البروفيسورة فنجانجي : تركيا تعيش مرحلة الفاشية بلا حدود

أشارت رئيسة مؤسسة حقوق الإنسان التركية TÎHV البروفيسورة شبنم كورور فنجانجي أن تركيا انتقلت من مرحلة دولة القانون والمعاير إلى دولة التدابير الاحتياطية , واصفتاً هذه المرحلة بالفاشية بلا حدود .

بمناسبة ذكرى الأسبوع العالمي لحقوق الإنسان أجرى مراسل وكالة فرات ANF للأنباء لقاء مع رئيسة مؤسسة حقوق الإنسان التركية TÎHV البروفسورة الدكتورة شبنم كورور فنجانجي , لتتحدث لنا عن الأوضاع الإنسانية التي تعني منظمتهم في تركيا .

الدكتورة فنجانجي نوهت إلى ازدياد حالات انتهاك حقوق الإنسان مؤخراً في تركيا وقالت : هذه الانتهاكات ازدادت كثيراً وخاصة بعد إعلان حالة الطوارئ في البلاد و هذا الأمر ليس خافياً على احد و الانتهاكات لا تعد و إلا تحصى كل شيء يحصل أمام أعين الناس . العام الماضي وخلال أسبوع حقوق الإنسان كانت الظروف مشابه جداً لما يحصل هذه السنة أيضاً . فنجانجي أضافت : منذ بداية عام 2017 والى اليوم أي خلال 11 شهراً عدد الذين قاموا بمراجعتنا وتسجيل شكوى بسبب تعرضهم للتعذيب 570 شخص , هؤلاء فقط من تم تثبيت حالاتهم وهناك الكثيرون لم يقوموا بمراجعتنا . لا شك ان هذه الشكاوى مهمة جداً بالنسبة لنا و كذلك تثبيت و إحصاء مثل هذه الحالات هي من اجل إظهار حالات انتهاك حقوق الإنسان في تركيا . أعداد الذين قاموا بمراجعة منظمة حقوق الإنسان و تسجيل حالات تعرض للتعذيب تجاوزت 2200 حالة , هذه الأعداد تظهر مستوى انتهاك حقوق الإنسان في تركيا .

الدكتورة فنجانجي أشارت إلى رجال الشرطة و جنود الدولة التركية يقدمون على تعذيب المواطنين سواء أكانوا موقوفين , مساجين و أيضاً خلال الاجتماعات و المظاهرات .

مشاكل المعتقلين لها أهمية خاصة

الدكتورة فنجانجي تطرقت بالحديث عن أوضاع المعتقلين في سجون الدولة التركية مشيرتاً إلى أهمية هذا الموضوع بالنسبة لهم و قالت : أعداد المعتقلين في ارتفاع دائم و الرقم المؤكد لدينا 230 الف معتقل . من الرسائل التي تصل إلينا نحن نعلم أن غرف المساجين التي تتسع لـ 7-8 أشخاص وضع فيها نحو 30 شخص . النوم في السجون ولأنها لم تعد تتسع للمعتقلين بات بالمناوبات , مياه الشرب التي تقدم للمعتقلين لم تعد تكفيهم وأيضاً مياه الاستحمام الحارة قليلة فيجبر المعتقلين على الاستحمام خلال 3- 4 دقائق . بالإضافة إلى هذا السلطات التركية تحاول إلزام المعتقلين على ارتداء اللباس الموحد . هذه كلها انتهاكات لحقوق الإنسان وهي مهمة جداً بالصورة العامة .

كذلك هناك محاولات التفتيش بشكل عاري , كانت الزيارات المفتوحة تجرى مره واحدة في الشهر أما اليوم فكل شهرين يحق للسجين الحصول على زيارة مفتوحة .

الدكتورة فنجانجي أوضحت أن هناك حالة مأساوية أخرى بالنسبة لوضع الاعتقال و السجن ظهرت خاصة بعد إعلان حالة الطوارئ حيث مددت الدولة مدة التوقيف قبل التحقيق مع المعتقلين إلى 30 يوم ,لكن و بسبب الاعتراضات على هذا القرار تم تخفيض المدة إلى 14 يوماً .

