكد البيان الثلاثي لوزراء خارجية تونس والجزائر ومصر، ضرورةَ تحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا، في إطار استئناف الحوار بدون إقصاء أي طرف.

وقال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، الذي أنتخبت بلاده مؤخرا كعضو غير دائم في مجلس الأمن، في تصريحات اليوم خلال مؤتمر صحفي مع المبعوث الأممي،أن الوضع في ليبيا ما زال للأسف مترديا، وهناك عمل كبير يجب القيام به لدى الفرقاء الليبيين، مشيرا إلى أن تواصل الحرب والمواجهات العسكرية في ليبيا ستكون له عواقب وخيمة، ليس فقط على أهالي مدينة طرابلس والشعب الليبي، وإنما أيضا على كامل المنطقة.