جماعة العثمانيين الألماني والتي نظمت نفسها عام 2014 تحت اسم نادي الملاكمة , مؤخراً باتت قضية في ألمانيا, حيث اشتهرت هذه العصابة بتجارة الأسلحة , البشر , المخدرات و اعتداءاتها على الكرد . كذلك باتت تتوسع بشكل كبير ويتضاعف عدد المنضمين لها .

تبين مؤخراً ان حكومة اردوغان هي التي تقف خلف هذه العصابة . صحيفة شتوتغارتر ناكريشتن والتي تصدر من مدينة شتوتغارت الألمانية و قناة تلفزيون ZDF في برنامجها"Frontal 21" كشفت بعض الوثائق و المعلومات عن هذه العصابة . وبحسب هذه الوثائق , هذه العصابة تتبع لحكومة اردوغان وتدار من قبل عضو البرلمان عن حزب العدالة و التنميةAKP  النائب متين كولونك .

كولونك والمعروف انه من المقربين جداً من رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان , هو الذي يعمل على إدارة و تمويل هذه العصابة . كذلك أثبتت تحقيقات الجهات الأمنية الألمانية ان كولونك ارسل الكثير من الأموال إلى المسؤولين عن هذه العصابة ليقوموا بشراء الأسلحة .

كذلك تبين ان هذه العصابة و بطلب من نائب حزب العدالة و التنميةAKP متين كولونك قامت بشراء العديد من قطع الأسلحة الأوتوماتيكية و المسدسات . وخلال احد المكالمات الهاتفية له مع مسؤولين عن هذه العصابة طلب منهم القيام بعمليات مسلحة ضد المتظاهرين الكرد في ألمانيا و جميع فعالياتهم . كولونك طلب منهم مهاجمة المتظاهرين الكرد في ألمانيا و تصوير عملية الهجوم و نشرها , كذلك طلب منهم تهديد المعارضين الأتراك لأردوغان في ألمانيا و ترهيبهم .

كولونك هو صلة الوصل بين أردوغان و عصابة العثمانيين الألمان

صلة الوصل بين أردوغان وهذه العصابة هو متين كولونك , وفي المكالمة الهاتفية التي تمكن الجهات الألمانية من تثبيتها بين متين و مسؤولين في العصابة , توضح ان التعليمات التي يعطيها متين كولونك للعصابة هي صادرة مباشرتاً من الرئيس التركي أردوغان .

في الثاني من شهر حزيران 2016 , وفي جلسة البرلمان الاتحادي وقبل تقديم مشروع قرار حول الاعتراف بالمجزرة الأرمنية التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن . أردوغان وفي مكالمة هاتفية مع كولونك أعطى تعليمات للقيام بمظاهرة في ألمانيا ضد هذا القرار . هذه المكالمة كانت في 1 حزيران 2016 في تمام الساعة 22.21 .

وأثناء مناقشة القرار في البرلمان الاتحادي , خرج المتظاهرون في العاصمة برلين في مظاهرة احتجاجية ضد هذا القرار و من قام بتنظيم هذه المظاهرة هم نفسهم عصابة العثمانيين الألمان . كولونك أيضاً ومن خلال رئيس منظمة الاتحاد الديمقراطي التركي في أوروبا UETD فرع منهايم المدعو يلماز إيلكاي أرين , يطلب من العصابة معاقبة مدير قناة تلفزيون ZDF الذي قام بعرض قصيدة شعرية تهين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .

وفي مكالمة أخرى للنائب كولونك مع يلماز أرين يطلب منه تسليح الأتراك المؤيدين لأردوغان في ألمانيا . يلماز يؤكد انهم يملكون أسلحة نظيفة و ذخائر .

المخابرات الألمانية : هذه العصابة تميل إلى استخدام العنف

عن هذا الموضوع السيدر بورك هارد فرير وفي حديثة إلى قناة تلفزيون ZDF مدير المخابرات و حماية الدستور في ولاية NRW الألمانية أشار إلى ان هذه العصابة ( العثمانيين الألمان ) هي منظمة شبه عسكرية و تميل إلى استخدام العنف .

فرير أوضح ان العثمانيين الألمان تعرف عن نفسها على أنها نادي للملاكمة و قال : عصابة العثمانيين الألمان ولأنها تعمل كموظفين في مجال الأمن يحملون السلاح , ترتكب جرائم و تعتدي على الجماعات الأخرى وبالنسبة لنا نحن نعتبرها منظمة شبه عسكرية .