فنجانجي أضافت : السلطات التركية تمنع المحاميين من التواصل مع موكليهم , كذلك يتم اتهام المحاميين بنفس تهمة الموكل وكثراً ما يتهمون بتهمة " عضو تنظيم غير شرعي في تركيا " و يتم اعتقالهم . اليوم عدد المحاميين المعتقلين في تركيا 600 محامي بحسب الأرقام المثبتة في سجلاتنا .

حرية الإعلام معدومة

الدكتورة فنجانجي و في حديثها أشارت إلى أن الصحفيين أيضاً كالمحاميين يتم اعتقالهم , فهم و أثناء القيام بعملهم يتم توقيفهم و اعتقالهم موكداً ان أكثر من 200 صحفي اليوم معتقلين لدى تركيا .

فنجانجي قالت : لا يجوز اعتقال صحفة و محاكمته بسبب كتاباته و تعبيره عن رأيه , ومن الغير مقبول وصف مهنة الصحافة أو مقال صحفي بتهمة " الدعاية الإعلامية لتنظيم غير شرعي " او تهمة " عضو منظمة إرهابية " وغيرها من التهم التي توجهات السلطات التركية بدون وجه حق للصحفيين . حرية الصحافة و الإعلام التي تعرض لنا الحقيقة معدومة تماماً في تركيا . ولا شكل ان الكثير من موظفي المجال الإعلامي باتوا اليوم بدون عمل و أعداهم كبيرة جداً بسبب استهداف الدولة التركية للكثير من مؤسسات الإعلام , الراديو , قنوات التلفزيون و غيرها من إلخ ... . , أما بالنسبة لباقي الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال و بسبب تعرضهم للضغوطات الشديدة و في إطار الأمن العام للمؤسسة التي يعملون فيها فهم مجبرين على الخضوع و العمل في ظل جميع الظروف التي تكبل حرية الإعلام .

العيش في جحيم حالة الطوارئ

الدكتورة فنجانجي أوضحت أن حالة الطوارئ لم تستخدم من اجل تصفية المعارضين و إسكاتهم فقط , إنما في نفس الوقت كان لها تأثير على ظروف العمل , إلى قطاع التعليم , تزايد حالة استخدام العنف ضد المرأة وصولا إلى قطاع الصحة . حالة الطوارئ أثرت بشكل سلبي جداً على المجتمع لدرجة ان الحياة لم تعد تطاق من كثرة الضغوطات و كثرة المشاكل التي طالت جميع سبل الحياة .

فنجانجي أضافت : حالة الطوارئ استخدمت ضدنا أيضاً و باتت تعيق عمل مؤسسة حقوق الإنسان و وسيلة لإخفاء الحقائق . من خلال إعلان حالة الطوارئ و المراسيم الصادرة من قصر الجمهورية كلاهما معاً شكلا آلية بهذا الشكل تعيق التحقيقات بحق انتهاكات حقوق الإنسان , الفساد , الرشاوي و الأعمال الغير قانونية التي تحصل في تركيا .

دخلنا إلى مرحلة الدولة الفاشية

البروفسورة فنجانجي في حديثها المطول عن انتهاكات تركيا لحقوق الإنسان أشارت إلى الآلية التي تتبعها تركيا في مواجهة منظمات حقوق الإنسان و تتخذ تدابيرها و بدقة لمنع استمرار عمل هذه المنظمات وقالت : لهذا نحن نعاني من الضغوطات الشديدة في هذه المرحلة . نشاط منظمات حقوق الإنسان في هذه المرحلة بات يعاني كثيراً كما كان يعاني في مرحلة النازية , و نستطيع وصف هذه المرحلة بالانتقال من الدولة ذات المعاير القانونية إلى دولة التدابير الاحتياطية . المعاناة طالت كل مجالات الحياة لم يعد هناك معاير طبيعية , جميع القيم المشتركة  و المعاير الطبيعية للحياة لم تعد موجودة . وبالنسبة لي فأنا اعتبر ان هذه المرحلة التركي تمر فيها البلاد هي مرحلة الفاشية بلا حدود .