وقال السيسي, في كلمته أمام القمّة العربية المنعقدة في مدينة مكّة بالمملكة العربيّة السعوديّة, إنّ "الشرط الضروري لبناء هذه المقاربة الاستراتيجية الشاملة للأمن القومي العربي يجب أن يقوم على مواجهة جميع التدخلات الإقليمية أو الخارجية في الدول العربية بنفس الدرجة من الحزم"
ويرى مراقبون أنّ كلام الرئيس المصري موجّه للوقوف في وجه "ممارسات تركيا في كلّ من سوريا, العراق وليبيا" وليس فقط ضدّ "التهديدات الإيرانيّة".
وكانت الدول العربيّة المجتمعة في قمّة مكّة قد ندّدت في بيانها الختامي ب"تدخّلات إيران", مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليّاته حيال "ما تشكّله الممارسات الإيرانيّة ورعايتها للأنشطة الإرهابيّة في المنطقة والعالم, من تهديد للأمن والسلم الدوليّين.. واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام والحدّ من نزعته التوسّعية", فيما تحفّظ العراق على مضمون البيان الختامي لأنّ ممثّليه "لم يشاركوا في صياغته" بحسب الاعتراض الذي قُدّم للأمين العام للجامعة العربيّة.
وفي هذا السياق, تحدّث المحلّل السياسيّ المصري, وليد الرمالي لوكالة فرات للأنباء ANF قائلاً: "إنّ الرئيس المصري قصد ممارسات تركيا في سوريا والعراق, بوصفها قوّة احتلال, مؤكّداً على موقف مصر الرافض لإيجاد مبرّرات للتواجد العسكريّ التركي في شمال سوريا, تحت مسمّى المنطقة العازلة, إلى جانب احتلالها لمدينة عفرين ذات الأغلبيّة الكرديّة".
وأشار الرمالي إلى أنّ السيسي "تجاهل" ذكر اسم كلّ من تركيا وإيران, مضيفاً "يعلم القاصي والداني أنّ الدولة الداعمة للميليشيات الطائفية بالمنطقة هي إيران, وأن الدولة التي تنشر قوات احتلال في سوريا والعراق حاليا وتدعم سلطة الميليشات في غرب ليبيا هي تركيا".