بعد أن أعلن الجيش الليبي الحرب على المصالح التركية والسفن والطائرات التركية، أعلنت إدارة مطار بنينا الدولي بمدينة بنغازي، إيقاف كامل الرحلات المغادرة من المطار إلى تركيا.وقالت إدارة المطار عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنها أوقفت كل الرحـلات القـاصــدة اسطنبول، عـلى أن تكون هناك رحلات للعـودة فقـط ( اسطنبول/ بنغازي) للمــواطنيـــن الليـبيـيـن المـوجــوديــن في تركيا.
وأعلن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر أن عمليات الجيش الوطني متواصلة حتى بلوغ جميع الأهداف العسكرية وتحرير البلاد من المليشيات المسلحة والإرهابية وأضاف المشير حفتر أن الحوار بين الليبيين سيأتي في أوقات تكون فيها الظروف أفضل لنجاحه بعد تحرير طرابلس مشيرا الى أن الروح المعنوية للجيش عالية وأن القادة يعرفون جيدا أنهم يقومون بواجب وطني تاريخي .
وأمر المشير خليفة حفتر، المسيطر على شرق ليبيا، مساء يوم الجمعة قواته بضرب السفن التركية في المياه الإقليمية الليبية وكافة "الأهداف الاستراتيجية التركية" على الأراضي الليبية من شركات ومقار ومشروعات، وذلك ردّاً على "غزو تركي غاشم" تتعرّض له ليبيا.
وتوجه القائد العام للقوات المسلحة الليبية برسالة طمأنة إلى اهالي مدينة غريان وضواحيها اللذين قال أنهم وقفوا إلى جانب القوات المسلحة وهتفوا لها بمحض إرادتهم وهي تقطع المسافات الطويلة في مهامها ضد الجماعات الإرهابية داخل البلاد.
وقال حفتر في بيان له اليوم السبت أن "الرد سوف يكون قاس من القوات المسلحة ابتداء من هذه الليلة ضد العمل الجبان والخدعة المبيته ضد من قام بتصفية وهدم بيوت الشرفاء بمدينة غريان".
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الليبية والميليشيات المتحالفة معها في طرابلس، ومن جانبه، قال الرئيس التركي رجب إردوغان ردا على تهديدات حفتر إن ليس لديه "أي معلومة" عن هذا الموضوع، متوعداً بـ"اتخاذ العديد من الاجراءات المختلفة" وذلك خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين في أوساكا في اليابان. وقال إن تركيا "ستتخذ التدابير اللازمة" حال صدرت أي خطوات عدائية في ليبيا ضدها من قبل قوات الجيش الليبي. وأوضح أردوغان إنه لا يزال غير متأكد من الجهة التي أصدرت تلك التعليمات، وأضاف: "في حال كانت التعليمات صادرة عن حفتر فإننا سنتخذ التدابير اللازمة".
واعتبر مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا، غسان سلامة، أن السيطرة على مدينة غريان يعدّ تطوراً ملحوظاً لصالح القوات الموالية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي، وذلك “بعد أحد عشر أسبوعًا من الجمود” في النزاع، بحسب وكالة آكي الايطالية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي، في السياق ذاته، “لا شك بأن هذه حقيقة يجب أخذها في الاعتبار في هذه الحرب المعقدة التي تم خوضها بمرارة”. ووفقًا لوزير الخارجية، فـ”من المهم أن يتأمل المعنيون بالأمر ويستمدون منه العِبَر”. واختتم بالقول “نتمنى أن هذا التطور الميداني يمكن تفسيره على أنه ضرورة لوقف القتال بدلاً من زيادة العداء”.
كما أعلن الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن القيادة العامة أصدرت أوامرها بالقبض على أي مواطن تركي على الأراضي الليبية مشيرا إلى إيقاف الرحلات الجوية بين ليبيا وتركيا مضيفا أن القوات الجوية ستستهدف أي نقطة تركية على الأراضي الليبية كما أن القيادة العامة للجيش أعطت الأوامر باستهداف السفن التركية التي تقترب من المياه الاقليمية الليبية.
وأوضح المسماري في بيان له أن قرار استهداف المصالح التركية صدر ردّاً على ما تتعرّض له "الأراضي الليبية منذ ليلة البارحة من غزو تركي غاشم، نتجت عنه أعمال تخريبية داخل الأراضي الليبية".
وأوضح المسماري أن السبب في ذلك لتدخلات تركيا وأردوغان في الشأن الليبي ودعمها لقوات حكومة الوفاق بالعتاد والغطاء الجوي منوها إلى أن سلاح الجو التركي هو من قام بقصف المقرات العسكرية التابعة للجيش الوطني في غريان مضيفا أن مواجهات غريان أفقدت الجيش الوطني 43 عنصرا من قواته النظامية في المدينة.
مشيراً إلى أن هناك جرحي جرى قتلهم في مستشفي غريان وتصفيتهم بتوجيهات من السراج وأضاف المسماري خلال مؤتمر صحفي عقده مساء يوم الجمعة أن وحدات الجيش الوطني تصدت لهجوم جديد من قبل قوات الوفاق على مطار طرابلس مضيفا استهداف سلاح الجو بالجيش الليبي لرتل مسلح تابع للوفاق قرب الأصابعة.
