الخبر العاجل: الاحتلال التركي يقصف ريف عفرين المحتلة

تهديدات الاحتلال التركي لروج آفا والوضع في المنطقة - 3 - تم التحديث

بعد احتلال الدولة التركية عفرين عام 2018 وسري كانيه وكري سبي عام 2019 ، ما هو الوضع في هذه المناطق المحتلة؟

عندما ينظر المرء عن بعد إلى انتهاكات الحقوق في مناطق إدلب وإعزاز وجرابلس والباب وعفرين وسري كانيه وكري سبي ، الواقعة تحت احتلال الدولة التركية والمرتزقة ، سيرى نتائجها في حال شن هجوم احتلالي آخر على المنطقة.

في هذا الجزء من ملفنا سنتحدث عما حدث في المناطق المحتلة ، من التغيير الديموغرافي إلى التعذيب ، ومن الانتهاكات بحق الأطفال والنساء إلى الإبادة الجماعية ، وكيف يجر الاحتلال هذه المنطقة إلى مستقبل مظلم.

ماذا يحدث في هذه المناطق المحتلة؟

مقاطعة عفرين: ارتكبت العديد من الجرائم في عفرين التي ترزخ تحت احتلال الدولة التركية مرتزقتها منذ 5 سنوات ، من مجازر واغتصاب وتعذيب إلى وتجارة بالأعضاء البشرية, في غضون 5 سنوات قتل 663 شخصا تحت التعذيب وخطف 8 آلاف و 644 شخصا وتغيرت الأسماء الكردية للقرى وعشرات الأماكن التاريخية ودمرت طبيعة المنطقة, خلال 5 سنوات أحرقت مرتزقة الاحتلال 12 هكتارا من البساتين والغابات,و تم قطع 367 ألف شجرة,وحرق ما لا يقل عن 13500 شجرة أخرى.

استقدموا المرتزقة من مختلف الجنسيات وعائلاتهم ، الذين قدموا من مناطق عديدة حتى من تركمانستان، ووضعوهم في منازل أهالي عفرين, خلال هذه الهجمات ، اضطر ما لا يقل عن 300 ألف شخص من عفرين إلى الهجرة, كانت مدينة عفرين ذات يوم أكثر المناطق أمانًا في سوريا ، ووصل إليها أيضًا الفارون من الاضطهاد في إدلب.

لكن اليوم ، اختارت الدولة التركية عفرين منطقة مركزية لنشر الإرهاب, حيث يوجد أكثر من 50 قاعدة للجيش التركي المحتل في قرى ومركز مدينة جندريسة وشيه وراجو وموباتا وشرا وشيراوا التابعة لمقاطعة عفرين, كما تقصف هذه القواعد المناطق غير المحتلة حيث يقطن فيها المهجرون كل يوم.

سري كانيه وكري سبي: الوضع لا يختلف في سري كانيه وكري سبي ، اللتين احتلتهما الدولة التركية ومرتزقتها خلال هجمات 9 تشرين الأول 2019 ، حيث أجبر أكثر من 400 ألف مواطن على النزوح, مع تزايد جرائم الدولة التركية ومرتزقتها بشكل متصاعد.

وجاء في بيان لجنة المهجرين لشمال وشرق سوريا في 8 تشرين الأول 2022 ، "اختطاف 185 شخصاً ، وتعذيب 25 شخصاً, قُتل ما لا يقل عن 5 أشخاص أثناء التعذيب, نقل 92 معتقل إلى تركيا, ومن بين هؤلاء الـ 92 معتقل ، حُكم على 48 منهم بالسجن لمدد تتراوح بين 13 عامًا و مدى الحياة, واعدم 11 شخصا وقتل 56 شخصا ".

وفي سري كانيه حيث وقع أكثر من 72 انفجارا ، لقي 145 مدنيا حتفهم من بينهم نساء وأطفال, وأصيب أكثر من 300 شخص.

مناطق أخرى: هناك أيضًا انتهاكات جسيمة للحقوق في مناطق محتلة مثل إدلب وإعزاز والباب وجرابلس, في هذه المناطق التي تستخدمها الدولة التركية كمناطق تدريب وانتشار لجماعات مثل داعش والقاعدة ، يتم إرسال المرتزقة المنتشرين إلى العديد من مناطق الشرق الأوسط, في عام 2020 انتشر في وسائل الإعلام وثائق كثيرة تفيد بإرسال مجموعات مرتزقة إلى قره باغ وليبيا.

القمع والتعذيب على النساء والأطفال

تُرتكب العديد من الجرائم مثل التعذيب والاغتصاب والتجنيد القسري للأطفال والنساء في الأراضي المحتلة, وقد تم نشر تقارير للعديد من المنظمات الدولية حول الجرائم الخطيرة المرتكبة في المنطقة, ففي آذار 2021 ، نشرت منظمة مايت للحقوق المصرية تقريرًا وذكرت أن 1316 طفلاً أُجبروا على التجنيد.

مقاطعة عفرين: 96 امرأة تعرضن للتعذيب حتى الموت في عفرين خلال 5 سنوات, واختطفت المرتزقة مئات النساء وتعرضن للاغتصاب والتعذيب, كما يتم تعليم الأطفال بالقوة على أيديولوجية "الإسلام الأصولي" ويتم تجنيد الأطفال.

