وبعد يومين من "قمة المستقبل" التي خصّصت "للتحديات الكبرى التي تواجهها البشرية"، سيعتلي أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة منبر القاعة العامة للأمم المتحدة توالياً خلال أسبوع تخيّم عليه النزاعات الدائرة خصوصاً في لبنان وقطاع غزة.
وقال ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية: "هذا العام، سيكون التركيز على قضايا الحرب والسلام"، لا سيما في غزة وأوكرانيا والسودان.
من جهته، اتّهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي تدعم بلاده حزب الله وحركة حماس، والذي سيلقي أول خطاب له في الأمم المتحدة، إسرائيل الاثنين بالسعي إلى "توسيع" الصراع في الشرق الأوسط.
وحذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الإثنين من أن النزاع المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمّته في "حرب شاملة"، فيما طلبت فرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع لبحث الوضع في لبنان.
والثلاثاء، سيجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الحرب في أوكرانيا بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
والاثنين، دعا الرئيس الأوكراني الذي من المقرر أن يتحدث أمام الجمعية الأربعاء، "كل الدول إلى مواصلة دعم جهودنا المشتركة من أجل مستقبل سلمي".
ومن أبرز القادة الذين سيشاركون في اجتماعات الأمم المتحدة الرؤساء: البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والفلسطيني محمود عباس الخميس، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس أو الجمعة، إلى جانب رئيس دولة الاحتلال التركي أردوغان.
ويركز "ميثاق المستقبل" الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة من دون تصويت، على خمسة مجالات هي: التنمية المستدامة، السلم والأمن الدوليين، العلوم والتكنولوجيا، الشباب والأجيال القادمة، وإحداث تغيير في الحوكمة العالمية، إلى تسريع تنفيذ الالتزامات بشأن المرأة والسلم والأمن.
يذكر أن هذه التعهدات تظل حبراً على ورق في ظل تضارب مصالح الدول وأجنداتها تجاه الملفات المذكورة آنفاً، لا سيما مع تصاعد الحروب والأزمات الإقليمية، حيث تبقى هذه الملفات الأكثر تهميشاً في العصر الراهن، مع ازدياد اعتماد الدول الكبرى على الوقود الأحفوري، والذي يسهم بشكل خطير في تفاقم أزمة الاحتباس الحراري ووقوع كوارث بيئية حول العالم؛ إضافة إلى انشغال القوى المهيمنة بتطوير الأسلحة النووية.
كما تأتي هذه القمة مع تصاعد حدة النزاعات والحروب، كالحرب بين إسرائيل وحركة حماس المستمرة منذ ما يقارب السنة، والتي حصدت أرواح أكثر من 60 ألف شخص من الطرفين، إلى جانب الحرب السودانية، والتي جعلت السودانيين يواجهون مجاعة كارثية فضلاً عن انتشار الأمراض المعدية كالكوليرا، والجرائم والاعتداءات الجنسية التي ترتكب بحق النساء في الفاشر جنوب السودان، إضافة إلى استمرار الأزمة السورية وهجمات جيش الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والتي تسببت بوقوع ضحايا من المدنيين، وجرائم مرتزقتها في المناطق المحتلة، جميعها تثبت عكس ادعاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة.