تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة في ظل استمرار الاحتجاجات في لبنان

كلف الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، حسان دياب بعد انتهاء المشاورات النيابية لاختيار الحكومة الجديدة، في محاولة لتشكل حكومة تكنوقراط بعيداً عن المحاصصة السياسية.

وكان الرئيس اللبناني قد أطلع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، على نتائج المشاورات النيابية التي أفضت إلى اختيار حسان دياب لرئاسة الوزراء اللبنانية.

وقال دياب الذي يصف نفسه بـ"المستقل"، إن المشاورات التي سيجريها من أجل تشكيل الحكومة الجديدة ستكون مع كافة أطياف الشعب اللبناني بما في ذلك الحراك الشعبي، معلناً بذلك أن مطالب المحتجين هي على رأس أولويات حكومته، مؤكداً في الوقت نفسه على أن تكون الحكومة الجديدة على مستوى تطلعات الشعب اللبناني.

وحصل حسان دياب على 69 صوتاً من أصوات ممثلي الكتل النيابية في المشاورات، فيما حصل السفير نواف سلام على 13 صوتاً، كما حصلت حليمة قعقور على صوت واحد فقط، وامتناع 42 آخرين عن التصويت.

وأشاد حسان دياب بالحراك الجماهيري الذي بدأ في 17 اكتوبر تشرين الأول الماضي، مؤكدًا أن " الوضع لن يعود إلى ما قبل الحراك الشعبي"، معربًا عن تفهمه لمطالب المتظاهرين واحتجاجهم على سوء الأوضاع الاقتصادية.

وجاء اختيار دياب، جاء بعد إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، عدم ترشحه لشغل المنصب وربما امتناع كتلته التصويتية في المشاورات النيابية عن تسمية أحد المرشحين.

في الوقت الذي أعلن فيه زعيم التيار الوطني الحر ووزير الخارجية في حكومة الحريري، جبران باسيل دعمه لترشيح حسان دياب.

وأعلنت حكومة سعد الحريري، استقالتها، في أكتوبر تشرين الأول الماضي، استجابة للاحتجاجات المستمرة منذ 17 تشرين الأول الماضي.

ويطالب المتظاهرون بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط، غير خاضعة لنظام المحاصصة السياسية، كما يطالبون بتحسين الأوضاع الاقتصادية والقضاء على الفساد.

في أول تعليق له بعد انتهاء المشاورات النيابية، عبر حسان دياب عن تقديره والتزامه بمطالب المحتجين في بيروت والمناطق  اللبنانية الأخرى.

وأضاف دياب في خطاب تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة " الوضع لن يعود إلى ما قبل الحراك الشعبي"، في إشارة إلى ملامح وأولويات الحكومة الجديدة.

ودعا دياب في كلمة متلفزة مساء أمس الخميس عقب تكليفه بتشكيل الحكومة، كل اللبنانيين في جميع الساحات والمناطق إلى التكاتف والمشاركة في إطلاق "ورشة الإنقاذ"، وتعهد أن يبذل ما بوسعه لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، بالتشاور مع القوى السياسية والحراك الشعبي.

وتوجه دياب إلى المتظاهرين في الشوارع بالقول إن "انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون في قيام دولة حقيقية"، مضيفاً "أنا مستقل وشخص اختصاصي، وبالتالي الأولوية ستكون لحكومة التكنوقراط (التخصص)، لكن يجب أن تعطوني فرصة لأستشير الجميع."

حسان دياب البالغ من العمر 60 عاماً، ليس ببعيد عن دوائر السياسة اللبنانية، حيث شغل منصب وزير التربية والتعليم العالي في حكومة نجيب ميقاتي في 2013.

ولاتزال الاحتجاجات والاعتصامات مستمرة في وسط العاصمة اللبنانية بيروت وفي ساحة رياض الصلح، وأمام مقر الحكومة اللبنانية.

في حين ينتظر الكثيرون ردود الفعل حول التوافق السياسي على تكليف حسان دياب الذي قد يكون أحد الحلول الوسط في الأزمة السياسية التي تشهدها لبنان.