دويتشه فيله: حزب العدالة والتنمية يتآكل من الداخل وبدأت نهاية زعيمه أردوغان

قال تقرير لإذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" أن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم يتعرض للتأكل بما يكتب بداية نهاية الحزب وزعميه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

واعتبر التقرير بأن قيام رئيس الوزراء التركي السابق داود أوغلو بتأسيس حزب جديد باسم "حزب المستقبل" قد يكلف حزب العدالة والتنمية الحاكم أصواتاً انتخابية كثيرة، في خطوة قد تتحول إلى بداية تآكل الخزان الانتخابي لسلطة أردوغان، ولفت التقرير إلى أن هذه الخطوات تحمل الكثير من التداعيات السلبية على سلطة حزب العدالة والتنمية وخاصة أنها جاءت من رفقاء درب أردوغان وحلفاءه السابقين، حيث يراهن رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو على سقوط أردوغان وحزبه، وأكد أن هدفه اسقاط النظام الرئاسي لأردوغان، بإطلاق حزب معارض لـ"عبادة الشخصية".

"أظهر نظام أردوغان مؤخرًا علامات التآكل، سواء من خلال الأزمة الاقتصادية أوتنامي قوة المعارضة أوالتراجع الواضح لحزبه (العدالة والتنمية) في الانتخابات المحلية التي جرت نهاية آذار/ مارس الماضي، فيما يمكن اعتباره بداية لانهيار القاعدة الانتخابية للحزب الحاكم"، بحسب التقرير الذي أكد إن "داود أوغلو قد يتمكن عبر تأسيس حزب المستقبل برد الصاع بصاعين، بجذب أصوات كثيرة من الخزان الانتخابي في المعسكر المحافظ، القاعدة الانتخابية للعدالة والتنمية"، مشيرا إلى أن من بين الرفاق السابقين، ذوي النفوذ القوي في قاعدة سلطة الحزب الحاكم، هناك أيضا وزير الاقتصاد السابق والعضو المؤسس لحزب لـ العدالة والتنمية" علي باباجان، وهو يسعى بدوره لتأسيس حزب جديد، وفقًا لتقارير وسائل إعلام تركية، ويبدو أنه يلقى في ذلك دعما من قبل الرئيس السابق عبد الله غول.
وأكد وزير الخارجية التركي الأسبق يسار ياكيس لـ"دويتشه فيله" أن تأسيس الحزبين سيضران بحزب أردوغان: "سيستقطب كل من داود أوغلو وباباجان الكثير من أصوات العدالة والتنمية، ويتمتع باباجان بسمعة طيبة في المجتمع المالي الدولي. كما أن خبرته الاقتصادية ستساعده على الفوز بأصوات من أحزاب المعارضة ". وأضاف ياكيس، وهو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، بأن داود أوغلو، بدوره، خيار جيد للناخبين المحافظين.
"تفكك حزب العدالة والتنمية بدأ الآن، حكم عمره 18عاما سينتهي. داود أوغلو كما باباجان سيجلبان الأصوات من العدالة والتنمية. هدفهم الرئيسي هو إسقاط أردوغان"، على حد تعبير باسكين وهران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أنقرة.
هناك شكوك كبيرة تراود الرأي العام التركي، عما إذا كانت الأحزاب الجديدة لكبار شخصيات العدالة والتنمية السابقين، تمثل بديلاً للحزب الحاكم. داود أوغلو ُمتهم بالتزام الصمت لفترة طويلة، بل وهناك من يعتبره من المسؤولين عن تآكل الديمقراطية التركية. وبهذا الصدد يوضح ياكيس "يمكن القول إن باباجان لديه فرص أكبر ضد حزب العدالة والتنمية من داود أوغلو. الناخبون يتذكرون أن داود أوغلو كان رئيسًا للوزراء، هذا عائق كبير".

ولفت التقرير إلى ان خروج احزاب جديدة من رحم "العدالة والتنمية" يجعل هناك احتمالات قوية لنشر "الأسرار القذرة" للحزب الحاكم ونظام أردوغان، وتابع التقرير: "سبق للرئيس التركي أن أهان داود أوغلو في أكثر من مناسبة، بل واعتبره خائناً. واعتاد أردوغان على القول "سنحاسبهم عندما يحين الوقت". حساسية أردوغان الحادة هذه، لا تعود فقط لاحتمال خسارة أصوات انتخابية، ذلك أن رفاق الدرب السابقين يعرفون نظامه من الداخل جيدًا. فالمنتقدون كما شخصيات المعارضة تتهم الحزب الحاكم بالمحسوبية والفساد وإنشاء مؤسسات عائلية مشبوهة لاختلاس أموال دافعي الضرائب. وهم يفترضون أن الحزب أمّن سلطته باستخدام أساليب غير مشروعة ومكائد غير قانونية. وهي اتهامات إذا تأكدت، فقد يوظفها أوغلو وباباجان ضد الحزب الحاكم."
غير أن أردوغان ألمح إلى أن لديه بدوره معلومات سرية قد تورط منافسيه الذين يقفون ضده. واتهم كلا من باباجان وداود أوغلو بالاحتيال على "بنك خلق" عندما قررت الدولة منح قرض بقيمة 65 مليون يورو لجامعة إسطنبول ـ شهير، وهو قرض لم يتم تسديده. كما يتهم باباجان بمنح أرض للجامعة بواسطة مرسوم مشكوك فيه. غير أن داود أوغلو نفى تلك الاتهامات وطالب أردوغان وعائلته بالكشف عن ممتلكاتهم، في إشارة إلى المعلومات المتداولة حول فساد الرئيس التركي.