وأصدر مجلس النواب الليبي بيان بشأن "جريمة تصفية أسرى وجرحى القوات المسلحة ومشاركة تركيا في قتال الجيش الوطني"، حيث أدان مجلس النواب الليبي بأشد العبارات الجريمة الإرهابية الجبانة التي نفذتها المليشيات المتطرفة والخارجة عن القانون التابعة لحكومة السراج بتصفية جرحى قواتنا المسلحة بمستشفى غريان في تجرد كامل من كل القيم الإنسانية والتعاليم السماوية وفي انتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين الدولية بشأن معاملة جرحى وأسرى الحروب.
كما أدان واستنكر مجلس النواب الليبي التدخل التركي السافر وإعلانهم الحرب على ليبيا وشعبها عبر المشاركة في عمليات المليشيات المتطرفة والخارجة عن القانون بالقتال ضد الجيش الوطني وتقديمها السلاح والدعم اللوجستي وتسخير كل الإمكانيات لدعم هذه المليشيات المتطرفة وسط صمت مؤسف من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا وكافة المؤسسات والهيئات الدولية والإقليمية والمنظمات الحقوقية تجاه هذه الجرائم الإنسانية ومن يرتكبها من متطرفين ومطلوبين دولياً وفرت لهم حكومة السراج وتركيا وقطر المال والسلاح والغطاء السياسي لقتل الشعب الليبي وحكمه بالإعتماد على قوى الإرهاب والتطرف والخارجين عن القانون.
وتابع: "إن إيمانناً بقضيتنا العادلة بتطهير بلادنا من دنس الإرهاب والتطرف ومليشيات نهب المال العام وتهريب البشر من الخارجين عن القانون ومعركتنا التي بدأت من بنغازي إلى الموانئ النفطية إلى درنة والجنوب الليبي إلى المنطقة الغربية لن تتوقف ولن تثنينا مثل هذه الجرائم والدعم التركي والقطري على مواصلة هدفنا بتحقيق العيش الكريم لشعبنا وتخليصه من المليشيات وتحقيق الأمن والإستقرار وإستعادة الدولة من هيمنة الدواعش والمتطرفين والمارقين في كامل تراب الوطن فثقتنا في جيشنا الوطني وتضحيات أبنائنا من القوات المسلحة العربية الليبية مستمرة وسينال المجرمون عقابهم العادل، كما نتقدم بخالص تعازينا إلى الشعب الليبي وأُسر الشُهداء وذويهم سائلين الله ان يسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشُهداء وحسن أولئك رفيقا."
وبدوره، قال عبد الحكيم معتوق، المحلل السياسي الليبي، إن التصعيد العسكري من قبل الجيش الليبي ضد تركيا حق مشروع في الدفاع عن النفس.
وأضاف في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم السبت، أن موازين القوى اختلت في الأيام الأخيرة، خاصة بعد تواجد تركيا على الأرض في الداخل الليبي، ودخول طائرات "الدرون"، ساحة المعركة. وأوضح معتوق، أن الجيش في حالة حرب معلنة ومفتوحة مع تركيا، وأن توجيهات الجيش باستهداف أي طائرات أو سفن تركية قد لا ينسحب على المدنيين الأتراك أو المنشئات المدنية في ليبيا، إلا أن المعلومات المؤكدة كشفت عن وجود غرفة عمليات تركية في طرابلس، وربما وجود قوات عسكرية تقاتل على الأرض.
ومن جانبيها، طمأنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، كل رعايا الدول الأجنبية والصديقة بمَن فيهم المواطنون الأتراك والعاملون داخل ليبيا من شركات ومؤسسات، ونفت الوزارة، في بيان لها اليوم، وجود عسكريين أجانب من الجنسية التركية داخل الأراضي الواقعة تحت سلطة حكومة الوفاق.
وأصدرت الحكومة الليبية المؤقتة بيان نددت فيه بأشد عبارات الشجب والاستنكار بما وصفته بـ"العمل الإجرامي الغادر" الذي قالت أن عدداً من جرحى القوَّات المسلحة تعرضوا له في مستشفى غريان من قبل "جماعات إرهابية مدفوعة بحقد دفين على أبناء هذا الوطن وجنوده وحماته".
وأضاف البيان: "إن هذا التصرف الأرعن، والجرم الفادح إلا دليل ناطق على داعشية هذه الجماعات الإرهابية المارقة، وإن تخفت وراء مسميات براقة، وتقنعت بحجج واهية تزيدها افتضاحاً أمام العالم أجمع. وإِنَّ من أعانهم على هذه الجرائم الفظيعة، بخيانة أو تهاون أو مساعدة أي كان نوعها، هم شركاء في الجريمة، وسيدفع هؤلاء الخونة والمجرمون المعتدون ثمن غدرهم وتابعت المؤقتة بيانها : ” ليعلموا أن هذه الأفعال الإجرامية الشنيعة لن تثني عزمنا شعبًا وحكومة وجيشًا عنِ المضي قدمًا لتطهير كل شبر من ليبيا يدنسه هؤلاء الخونة الأوغاد ومن هم على شاكلتهم".
وكشفت صحيفة المرصد الليبية عن هويات فريق خبراء عسكريين أتراك بينهم جنرال رفيع المستوى يدعى الفريق "عرفان أوزسيرت"، الذى شغل منصب قائد فوج الأكاديمية العسكرية التركية، كما شغل منصب المسئول عن القطاع العسكرى لمنطقة غازى عنتاب وتبوأ مناصب في الاستخبارات العسكرية ويعمل جميعهم فى غرفة عمليات بالعاصمة طرابلس لدعم حكومة الوفاق، ويبلغ عددهم 16 شخصًا متعددى المهام.