جيش الثوار: تركيا تنقل مرتزقتها من إدلب إلى عفرين 

أكد نائب القائد العام لقوات جيش الثوار القيادي احمد سلطان أن تركيا بدأت بنقل عدد من الجماعات المرتزقة التابعين لها من مدينة إدلب إلى مقاطعة عفرين المحتلة من قبل تركيا.

أجرى مراسل وكالة فرات للأنباء (ANF) حواراً مع نائب القائد العام لقوات جيش الثوار القيادي احمد سلطان "أبو عراج" حول أخر التطورات في مدينة إدلب ، عفرين ومنبج. 
وأوضح أبو عراج أن تركيا تحاول ضمان بقائها في مقاطعة عفرين والشهباء بشكل دائم، مشيراً إلى تمديد المهلة المحددة لتركيا لتطبيق الاتفاق الروسي التركي حول إدلب.
وأشار أبو عراج إلى أن مدينة إدلب كانت ثاني مدينة انتفضت ضد النظام السوري بعد مدينة درعا، الشعب السوري بكل فئاته العمرية انضم إلى الإنتفاضة حتى أصبح سبعون بالمئة من المناطق السورية تحت سيطرة الجيش الحر. وتابع: في البداية كان الجيش الحر يمثل ثوار الثورة السورية لكن وبعد التدخل التركي تحول الجيش الحر إلى قوات إسلامية متشددة مما حرف مسار الثورة.

 

 

