قوى الاحتجاجات في السودان تطلق تصعيداً "ثورياً" والمجلس العسكري يتعهد بإعدام المتورطين في "عنف الإعتصام"

أعلنت قوى الاحتجاجات في السودان إطلاق برنامجا للتصعيد "الثوري"، بالتزامن مع أول ظهور للبشير خلال محاكمته، وطالب الاتحاد الأوروبي بإجراء تحقيق "باستقلالية وشفافية" في أعمال العنف التي شهدتها الخرطوم، وأعتبر أن الانتقال الديمقراطي شرط لتطبيع العلاقات معها.

أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير الداعية للاحتجاجات في السودان، ما أطلقت عليه "برنامج العمل الجماهيري والتحضير للتصعيد الثوري"، في الوقت الذي تعهد فيه نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، محمد حمدان دقلو "حميدتي" بمحاسبة المتورطين عن قتل المتظاهرين في فض اعتصام القيادة العامة للجيش في الخرطوم في الثالث من يونيو/ حزيران الجاري، حسبما ذكرت سي إن إن.

ودعت قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان لها على فيس بوك، إلى الاستمرار في الفعاليات المعارضة للمجلس العسكري الانتقالي وذلك من خلال ندوات جماهيرية ومظاهرات ليلية للتأكيد على مطالب نقل السلطة في البلاد إلى حكومة مدنية.

وتعهد حميدتي بإعدام من يثبت تورطهم في أعمال العنف، ونفى نائب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي، في كلمة ألقاها أمام حشود جماهيرية، تورط قوات الرد السريع التي يقودها في أي أعمال عنف خلال فض الاعتصام، ولكنه تعهد بمحاسبة المتورطين حتى لو ثبت أنهم من المجلس العسكري، مؤكدا أن العدالة ستأخذ مجراها "حتى نوصلهم لحبل المشنقة".

قال حميدتي إنه يستمد نفوذه من الشعب ولا يستقوي بقوات الدعم السريع التي يقودها، وأكد أن المجلس لا يطمع في السلطة ولا يخاف إلا من فوضى تعصف بالسودان. وطالب الزعامات المحلية والنخب العلمية والثقافية والأحزاب العريقة بتحمل مسؤولياتها تجاه البلد والمشاركة في نقاش يهدف لتجاوز المرحلة الراهنة، بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا).

وأكد حميدتي جاهزية المجلس العسكري لتشكيل مجلس الوزراء من الكفاءات والتكنوقراط عدا المجلس التشريعي الذي سيكون عبر الانتخابات، مشددا على استقرار الأوضاع الأمنية بالبلاد. وأوضح أن هناك من يسعى لخلق فتنة في البلاد، متابعا أن فض الاعتصام قُصد به تشويه صورة الدعم السريع، وأضاف أن المتفق عليه فض شارع النيل (كولومبيا).

وبدوره، أكّد ​الاتحاد الأوروبي​ على أولوية "الانتقال الديمقراطي في ​السودان​" وكونه شرط لتطبيع العلاقات مع السودان، مشيرًا إلى أن "لا بد من إجراء تحقيق مستقل وشفاف حول أعمال ​العنف​ في ​الخرطوم​ التي حصلت مؤخرًا".

وشدد على أن "المجلس العسكري يتحمل مسؤولية أمن وسلامة السودان كما يتحمل مسؤولية العنف بالخرطوم". وأكد الاتحاد الأوروبي دعمه لنداء الاتحاد الإفريقي لتشكيل سلطة انتقالية بقيادة مدنية في السودان، داعياً لاستئناف المباحثات فوراً بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى التغيير والحرية.

واعتبر الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر عن اجتماع لوزراء خارجيته في لوكسمبورغ، أن المجلس العسكري الانتقالي "يتحمل مسؤولية الاعتداءات العنيفة التي جرت في 3 يونيو/حزيران" إثر فض الاعتصام في الخرطوم.

