تركيا تحول بوصلة فشلها لغزة بعد خسارتها أمام الكرد
نفت شخصيات مسؤولة في الحكومة الإسرائيلية ما تداولته الوسائل الإعلامية الفلسطينية والتركية حول التوصل إلى مقترح تركي إسرائيلي، لإنشاء ميناء بحري يربط قطاع غزة مع جزيرة قبرص.
نفت شخصيات مسؤولة في الحكومة الإسرائيلية ما تداولته الوسائل الإعلامية الفلسطينية والتركية حول التوصل إلى مقترح تركي إسرائيلي، لإنشاء ميناء بحري يربط قطاع غزة مع جزيرة قبرص.
نفت شخصيات مسؤولة في الحكومة الإسرائيلية ما تداولته الوسائل الإعلامية الفلسطينية والتركية حول التوصل إلى مقترح تركي إسرائيلي، لإنشاء ميناء بحري يربط قطاع غزة مع جزيرة قبرص.
وقال المحلل السياسي عادل سمارة لوكالة أنباء هاوار: “إن المقترحات التركية تحمل الكثير من المخاوف تجاه القضية الفلسطينية، وذلك يعود لكونها أول دولة اعترفت بالكيان الصهيوني، وطالبت العالم إعطائهُ حقه في إقامة دولته على الأراضي الفلسطينية، كما قامت بإنشاء معسكرات ونقاط للقوات الإسرائيلية داخل أراضيها.
وأضاف أن فكر الحكم التركي لم يتغير سواء أثناء الحكم العلماني أو الإسلامي، فجملته يأخذ شكل الحكم الباحث عن أطماعه الشخصية، ولا يهتم بعدد الضحايا التي تسقط من حوله ولقد فشلت الحكومة التركية بفرض سيطرتها وبطشها على الشعب الكردي فالآن تبحث على أيَّ شعب مضطهد لكي تنفذ مخططاتها والآن ترى بأن قطاع غزة الأنسب لذلك.
وفي السياق ذاته، ذكر سمارة أن تركيا تطمح بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أطماعها الشخصية، نظراً لظروف قطاع غزة الاقتصادية التي ستؤدي إلى تأجيل الحرب العسكرية، مضيفاً بأن استمرار مطالبة تركيا لرفع الحصار عن القطاع، بدافع تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية التي هي بالأساس متجذرة.
و في ظلّ تزايد الطموح التركية اتجاه منطقة الشرق الأوسط، أوضح سمارة أن ما تهدف له تركيا في فكرة إنشاء الميناء هو وضع نفوذ تركي لها داخل فلسطين انطلاقاً من غزة وفصله عن باقي الأراضي الفلسطينية وإعلان دولة في غزة وكما تطمح بانشاء منطقة عازلة في سوريا لمنع الكرد بالمطالبة لحقوقهم وإنشغالهم بالصراع مع الحكومة التركية ولكن جملة ما يحصل يجسّد خسارة تركيا عسكرياً و سياسياً وفكرياً.
و شدّد على أن فكرة إقامة إمارة بغزة تحمل في طياتها مخاوف كبيرة، وتفتح أمام الحكومة بغزة ثغرة لحل الأزمة السياسية الفلسطينية باستقلالها عن فلسطين، متمنياً بأن تكون الحكومة بغزة مدركة خطورة الموقف الذي تشهده البلاد.
ومن جانب آخر قال المحلل السياسي هاني حبيب: “إن موقف السلطة الفلسطينية والقوى اليسارية واضح اتجاه هذه المقترحات، وهو الرفض المطلق لها نظراً لإدراكها خطورة الموقف الذي تهدف إليه الدولة التركية برفع الحصار عن غزة، والتدخل في شؤون فلسطين، وإقامة إمارة في غزة وجعلها خاضعة لإدارة الحكم التركي الإسرائيلي.
وفي الحديث عن هدف تركيا من هذه المقترحات، اردفَ حبيب أن الهدف هو إجبار حركة حماس التوجه إلى تطبيع العلاقات مع الجانب الإسرائيلي، واستعادة تركيا نفوذها العثماني بالمنطقة العربية، وقد حاولت تركيا بوضع مرتزقة لها بسوريا وخاصة بمنطقة تواجد الكرد ولكن تكبدت كافة مخططاتها بالفشل المحتم.
وأوضح سمارة أن فكرة تركيا بإقناع الجانب الإسرائيلي في إنشاء ميناء بحري، جاء نتيجة فشلها في إقناع حلف الناتو بالتدخل العسكري داخل الأراضي السورية وضرب النظام، لذلك لجأت إلى التدخل في الشؤون الفلسطينية.
و أشار سمارة إلى أن المصطلح الذي يطلق على تركيا بأنها دولة إسلامية هو مفهوم ليس صحيحاً لكونها دولة علمانية، وأن ازدهارها الاقتصادي النابع من الفكر العلماني دفعها إلى التطور والظهور بين دول العالم، وتوسيع نفوذها من خلال الدول المجاورة، لكنها فشلت في الكثير من المحاولات التي باتت تحلم بها.
و أضاف حبيب أن تركيا تلعب دور “الثعلب الماكر” فهي تستغل ضعف موقف منظمة التحرير الفلسطينية في ظل تفككها وتوتر القيادة داخلياً، داعياً المنظمة إلى ضرورة إصلاح هذا الخلل الجوهري القائم في بنيتها الهيكلية، والإسراع في عقد اجتماع القيادة والمجلس الوطني.