سري كانيه وكري سبي: في بيان لجنة مهجري سري كانيه شمال وشرق سوريا في 8 تشرين الأول 2022 ، أعلن أنه منذ الاحتلال حتى الآن تم اعتقال 68 امرأة و 42 طفلاً أي ما مجموعه 511 شخصًا, مقتل 11 امرأة, كما نشرنا في 11 كانون الثاني 2021 تقريرًا عن قيام جيش الاحتلال التركي في منطقتي سري كانيه وكري سبي بتدريب الأطفال دون سن 18 عامًا على "التخلص من الألغام".

مناطق أخرى: نشرت وسائل الإعلام وثائق تفيد بأن مرتزقة تابعة للدولة التركية المحتلة تجبر الأطفال على التجنيد في المناطق التي احتلوها, ونشرت شبكة نشطاء عفرين وثيقة تقول إن المرتزقة المسماة جبهة الشامية تقوم بتجنيد الأطفال دون سن 18 عاما.

التغيير الديموغرافي

مقاطعة عفرين: خلال عملية الاحتلال التي استمرت 5 سنوات ، كانت سياسات التغيير الديموغرافي في مدينة عفرين من بين الجرائم الأكثر ارتكاباً, تم إيواء المرترزقة وعائلاتهم إلى منازل التي هجر منها العفرينيون, تم تغيير أسماء المدن والقرى والأحياء, باتت اللغة الرسمية للتعليم هي التركية, علقت الأعلام التركية في كل مكان وتحولت إلى نقطة تجمع لمؤسسات الدولة التركية.

التغييرات الديموغرافية التي حدثت كما يلي: تغيير ساحة آزادي وسط مدينة عفرين إلى ساحة أتاتورك ، وميدان نوروز صلاح الدين ، والساحة الوطنية ، وساحة 18 آذار وساحة قهوة هسنكار إلى "غصن الزيتون", تغيير اسم قرية قسطل مقداد إلى سلجوق اوبايا، وتغير اسم قرية كوتانا إلى ظافر أوبايا ، وأطلق على قرية كورزيل اسم جعفر أوبايا, اسم مستشفى افرين مكتوب باللغتين العربية والتركية ، كتبت فقط بالتركية, كما أن لافتات المحلات والشوارع باتت مكتوبة باللغة التركية فقط, اصدروا بطاقات هوية تركية للأشخاص الذين يعيشون في المنطقة المحتلة وغيروا العملة إلى الليرة التركية, المدارس أصبحت تابعة لوزارة التعليم التركية وأجبرت على ارتداء الزي الرسمي.

كما تم تدمير الأماكن التاريخية في مقاطعة عفرين وسرقة الآثار التاريخية ونقلها إلى تركيا, وبحسب مديرية آثار عفرين فقد دمر 59 مكاناً تاريخياً وسرقة الآثار التاريخية الموجودة بداخلها, وبدعم وتمويل من جماعة الإخوان المسلمين تم بناء أكثر من 20 مستوطنة في عفرين وإيواء أكثر من 500000 عائلة من عناصر المرتزقة.

سري كانيه وكري سبي: في بيان لجنة مهجري سري كانيه في شمال وشرق سوريا جاء فيه : "أكثر من 85 بالمائة من سكان سري كانيه لم يعودوا إلى منازلهم ووصل ألفان و 500 عائلة مهاجرة تلك الأماكن تم توطين 55 عائلة عراقية من عائلات داعش في المنازل التي تم الاستيلاء عليها في سري كانيه, وبعد الاحتلال تم الاستيلاء على أكثر من 5500 منزل وأكثر من 1200 محل تجاري في المنطقتين المحتلتين, تم إخلاء 55 قرية من سكانها الأصليين, وقد تم الاستيلاء على اكثر من 100 الف هكتار من الاراضي ".

كما تم تدمير مركز الأماكن التاريخية في سري كانيه ، تل خلف الذي يصل تاريخه إلى 6000 سنة قبل الميلاد, ومن المعروف أن الحفريات تجري أيضًا في الكنائس ودور العبادة في سيري كانيه.

في تل دهليز بمديرية سلوك في كري سبي وكهف تل سحلان في خربة الرز والأماكن التاريخية "مدينت الفاو" و "الصبي أبيض" في قرية حمام التركمان ، نزلوا إلى الشوارع بالجرافات وسرقوا العديد من الآثار التاريخية.

ماهي تداعيات هجوم احتلالي جديد؟

احتلت الدولة التركية في 24 آب 2016 ، باسم "عملية درع الفرات" ، مدن جرابلس والباب واعزاز ،في 20 كانون الثاني 2018 باسم "عملية غصن الزيتون" عفرين ، في 9 تشرين الأول 2019 باسم "عملية نبع السلام" احتلت  سري كانيه وكري سبي, واستمرت دولة الاحتلال في عملية احتلالها لمدة 7 سنوات وحولت المنطقة إلى حالة من الفوضى, لقد دمرت الدولة التركية السلام والأمن في شمال وشرق سوريا بأحلام الإمبراطورية العثمانية الجديدة وتريد بناء دولة إرهاب وفق مصالحها.

منذ 1 حزيران تهدد الدولة التركية شمال وشرق سوريا بهجوم جديد, إذا احتلت دولة الاحتلال منطقة أخرى، فهذا يعني انتهاكًا خطيرًا للحقوق, حتى الآن لم يُطلب منها أي حساب بسبب الجرائم التي ارتكبتها, على العكس من ذلك فإنها تمر دون أن يلاحظها أحد وهذا يسبب ارتكاب جرائم أخرى, تدرك شعوب شمال وشرق سوريا ذلك ويعملون على تطوير آلية دفاعية كي لا يتكرر ما يجري في المناطق المحتلة.