وكشف الاتحاد الأوروبي أن "أكثر من 8 ملايين سوداني بحاجة لمساعدات إنسانية"، لافتًا إلى "أننا ندعم المبادرة الأثيوبية للحل في السودان". وأضاف "أننا ندعو لاستئناف المفاوضات في السودان فورًا"، مشترطًا "تشكيل سلطة انتقالية مدنية لتطبيع العلاقات مع السودان".

وتستضيف العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الخميس، اجتماعا وزاريا للشركاء الإقليميين لدعم السودانيين والعمل من أجل استعادة الاستقرار وتحقيق تطلعاتهم، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية، أن أعمال العنف نتج عنها قتل أكثر من 100 شخص خلال عملية فض اعتصام القيادة العامة بالقوة، ووجهت أصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي بارتكاب أعمال العنف وقتل المتظاهرين.

ويأتي ذلك فيما ظهر البشير لأول مرة منذ عزله وسجنه بالخرطوم، واقتيد الرئيس السوداني السابق عمر البشير من سجن كوبر إلى مقر نيابة مكافحة الفساد في الخرطوم للتحقيق في تهم فساد.

رئيس المجلس العسكري الإنتقالي في تشاد

وصل رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن ، إلى العاصمة التشادية انجمينا في زيارة قصيرة يلتقي خلالها الرئيس إدريس ديبي، ويجري مباحثات معه حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بجانب القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .

وكان رئيس المجلس العسكري قد التقى الرئيس التشادي إدريس ديبي، على هامش مشاركته في أعمال القمة الإسلامة بمكة المكرمة مؤخراً، حيث عبر له عن شكر وتقدير السودان على دعمه ومساندته له في المحافل الإقليميه والدولية، بحسب بيان للمجلس العسكري الانتقالي.

الجامعة العربية تدعم الحوار في السودان

وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قد ألتقى خلال زيارته للخرطوم أمس مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الإنتقالي، كما إلتقى عدداً من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير، ورئيس حزب الأمة القومي الدكتور الصادق المهدي، وممثلي الحزب الإتحادي الديمقراطي، والحركات السياسية والمدنية السودانية.

وأكد الأمين العام على أن الجامعة كانت وستظل ملتزمة بتقديم كافة أشكال العون والمساندة للسودان، تأسيساً على المقررات ذات الصلة التي إعتمدها مجلس الجامعة على مستوى القمة، بما في ذلك في سبيل تطبيع علاقات السودان مع مؤسسات التمويل الدولية وإعفائه من ديونه الخارجية، ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتفعيل الآلية المشتركة بين الجامعة وحكومة السودان لمتابعة وتنفيذ المشروعات الإنسانية والإنمائية العربية في دارفور ومختلف أرجاء البلاد، والتحضير لتنظيم وعقد مؤتمر عربي جامع لإعادة الإعمار والتنمية في السودان، حسبما ذكر بيان صادر عن الجامعة العربية.

وشدد الأمين العام، خلال كافة اللقاءات التي عقدها بالخرطوم، على أن الجامعة العربية تقف مع جميع أهل السودان بمختلف أطيافهم وإنتماءاتهم وتوجهاتهم وستكون مرافقة لهم لعبور تحديات المرحلة الراهنة، وتشجيعهم على مواصلة الحوار والعودة إلى مائدة التفاوض وعدم الجنوح عن المنهج السلمي للتوصل إلى توافق وطني عريض يعلي مصلحة الدولة ويلبي تطلعات أبنائها للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.

وأعرب أبو الغيط في هذا الصدد مجدداً عن أسفه العميق للأحداث التي وقعت في ساحات الإعتصام بالخرطوم يوم 3 يونيو، وترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا جراء أعمال العنف، ودعا إلى إستكمال التحقيق حول هذه الأحداث بهدف الكشف عن ملابساتها والمسئولين عنها.