مسؤول المخابرات الألمانية أضاف ان هذه الجماعة ومن الناحية السياسية يملكون نظرة قومية عنصرية نفسها سياسة الحكومة التركية و قال : هذه العصابة تشارك في فعاليات حكومة حزب العدالة و التنميةAKP , تقوم بمهام الحماية و الأمن ولها دور كبير في حماية الاتحاد الديمقراطي التركي في أوروبا UETD والمعروفة أنها مقربة جداً من الحكومة التركية .

فرير أوضح انهم على علم ان هذه العصابة تعمل مع مسؤولين أمنيين أتراك و قال : نحن نعلم ان ممثلين عن الدولة التركية اجتمعوا مع رؤساء جماعة العثمانيين الألمان محمد باغجي و سلجوق شاهين . في خطوة رامية إلى توحيد و تنظيم الأتراك المتواجدين في ألمانيا اجتمع عضو البرلمان التركي متين كولونك و مستشار الرئيس التركي إيلنور جفيك مع رؤساء جماعة العثمانيين الألمان .

فرير أوضح ان الحكومة التركية تصنف كل من الـ PKK , HDKP-C و جماعة فتح الله غولن على أنها إرهابية و قال : الحكومة التركية تنظر إلى المنظمات و المؤسسات خارج البلاد الداعمة لهذه المنظمات على أنها داعمة للمنظمات الإرهابية .

فرير وفي ردة على سؤال " لماذا تقوم هذه العصابة بإزعاجكم ؟" قال : لان هذه العصابة تميل إلى العنف وهي منظمة شبة عسكرية و تحاول التأثير على المجتمع التركي الموجود في ألمانيا . كذلك لأنها تعمل ضد المنظمات الكردية و المعارضين للحكومة التركية فهي بهذا تؤثر على الأمن الداخلي في بلادنا .

اعترافات كولونك

وكلة أنباء الفرات ANF وفي شهر آب قامت بنشر خطاب لعضو البرلمان عن حزب العدالة و التنميةAKP متين كولونك والذي اعترف بنفسه كيف يتم ملاحقة المعارضين للحكومة التركية و الرئيس التركي أردوغان في أوروبا .

فرع الاتحاد الديمقراطي التركي الأوروبي في سويسرا , وفي شهر تشرين الأول 2016 عقد فعاليات جماهيرية في هاوس هوتيل في مدينة وينترثور السويسرية حضرها عضو البرلمان عن حزب العدالة و التنميةAKP النائب متين كولونك . كوكونك وخلال الفعالية القى خطاباً اعترف فيه بنفسه أن الدولة التركية تستهدف المعارضين لها في أوروبا .

كولونك قال بالحرف :" أعضاء المنظمات المعارضة للحكومة التركية و أينما ذهبوا ستلاحقهم تركيا . هؤلاء الذين يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي و الفيس بوك , اذا كنتم رجالاً تعلوا إلى تركيا و اكتبوا هناك . هؤلاء يعيشون هنا و يحاربون تركيا , يعتقدون أن لا احد يراقبهم هنا . اذا كنتم تعتقدون إنكم هنا بعيدين عن أيدينا ودون رقابة فأنتم على خطأ , نحن راقب الجميع . هذه مهمة الدولة ويجب ان نراقب كل من قام بخيانة الدولة , و القدرة على فعل هذا هو دليل عظمة و قوة هذه الدولة . يعقدون اجتماعاتهم و فعالياتهم في باسيل , زيورخ و وينترثور ضد الدولة التركية و يعتقدون ان تركيا لا تراقبهم . انتم مخطئين ".

مسؤولين جماعة العثمانيين الألمان فروا إلى تركيا

العام الماضي , قامت الشرطة الألمانية بتنفيذ عمليات مداهمة و اعتقال ضد أعضاء من هذه العصابة بسبب التخطيط مع المخابرات التركية للقيام بعمليات مسلحة ضد الكرد و المعارضين للحكومة التركية .

العمليات أدت إلى مصادرة الكثير من الأسلحة و المخدرات و اعتقال الكثيرين .

مجلة شبيغل الألمانية وفي حينها أعلنت انه و بقرار من رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان حاولت المخابرات التركية التأثير على هذه العصابة . وفي شهر أيار بدأت عمليات البحث عن زعماء هذه العصابة في ألمانيا وفيما بعد تبين انهم خرجوا من ألمانيا ووصلوا إلى تركيا .

كذلك وفي نفس الوقت ظهرت صور زعماء العصابة مع مسؤولين أتراك . الصور أوضحت ان مسؤول عصابة العثمانيين الألمان سلجوق جان شاهين قام بزيارة  كبير مستشارين الرئيس التركي المدعو إيلنور جفيك . خلال الزيارة ارتدى جفيك لباس يحمل رمز هذه العصابة .