ونشرت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية مقالاً تحدثت فيه عن الصراع الخفي الدائر بين روسيا وتركيا في ليبيا، حيث نقلت الصحيفة عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله، إن موسكو على مسافة واحدة من جميع أطراف النزاع الليبية.
وترى الصحيفة أن موسكو ستناقش الوفد التركي، الذي سيصل إلى موسكو، بهذا الموقف المحايد، على الرغم من التناقضات بين الاتحاد الروسي وتركيا حول المشكلة الليبية.
وتؤكّد الصحيفة بأن موسكو وأنقرة هما من سيقرران نتائج القتال الدائر بين طرفي النزاع الليبي وبأن زيارة الوفد التركي لموسكو لمناقشة مصير ليبيا دليل على ذلك.
وترى الصحيفة بأن أردوغان لا يريد انتظار حل مشاكل هذا البلد، قبل لقائه الشخصي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن على الأرجح لن تكون المساعدة العسكرية التركية فعالة إذا لم تكن هناك اتفاقات أساسية مع موسكو، بشأن الحفاظ على حكومة السرّاج التي مقرّها طرابلس، والتي يقاتلها الجيش الوطني الليبي تحت قيادة خليفة حفتر.
كما وقد تتسبب العمليات العسكرية في ليبيا في نزاع بين موسكو وأنقرة، لكن هذا لم يحدث بعد فبعد الأحداث التي وقعت في عام 2015-2017 والمتعلقة باستهداف أنقرة لطائرة روسية على الحدود السورية-التركية وقتل طاقمها، وكذلك طريقة القتل البشعة التي تعرض لها السفير الروسي في أنقرة، تعلّم البلدان الحلول الوسطى .
ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس سراً أن موسكو تدعم قوات خليفة حفتر بواسطة مقاتلين روس تابعون لشركة خاصة روسية تدعى "فاغنر".
وكما ترى الصحيفة أن النجاح الذي حققه حفتر في التوغل في طرابلس أتى بفضل تلك القوات الروسية.
وكما أشارات الصحيفة إلى أن اردوغان قد يرسل قواته لدعم حكومة السرّاج في طرابلس لكن تاريخياً لم تربح أنقرة أية معركة خاضتها ضد موسكو، ومن المحتمل جداً أن يكون وفد أنقرة قد حضر إلى موسكو من أجل الاتفاق على عدم القتال مع روسيا ومحاولة بدء مفاوضات حول هذا الموضوع وهذا بالمعنى التقريبي "صفقة".
وترى الصحيفة أن تركيا مستعدة لتقديم الكثير لموسكو، مقابل ترك ليبيا لها، و لا تعتقد أن الامر مرتبط بملف الصواريخ الروسية وكذلك خط أنابيب الغاز الروسي الذي يمرّ عبر تركيا بل إن الأمر مرتبط بمصالح موسكو على كامل الأراضي السورية .
وتُشير الصحيفة إلى أن أنقرة ستستخدم نقاط قوتها في سورية، للتفاوض عليها، من أجل الملف الليبي عبر تقديم تنازلات كبيرة لروسيا في سورية، وخاصة في إدلب والتي تراها الصحيفة بأنها صفقة رابحة جداً لموسكو.
وتربط الصحيفة بين ما ذكرته و بين بدء هجوم قوات النظام السوري وبدعم جوّي من الروس على إدلب يوم أمس.
وتُلفت الصحيفة أن بإمكان موسكو الضغط على حفتر لوقف عملياته على طرابلس مقابل حصوله على ميزات كبيرة، بالإضافة الى سماح أنقرة لقوّات النظام السوري بالسيطرة على إدلب, إضافة إلى أنه من غير المرجّح أن تتخلى تركيا عن الأراضي التي احتلتها مؤخراً في شمال وشرق سوريا، وعلى ما يبدو أن موسكو لا تعترض حاليا على ذلك, حيث أن روسيا لن تعارض استمرار التقسيم غير المعلن لسوريا إلى مناطق نفوذ.
وبالنسبة لأنقرة وموسكو، فإن ما يهمها هي الأهداف الاقتصادية المتعلقة بإنتاج ونقل المواد الهيدروكربونية إلى أوروبا, وربّما تحاول أنقرة عبر اتفاقها مع السرّاج الاستيلاء على الثروات الهيدروكربونية، التي تُطالب بها بلدان أخرى في شرق البحر المتوسط، الأمر الذي قد يجعل تركيا تُلغي خط الغاز الروسي الذي يعبر تركيا، إذا ما سيطرت على خطوط نقل الغاز التي تعبر البحر المتوسط الى أوروبا.
وتختم الصحيفة بأن الرد الروسي على ذلك إذا لم يكن مباشراً سيكون عبر شركات عسكرية خاصة قادرة على ضرب مصالح أنقرة في ليبيا أو عبر دعم دبلوماسي خفي وخلف الكواليس لمصر والسعودية.
المصدر: ANHA