"زريا".. مقاتلة تشبه المرأة الأسبرطية في مسيرة نضالها

كانت زريا المقاتلة في صفوف الكريلا تشبه المرأة الأسبرطية خلال مقاومة حفتانين، وخاضت نضالاً بطولياً لا مثيل له إلى أن ارتفعت إلى مرتبة الشهادة.

القليل من الأشخاص يعرفون الطريقة التي كان يحارب بها شعب اسبارطة، كان الأسبرطيين ينظمون أنفسهم وينشئون ابنائهم للاستعداد للحرب، المجتمع ووفقاً للموازين العسكرية، ويدربون ابنائهم الذكور في السادس والسابع من أعمارهم، يتدربون على الخيل ويمشون على النار والثلج كي يصبحون أشداء وأصحاب إرادة. كما يتدربون على البقاء في الطبيعة بمفردهم ويتدربون على الجوع والعطش والاعتماد على النفس في الدفاع، يتدربون على جميع أنواع الأسلحة.

كان للشعب الأسبرطي قسماً يقطعونه على أنفسهم قبل خوض المعارك: "عدم التراجع أثناء المعارك، عدم التفكير بالعائلة والأطفال أثناء خوض المعارك، عدم التفكير بالنفس أثناء الوصول إلى ساحة المعركة وخوضها".

وفي خضم كل ذلك كان شعب أسبرطة  يقدس الكرامة.

ولدت زريا جاويش أوغلو عام 1998 في مدينة موش. انضمت لصفوف حزب العمال الكردستاني PKK في ريعان شبابها وتوجهت إلى جبال كردستان واستقرت في منطقة حفتانين، وهناك تعلمت كل ما يتعلق بمقاتلي الكريلا.

كانت زريا المقاتلة في صفوف الكريلا تشبه المرأة الأسبرطية  في مقاومة حفتانين. تعلمت المعنى الحقيقي للحياة الحرة من خلال النهج الذي ينتهجه حزب العمال الكردستاني PKK. اتصفت بالمناضلة القوية والشجاعة، وناضلت زريا ماهر خلال مقاومة حفتانين حتى الرمق الأخير من حياتها إلى أن اعتلت مرتبة الشهادة.

هل بإمكان أحد أن يكتب عن شخص لا يعرفه أو لم يعش معه؟ اننا نخشى من التقصير أثناء الكتابة عن تلك الشخصية. إذا أدركتم ماهية حزب العمال الكردستاني PKK والمقاومة الكبيرة التي يخوضها مقاتلو الكريلا، حينها تستطيعون الكتابة عن المقاومة والنضال.

يقول أحد رفاقها: "لم نكن معها، لم نتمكن من الوصول إليها، لقد قاتلت بمفردها جميع الجنود الذين حاولوا الصعود إلى التلة والتمركز فيها حتى الطلقة الأخيرة من سلاحها. لقد حاربت بمفردها من أجل الحرية وقضت على العشرات من جنود العدو".


قاتلت زريا ماهر بمفردها ضد جيش الاحتلال التركي في منطقة ششدارا على سفح تل أثناء مقاومة حفتانين حتى الرمق الأخير من حياتها إلى أن اعتلت مرتبة الشهادة وانضمت إلى قوافل الشهداء الأبرار.