وأضاف أبو عراج "في منتصف العام 2012 بدأت تركيا بتشكيل جماعات جهادية تغلغلت إلى حد كبير ضمن الثورة وحرفت مسارها السلمي. فيما بعد وصلت مجموعات من تنظيم القاعدة إلى إدلب وبدأت ملامح داعش تتشكل في سوريا في العام 2013 وفي العام 2014 تمكن داعش من السيطرة على مدينة إدلب". وأوضح: "هنا بدأت القوات الثورية في المدينة بمحاربة داعش وخلال سبعة أيام فقط تمكنت من طرد التنظيم من المدينة وإجباره على التراجع".
ولفت إلى أنه "بعد محاولات جيش الثوار منع تركيا من تحريف مسار الثورة، بدأت جبهة النصرة وبعض الجماعات المتطرفة الأخرى محاربة جيش الثوار، أيضاً بعض فصائل الجيش الحر التي كانت تقاتل إلى جانبهم ومجموعات أخرى انقلبوا على جيش الثوار وبدأوا بمحاربتهم بدعم مباشر من تركيا وقطر وهذا ما دفعهم إلى الانسحاب من مدينة إدلب". 
وأشار إلى أن مرتزقة داعش والنصرة استولوا على جميع معداتهم العسكرية وأسلحتهم بكل أحجامها، ممتلكاتهم ومواقعهم وبالكاد تمكنوا من الخروج من المدينة.
بالحديث عن التطورات داخل إدلب بعد انسحاب جيش الثوار منها قال أبو عراج: "بعد انسحابن ، بدأت جبهة النصرة بتشكيل جماعة فتح الشام بدعم مباشر من تركيا وفي ربيع العام 2015 تمكنت جماعة فتح الشام من طرد النظام من مدينة إدلب. فتح الشام أيضاً كغيرها من الجماعات المتشددة بدأت بفرض الضغوط على أهالي المدينة. وبعد التدخل الروسي في سوريا بدأت بشن غارات جوية عنيفة على مختلف المناطق وبدأت عمليات التصفية وتوقيع الاتفاقات التي بموجبها تم نقل الكثير من الجماعات المتشددة إلى مدينة إدلب".
وعن اتفاقية سوتشي قال أحمد سلطان: إن "اتفاقية سوتشي التي بموجبها أعلنت مناطق خفض التصعيد المنزوعة السلاح كانت هدفها تسهيل سيطرة النظام السوري على الغوطة ودرعا. هذا الاتفاق التركي الروسي لم يوضع من أجل حماية الشعب بل كان ضد مصالحة. في إدلب أيضاً وفق الاتفاق سيتم نزع السلاح الثقيل من منطقة بعمق 20 كيلو متر، وهذا يخدم النظام السوري لأن السلاح الخفيف لن يؤثر على قوات النظام في المنطقة الفاصلة بعمق 20 كيلو متر".
ولفت إلى أنه رغم هذا ووفقاً للاتفاق الروسي التركي، إلا أن الاتفاق لم يطبق وفق ما تم التخطيط له. بعض الجماعات التابعة لتركيا أعلنت التزامها بالاتفاق لكن رغم هذا الاتفاق لم يطبق في المدة المحددة التي انتهت في 15 تشرين الأول، وحتى الآن لم يتم نزع السلاح وأكدت هيئة تحرير الشام مرة أخرى عدم اعترافها بالاتفاق، كما وتشكلت غرفة عمليات مشتركة لجماعات القاعدة التي رفضت الاعتراف بالاتفاق وتسليم السلاح الثقيل.
وأشار أبو عراج إلى أن تركيا، روسيا وايران يحاولون دفع الجماعات التابعة للجيش الحر إلى الدخول في مفاوضات مع النظام وتحسين العلاقة في ما بينهم، ومن الممكن في الأيام القادمة أن تندلع معارك ما بين الجماعات التي ترفض الاتفاق والتي قبلت به. 
وقال: "إذا ما بدأت الحملة في إدلب فستكون جميع الجماعات الإسلامية المتطرفة محاصرة في منطقة واحدة، ومن الممكن أن يكون هناك محاولات من أجل إقناع كل من يرفض الاتفاق ونقلهم إلى مقاطعة عفرين ومناطق الشهباء وهذا السيناريو أيضاً محتمل".
وعن عمليات الاغتيال الأخيرة التي طالت قيادات في هيئة تحرير الشام قال: "وفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا القيادات التي تم تصفيتها في هيئة تحرير الشام وباقي الجماعات المسلحة في إدلب جميعها رفضت الاعتراف بالاتفاق. لهذا يتم تصفيتهم وتركيا على علاقة مباشرة بهذه العمليات".
وتطرق أبو عراج في حديثه إلى احتلال تركيا لمقاطعة عفرين وقال: "عفرين وباقي المناطق المحررة كانت تنعم بحياة آمنة، مستقرة وديمقراطية، كذلك كان هناك مئات الآلاف من اللاجئين من مختلف المناطق السورية متواجدين في عفرين، لكن تركيا وبهدف احتلال المنطقة شنت هجماتها. نحن ضد تلك الهجمات نحن قوات جيش الثوار إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية قاتلنا ضد الاحتلال التركي والجماعات المتطرفة، قدمنا الكثير من الشهداء في تلك المعارك. تركيا وفي هجماتها ارتكبت جميع أنواع جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان والقواعد الدولية. وحتى اليوم تواصل انتهاكاتها لحقوق الإنسان بحق أهالي عفرين، كما تعمل على تغير ديموغرافية المنطقة بشكل وحشي.
وتابع: حتى اليوم هناك تواصل بيننا وبين الوطنيين في مدينة إدلب ووفقاً للمعلومات التي تردنا بشكل مستمر فقد أرسلت تركيا مجموعات من فصائل هيئة تحرير الشام وأعضاء الحزب الإسلامي التركستاني إلى عفرين. كما وتعمل على إقناع باقي الفصائل والجماعات المتشددة للذهاب إلى عفرين ومناطق الشهباء.
وأوضح: "تركيا تحاول ضمان بقائها في عفرين ومناطق الشهباء وتبذل قصار جهدها لضمان بقائها في إدلب أيضاً. لذا ندعو الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية إلى إرسال لجانها الخاصة إلى عفرين والتحقيق في جرائم تركيا ومرتزقتها بحق المدنيين هناك".
واختتم نائب القائد العام لقوات جيش الثوار احمد سلطان أبو عراج حديثه بالإشارة إلى التهديدات التركية لمدينة منبج قائلاً: "تركيا تمارس حرباً خاصة ضد مجتمعات شمال سوريا وأهالي منبج. منذ نحو ثمانية سنوات والشعب السوري يواجه القتل، الدمار، التشرد والانتهاكات. لذا من غير المقبول دخول تركيا وما يسمى بالجيش الحر التابع لتركيا الى  منبج. وعلى هذا ندعو جميع القوى السياسية إلى ممارسة الضغط على جميع الأطراف المعنية بالشأن السوري لإيقاف نزيف الدم السوري وضمان مصالحه والسعي بكل قوة لحل الأزمة السورية".