قره سو: ما يهم أن تكون هناك إدارة ذاتية في شنكال ولا يهم من يديرها من الأطراف الإيزيدية

أشار عضو اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو إلى مسألة الإدارة الذاتية في شنكال هي قضية أخلاق وضمير إنساني، وقال: "ما يهم أن تكون هناك إدارة ذاتية في شنكال، ولا يهم من يديرها من الأطراف الإيزيدية"

تحدث عضو اللجنة القيادية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره عبر فضائية (Medya Haber) حول الاتفاقية المشؤومة التي تم توقيعها بين حكومة بغداد والحزب الديمقراطي الكردستاني، والتطورات حدثت على أعقاب تلك الاتفاقية، وقال: "يتساءلون قياماً وقعوداً عما سيفعله حزب العمال الكردستاني! أنتم عليكم أن الاعتراف بالإدارة الذاتية للإيزيديين في شنكال، وليس الاعتراف بالإدارة الذاتية لحزب العمال الكردستاني".

ونوه قره سو إلى أن الشعب الإيزيدي في شنكال رفض تماماً مضمون الاتفاقية الموقعة ما بين الحكومة المركزية العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، وقال: "الشعب الايزيدي رفض الاتفاقية، لأن الإيزيديين لم يكونوا طرفاً في توقيع هذه الاتفاقية؛ وقد تعرض المجتمع الايزيدي قبل فترة قصيرة للمجزرة الجماعية الـ 74، وكان على وشك الإبادة الجماعية فعلاً، لذلك فقد استخلص هذا المجتمع دروساً وعبر ولا يريدون أن يكونوا عرضة لمجازر جماعية أخرى، لأنهم يدركون تماماً أن حصول أية مجازر أخرى، ستكون سبباً في القضاء على المجتمع الإيزيدي، لذلك لا بد أن تتم مراعاة مصالح الشعب الايزيدي وتقابل إرادتهم بالاحترام والاعتراف".

وتساءل قره سو عن السبب وراء رفض الاعتراف بالإدارة الذاتية في شنكال، وقال: "أهل تعادي هذه الإدارة الذاتية أحداً؟ أليست هناك نماذج من الإدارة الذاتية في العالم؟ لماذا لا تهتم الدول الأوروبية والولايات المتحدة لنموذج الإدارة الذاتية في شنكال؟ هل يعقل أن يصدق أحد أن الشعب الإيزيدي بصدد تشكيل دولة مستقلة؟ هذا أمر لا يصدق وغير وارد بتاتاً".

وعن موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) من الإدارة الذاتية في شنكال، قال قره سو متسائلاً: "هل الإدارة الذاتية في شنكال، تشكل أي تهديد على الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وحكومة إقليم كردستان؟ كان من المفروض أن يقدموا الدعم والمساندة لنموذج الإدارة الذاتية في شنكال، ولكنهم على العكس يعادونها بشكل لا نفهمه نحن أيضاً؛ يتحدثون عن إرسال 10 آلاف من قوات الشرطة الاتحادية! لما كل هذا العدد الكبير؟ أهالي شنكال والمنطقة المحيطة قادرون على حماية أنفسهم وأمن المنطقة؛ لذلك أقولها صراحة ليس من الصواب الإذعان لمطالب الاحتلال التركي، حيث أن دولة الاحتلال التركي يمارس سياسة الابتزازات في هذا الموضوع".

وأكد مصطفى قره سو على أن قوات حزب العمال الكردستاني (PKK) قد انسحبت فعلياً من شنكال في السابق، وقال: "حزب العمال الكردستاني انسحب من شنكال، ونحن نقول بأنه لا بد أن يكون في شنكال نموذج إدارة ذاتية، لا يهم كثيراً الجهة التي ستديرها من الأطراف الإيزيدية ولكن المهم هو أن يدير المجتمع الإيزيدي نفسه بنفسه وأن تكون هناك إدارة ذاتية، وعلى الإيزيديين الموالين للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وكذلك الموالين للاتحاد الوطني الكردستاني (YNK)، عليهم المطالبة بالإدارة الذاتية؛ لماذا لا يطالبون بها حتى الآن؟ لو كان المجتمع الايزيدي يدير نفسه بنفسه ويدافع عن وجوده بنفسه، لما كانت للأحداث المأساوية في العام 2014 أن تحدث بذلك الشكل، وكانت الإدارة الذاتية لو وجدت حينها، لتكون الدرع الحامي للشعب الايزيدي".

وتوجه قره سو بالحديث إلى الحكومة العراقية، ودعاها إلى تغليب لغة الحوار مع المجتمع الإيزيدي، وقال: "على الحكومة العراقية أن تحل المشاكل عبر الحوار مع الشعب الايزيدي في شنكال، وكذلك يتوجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني أن يبدي الاحترام حيال الإدارة الذاتية في شنكال، هذا الأمر يضفي قيمة زائدة للعراق والحزب الديمقراطي الكردستاني، واعتراف الحكومة العراقية بالإدارة الذاتية في شنكال، سيشكل تغييراً ديمقراطياً في العراق وسيكون هذا لصالح كل العراق".

وأعرب قره سو عن موقفهم المطالب بالاعتراف بالإدارة الذاتية في شنكال، وقال: "موقفنا واضح تجاه مسألة الإدارة الذاتية في شنكال والذي هو حق طبيعي لشعب يواجه خطر الإبادة الجماعية، لأن هذه قضية أخلاق وضمير إنساني، والبعض يتساءلون قياماً وقعوداً عما سيفعله حزب العمال الكردستاني! أقول لهم، عليكم الاعتراف بالإدارة الذاتية للإيزيديين في شنكال، وليس الاعتراف بالإدارة الذاتية لحزب العمال الكردستاني، وندعو لإجراء انتخابات ديمقراطية في شنكال، والطرف الفائز من الإيزيديين  في هذه الانتخابات، يتولى الإدارة الذاتية في شنكال".

وفي ختام حديثه، أكد عضو اللجنة القيادية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو على أن حماية الشعب الايزيدي وإبداء الاحترام لإرادته وإدارته، هي مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق جميع المعنيين.