أنقرة وموسكو والهروب من بطولة السوخوي إلى حضن الناتو

تتصاعد الخلافات بين موسكو وأنقرة بعد حادثة اسقاط السوخوي، فأنقرة ترفض الاعتذار “بعد أن توجهت لحضن والدتها الناتو”، وروسيا تتهمها مراراً بدعم الإرهاب.

تتصاعد الخلافات بين موسكو وأنقرة بعد حادثة اسقاط السوخوي، فأنقرة ترفض الاعتذار “بعد أن توجهت لحضن والدتها الناتو”، وروسيا تتهمها مراراً بدعم الإرهاب.

أدت سقوط الطائرة الروسية من قبل الجيش التركي لرفع حدة التوتر بين الدولتين، لا سيما أن اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا تعتبر الأولى من قبل دولة في الشمال الأطلسي تسقط طائرة روسية منذ قرابة 60 عاماً.

يتبين من كافة تحليلات السياسيين والمثقفين ومن تصريحات مسؤولي الدولتين أن الخلافات ستتصاعد، فالرئيس الروسي بوتين اتهم أردوغان بدعم الإرهاب وشراء النفط منه واعتبر مسئولين آخرين أن استهداف الطائرة الروسية جريمة، وتساءل بعض المسئولين عن سبب تواجد تلك الكاميرات وبتلك الجودة عند اسقاط الطائرة الروسية، وبعد إظهار فيديو الطيار الروسي وهو مقتول بيد جماعات يقال أنها تركمانية، تساءلت الخارجية الروسية على لسان الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا في حال إن كانت تلك الجماعات هي التي تدعمها تركيا، وأن هؤلاء هم المدنيين التركمان التي تتحدث عنها الدولة التركية.

يشير التقريرات التي نشرتها العديد من وسائل الإعلام وبحسب التصريحات الأولية لتركيا في حادثة إسقاط الطائرة أن أردوغان كان منذ البداية على علم أن الطائرة روسية فيما نفى بعدها وقال بأنه “لم يكن على دراية بأن الطائرة روسية”، وأشار أنه لو كان يعلم أن الطائرة روسية لتصرف بطريقة أخرى، ومن جانب آخر وفي تصريح آخر وفي نفس الوقت قال أنهم لن يتراجعوا ولو حصل شيء مشابه فإن ردة فعلهم ستكون مماثلة.

كما تشير المصادر التركية أن الطائرة الروسية اخترقت الأجواء التركية وأن قوات الجيش حذرت الطيارين الروسيين، بينما تؤكد روسيا أن طائرتهم لم تخترق الخطوط التركية وهذا ما أكده بوتين، وقال المعلم ايضاً يوم أمس “أتحدى تركيا أن تأتي بدليل تؤكد أن الطائرة الروسية اخترقت الأجواء التركية”، كما أكد الملاح الروسي الذي تم انقاذه بعد اسقاط الطائرة أنهم لم يتلقوا أي تحذيرات من قبل السلطات التركية وأنهم لم يخترقوا الأجواء التركية.

بوتين الذي قال في قمة العشرين أن هناك دول تدعم داعش و حاضرين في هذا الاجتماع “قمة العشرين” ولم يتمالك نفسه عندما سمع نبأ اسقاط الطائرة من قبل الجيش التركي فقالها علناً “حادثة اسقاط الطائرة الروسية ضربة من الخلف لدولة متواطئة مع الإرهاب” وليس هذا فحسب بل قال أيضاً أن “تركيا تشتري النفط من داعش”، كما قال المعلم الذي ابدى ولائه هذه المرة لبوتين بدلاً من الاسد عندما قال “أتوجه بالشكر لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين” أن سبب اسقاط الطائرة الروسية “لأن غارات روسيا استهدفت شاحنات نفط كانت تستفيد منها تركيا”.

ويقول العديد أن سبب اسقاط الطائرة الروسية هو رفض تركيا لقصف جبال ما تسميه تركيا بجبل التركمان ويتوقع العديد أنه هناك احتمالية كبيرة في عدم اختراق الطائرة الروسية الحدود التركية “وتركيا اسقطت الطائرة كؤسيلة لتقديم الدعم لحلفائها”، كما يقول آخرون أن روسيا أصبحت تهدد مشاريع تركيا التي تحاول مسرعاً التدخل العسكري في سوريا لتشكيل منطقة آمنة.

ويشبّه محللون موقف تركيا عندما تسارعت إلى الناتو بموقف “طفلة فعلت شيئاً غير مرغوباً فتوجهت باكية لوالدتها” وهو ماقاله مكرم خوري مخول استاذ الإعلام السياسي في جامعة كامبريدج الذي صرح أن بوتين كان لطيفاً مع أردوغان، كما يشير العديد لاحتمالية الدعم الروسي للكرد والذي لم يخفيه العديد من الكتاب في مقالاتهم، حيث يشير الخبير في العلاقات التركية العربية محمد نورالدين في مقال نشره جريدة السفير اليوم أن روسيا تحاول التقرب من الكرد وهو ما يغيظ أنقرة فهي تحاول التخلص من الكرد وتظهر كراهيتها لكرد تركيا وسوريا بحسب الكاتب.

كما تصاعدت الخلافات عندما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرد على اتصال هاتفي لأردوغان بعد قول أردوغان أنه لن يعتذر، كما ذكرت الكرملين أن بوتين لم يرد على الأتصال لأن أردوغان ليس مستعداً للاعتذار.

إلا أن التحليلات تشير إلى موقف محرج سيحل بتركيا “التي دعمت الإرهاب” بحسب موسكو فروسيا نشرت صواريخ إس 400 في قاعدة حميم والتي تعتبر من أخطر التدخلات بالنسبة لمعارضي الأسد منذ التدخل الروسي إلا أن التساؤلات بعد اسقاط الطائرة وسبل الحل، هل ستقبل أنقرة الاعتذار لروسيا أم أن موسكو ستحصل على تنازلات لقبول الإعتذار.