اطفال غزة يشغلون موقد النار لتدفئة أجسامهم الناعمة

يمر قطاع غزة بموجه برد قارسة لم يمر بها منذ عشرات الاعوام، وما يزيد الامور قسوة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وشح تواجد الغاز الطبيعي للطهي، وذلك يأتي ضمن حجج واهية تضعها الحكومة الحاكمة في قطاع غزة.

يمر قطاع غزة بموجه برد قارسة لم يمر بها منذ عشرات الأعوام، وما يزيد الأمور قسوة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وشح تواجد الغاز الطبيعي للطهي، وذلك يأتي ضمن حجج واهية تضعها الحكومة الحاكمة في قطاع غزة.

فأصبح كل طفل يبحث على قطع خشبية صغيرة لكي يوقدها ويكتسب منها الدفئ في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وتقول الطفلة احلام الراضوين البالغة 9 أعوام، اخرج كل يوم باحثة عن قطع خشبية صغيرة تستطيع أن تحملها على كتفها وتضعها أمام أمها كل يوم لكي توقد لها الموقد.

احلام تلك الفتاة التى تعيش بمنزل مصنوع من ألواح “الصفيح” و”النايلون”، والذي يفتقد لأدنى مقومات الحياة، برفقة شقيقاتها من الفتيات اللواتي يلتحفن دفء النيران المشتعلة. وتلتصق والدتهم بأبنائها، ويحتضن أصغرهم التي ترتجف من شدة البرد، ويفرك بيديها الصغيرتين لعل دفئا يتسرب إليها. وتقول الطفلة “مفش عنا كهربا ولا غاز، أنا سقعانة كتير أشعر بالبرد”.

وتضيف:” أشعلنا النار منذ وقت العصر فالبرد في منزلنا شديد. نفسي يكون عنا شي يدفينا، انا (اتمنى أن نمتلك وسيلة للتدفئة)”.

احلام واحده من آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين لم يجدوا أمامهم سوى “موقد النار” لإشعاله في غياب وسائل التدفئة، التي تعمل بالطاقة الكهربائية المنقطعة. ومنذ 10 سنوات يعاني قطاع غزة، حيث يعيش حوالي مليوني نسمة، من أزمة كهرباء كبيرة، عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006، وهو ما دفع السكان إلى العيش وفقاً لجدول توزيع يومي، بواقع 8 ساعات توافر للتيار الكهربائي و8 ساعات غياب.

وفي السياق، يتخوف الفلسطيني محمود التتر(45 عام)، من منخفض جوي عميق يضرب المنطقة، لأن وسائل التدفئة التي تعمل على الكهرباء والغاز، متوقفة وبلا فائدة. يقول في حديث مع “الأناضول:” نحن أسرة فقيرة، حصلنا على مدفئة من أحد السكان الأغنياء في قطاع غزة، ولكن تشغيلها أصبح صعب في ظل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة”.

ويضيف التتر، “ليس الكهرباء فقط المنقطعة لفترات طويلة بل غاز الطهي غير متوفر، فما لنا غير الحطب والورق لتفادي أزمة البرد في مدينتنا”، التي تحاصرها إسرائيل منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تعتبرها “منظمة إرهابية”، بالإنتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. ويعاني قطاع غزة من أزمة في غاز الطهي، فالكميات المدخلة إليه يومياً من معبر كرم أبو سالم (المنفذ التجاري الوحيد للقطاع)، لا تكفي لتلبية احتياجات القطاع الذي يحتاج كحد أدنى لـ 300 طن يومياً.

ويقول الفلسطيني التتر، “البرد شديد في الليل، ولا استطيع تدفئة أطفالي، فالموقد لا يمكن إشعاله طوال الليل، خشية من أن تلتهم نيرانه منزلنا”. ويضيف:”عملي متوقف منذ أكثر من عام بعد أن دمرت غارة إسرائيلية سيارتي التي كنت أعمل عليها قبل الحرب الأخيرة”.

ووفقاً لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80% من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش، بينما تجاوزت نسبة الفقر المدقع في قطاع غزة الـ (40)%، وارتفعت البطالة لأكثر من (45)%، وفقاً للهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار.