جدل حول "شغور" منصب الرئيس التونسي بعد تعرضه لوعكة صحية حادة

تعرض الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اليوم الخميس الى وعكة صحية حادة نقل على إثرها الى المستشفى العسكري بالعاصمة، في الوقت الذي تعرضت فيه البلاد لضربة أمنية بعمليتين إنتحاريتين أسفرت عن سقوط رجل أمن وجرح آخرين.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الكتل البرلمانية لعقد جلسة عامة غدا لمناقشة الوضع الصحي للرئيس، قال مستشار رئيس الجمهورية التونسية، فراس قفراش لـ"العربية الحدث"، اليوم الخميس، إن حالة الرئيس قايد السبسي، مستقرة حتى الآن، داعياً لعدم الانسياق وراء الإشاعات بشأن صحة الرئيس، البالغ من العمر 93 عاما. وأعلنت الرئاسة التونسية في بيانين إن "رئيس الجمهورية تعرض صباح الخميس إلى وعكة صحيّة حادة استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري بتونس قبل أن تضيف في بيان آخر أن "حالته الآن في استقرار ويخضع للفحوصات اللازمة".

وبدورها، أكدت سعيدة قراش الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية في تصريح لراديو "موزاييك" المحلي أن السبسي طلب نقله إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج اليوم عكس ما يتم ترويجه من أخبار تفيد بنقله إلى مصحة خاصة أو إلى خارج البلاد.

وأشارت إلى أن الوعكة الصحية التي تعرض لها الرئيس لا علاقة لها بأزمة قلبية ولا بأزمة قلبية، كما أنه ليس في غيبوبة مثلما يتم الترويج لذلك، واضافت "أطمئن التونسيين أن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية مستقرة، ولا علاقة لوعكته الصحية بالعملية الإرهابية التي شهدها شارع شارل ديغول مثلما يتم الترويج لذلك.."

وكانت الرئاسة التونسية أعلنت الجمعة الماضية أن السبسي أجرى فحوصات طبية إثر وعكة "خفيفة" بالمستشفى العسكري بالعاصمة تونس.

وزار رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد الرئيس في المستشفى وكتب على صفحته الرسمية في فيسبوك "كنت منذ قليل في زيارة لرئيس الجمهورية حيث يتلقى حاليا العلاج بعد إصابته بوعكة صحية. واطمئن التونسيين أن السبسي بصدد تلقي كل العناية اللازمة التي يحتاجها من طرف أكفأ الإطارات الطبية. أرجو له الشفاء العاجل واستعادة عافيته في اسرع وقت".

ودعا الشاهد "الجميع إلى الترفع عن بث الأخبار الزائفة التي من شأنها بث البلبلة بين التونسيين".

وينص الدستور التونسي على أنه في حالة وفاة الرئيس أو عجزه يتولى رئيس البرلمان محمد الناصر مهام رئيس البلاد في مدة زمنية لا تزيد عن 90 يوما.

وأكد زعيم حزب حركة النهضة التونسية المنتمي للإخوان راشد الغنوشي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع "فيس بوك" دعم حركة النهضة الكامل للرئيس السبسي واستنكارها لما يروج من شائعات تربك الوضع العام. ودعا الغنوشي التونسيين والتونسيات إلى الوحدة والتضامن، متمنيا "الشفاء العاجل لسيادة رئيس الجمهورية حفظه الله من كل سوء'".

هجوم يضرب العاصمة بالتزامن مع الجدل حول صحة الرئيس

وقال عضو مكتب مجلس النواب التونسي غازي الشواشي لراديو "موزاييك" إن الأحزاب الحاكمة تتهرب من التطرق لموضوع الوضع الصحي لرئيس الجمهورية ومعاينة الشغور المؤقت أو الدائم في منصبه باعتبار أن رئيس المجلس قدم معلومة مفادها أن الوضع الصحي للرئيس مستقرا داعيا البرلمان إلى الحلول محل المحكمة الدستورية في معاينة الشغور.

وقال الشواشي: "على البرلمان أن يكون جاهزا لكل الاحتمالات وأن يتحمل مسؤوليته فيما يتعلق بالحالة الصحية لرئيس الجمهورية وعليه أن يحل محل المحكمة الدستورية لمعاينة الشغور الوقتي أو النهائي لمنصب رئيس الجهورية و القيام بالإجراءات اللازمة"

وحذر الشواشي من أن أي فراغ في منصب رئيس الجمهورية ولو لفترة وجيزة سيكون مدخلا للانفلات.

ودعا رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي في بيان كل التونسيين والتونسيات إلى التضامن المطلق مع الدولة والشرعية في حربها ضد الإرهاب بغض النظر عن كل اعتبار آخر وخاصة بعيدا عن أي توظيف لتسجيل النقاط ضد خصوم سياسيين، مشدّدا على ضرورة المحافظة على الهدوء وضبط النفس.

أكد رئيس البرلمان محمد الناصر في تصريح لراديو "موزاييك" على وحدة التونسيين في مواجهة آفة الإرهاب متمنيا الشفاء العاجل لرئيس الجمهورية.

وقال إن مكتب المجلس اجتمع بعد العمليتين "الإرهابيتين" بحضور رؤساء الكتل النيابية للتأكيد على ضرورة تضامن الشعب التونسي لمقاومة الإرهاب، مضيفا: "وحدتنا في قوتنا ووحدتنا هي سلاحنا.. تونس برجالها ونسائها.. وقلوبنا مع الرئيس وإن شاء الله ربي يفرج عليه."

وقالت السلطات التونسية في بيان الخميس إن الهجوم الإرهابي الأول استهدف دورية شرطية في شارع شارل ديغول في قلب العاصمة تونس، فيما فجر انتحاري آخر نفسه قرب مركز للشرطة في منطقة القرجاني في العاصمة تونس.