ترامب يعيد القدس للساحة المصرية .. الخارجية تدين والأزهر يدعو لمؤتمر دولي

أثار قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حالة من الغضب في الشارع المصري على الصعيدين الشعبي والحكومي.

احدث قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بالمدينة عاصمة للدولة الإسرائيلية حالة من الغضب في مصر.

وعبرت الخارجية المصرية عن رفضها  قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالت الخارجية في بيان لها إن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل أحادي ويخالف الشرعية الدولية لافتة إلى أن قرار ترامب لن يغير من الوضع القانوني للقدس باعتبارها تحت الاحتلال.

وشدد البيان على أن ترامب خالف قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة معتبرة أن القرار مقلق وله تداعيات محتملة على استقرار المنطقة لتأجيج العرب والمسلمين ويهدد بمخاطر على مستقبل عملية السلام وجهود استئناف عملية التفاوض.

عبرت المؤسسات الإسلامية في مصر عن استنكارها ورفضها لقرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل محذرة من تبعات خطيرة لهذا الإجراء.

من جانبه حذَر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من التداعيات الخطيرة لإقدام الولايات المتحدة على قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارتها إليها، لما يشكله ذلك من إجحاف وتنكر للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتجاهل لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، تهفو قلوبهم إلى مسرى النبي الأكرم، وملايين المسيحيين العرب، الذين تتعلق أفئدتهم بكنائس القدس وأديرتها.

وشدَّد في بيان له على أن القدس المحتلة، وهويتها الفلسطينية والعربية، يجب أن تكون قضية كل المنصفين والعقلاء في العالم، حتى لا يفقد الفلسطينيون، ومعهم ملايين العرب والمسلمين، ما تبقى لديهم من ثقة في فاعلية المجتمع الدولي ومؤسساته، وحتى لا تجد الجماعات المتطرفة وقودا جديدا يغذي حروب الكراهية والعنف التي تريد إشعالها في شرق العالم وغربه.

ودعا الطيب هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لاجتماع طارئ لبحث تبعات هذه الأمر، كما يعلن عن عقد مؤتمر عالمي عاجل حول القدس، بمشاركة كبار العلماء في العالم الإسلامي ورجال الدين المسيحي، والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، لبحث اتخاذ خطوات عملية تدعم صمود الفلسطينيين، وتبطل شرعية هذا القرار المرفوض الذي يمس حقهم الثابت في أرضهم ومقدساتهم.

 

ومن جانبه أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، دعم مصر ودار الإفتاء المصرية الكامل للأشقاء الفلسطينيين في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية الفلسطينية.. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه اليوم الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مع الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية.

وشدد المفتي على أن قضية القدس هي قضية كل العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهي في قلب كل عربي ومسلم لما لها من مكانة ومنزلة دينية وحضور حضاري وعمق ضارب في أعماق التاريخ.

ودعا العرب والمسلمين إلى الوقوف الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مطالبًا الدول العربية والإسلامية بمساندة القضية العادلة للمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني انطلاقًا من روابط الأخوة الإسلامية والعربية.

من جانب آخر، استنكر الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، بشدة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، محملا الرئيس الأمريكي وإدارته التداعيات الخطيرة جدا لهذا القرار بإشعال الحروب والصراعات في المنطقة وكل العالم.

وأكد مستشار المفتي في بيانه الذي أصدره مساء الأربعاء، على أن الرئيس الأمريكي وإدارته يضربون عرض الحائط بكافة الجهود المبذولة من أجل القرار السلام وإقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنبا إلى جنب.

وحذر مستشار مفتي الجمهورية من عواقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما يؤجج الصراعات والحروب الدينية في المنطقة ويدخل المنطقة في مزيد من الفوضى والنزاعات ويعطى غطاء للجماعات المتشددة لتنفيذ المزيد من عمليات العنف والقتل.

وأكد مستشار مفتي الجمهورية أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل يعد خطوة خطيرة تدفع إلى المزيد من التوترات والصراعات وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ومن جانبها حدثت وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة المقبلة، لتتضمن في الخطبة الثانية الحديث عن القدس وخطورة المساس بها.