بعد أن ضرب الارهاب مدينة قامشلو في سوريا وراح ضحيته العشرات من الشهداء والمدنيين من الشهداء والجرحى، لاقى هذا العمل الاجرامي موجة من التنديد والاستنكار من الاوساط الثقافية المصرية والاعلامية المدنية. ووصل وكالة أنباء فرات نسخة من البيان يوضح فيها المجتمعون أنهم وبعد النقاش حول اسباب وآلية محاربة الارهاب، وتوصلوا إلى صياغة بيان تم فيه ابداء رأيهم ومقترحاتهم من أجل رأب الصدع بين المكونات المجتمعية في الشرق الأوسط. وكيف أن الكرد لعبوا دوراً هاماً في تاريخ المنطقة بشكل عام وبالنهضة التنويرية في مصر. وفيما يلي نص البيان:
بيان إلى الرأي العام العربي والكردي وكافة شعوب المنطقة
كأنه قدر علينا أن نستفتح أيامنا بفواجع تحصد أرواحاّ وتمزق أجساداّ وتدمر أوطاناّ، وآخر ذلك تلك العملية الإجرامية الجبانة، التي استهدفت مدينة القامشلي السورية، والتي حصدت المئات من الضحايا الأبرياء، ما بين شهيد ومصاب، ولخطورة الحدث لأنه يستهدف مدينة ذات أغلبية كردية وبالتالي يسعى إلى ضرب العلاقات التاريخية الوثيقة بين العرب والكرد، وكذلك إحداث هزة في المعتقد الإسلامي، خصوصاً لدى شباب الكرد، على أساس أن تلك العمليات الإجرامية تتم وبكل أسف تحت راية (الله أكبر)، لذلك فقد اجتمعت مجموعة من المثقفين المصريين على عجل، في مقر المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية بالقاهرة، لتدارس هذا الحادث الجلل، وكيفية مواجهة تداعياته، ومحاصرة تلك التداعيات في أضيق الحدود، وكذلك البحث في الأسباب التي جعلت من ظاهرة الإرهاب الخطر الأكبر الذى يدمر مقدراتنا بل ويهدد الوجود الإنساني ذاته في المنطقة بأسرها، ومع كلمات الشجب والإدانة والتي رأى المجتمعون أنها لا تكفي، وأنه لابد من فعل حقيقي يواجه تلك الظاهرة الخطيرة، فقد خلص المجتمعون إلى ضرورة الإدانة المجتمعية الشاملة للإرهاب أياً كان مكانه وزمانه ومجرموه وضحاياه، وأنه لابد من خطوات جادة لتصحيح المفاهيم المغلوطة في الفكر الإسلامي، والتي نجحت في التغرير بشباب انضموا لصفوف التنظيمات الإرهابية وأصبحوا إرهابيين، وأنه لابد من تفكيك هذه المفاهيم كي يتم تجفيف منابع الإرهاب، ومن ثم القضاء عليه نهائياً، مع ترسيخ الفكر الصحيح للاسلام، الذى يحفظ للإنسان وجوده وحريته وكرامته، كما أنه لابد من برنامج واضح ومحدد يشارك فيه الغيورين على مصلحة الاسلام والمجتمع، يتضمن التأكيد على مبدأ المواطنة الكاملة لكل من يعيش على أرض أي وطن، وأن الوطن لجميع أبنائه دون تفرقة بسبب عرق أو لون أو معتقد أو أي انتماء آخر، ويجب أن يشتمل هذا البرنامج كيفية العمل على تنمية مجتمعاتنا وإخراجها من دائرة التخلف والفقر التي تستغل من قبل أباطرة الإرهاب معيناً لتفريخ إرهابيين جدد، إن جريمة القامشلي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، لذلك فإن استنهاض همم المواجهة فكرياً وأمنياً لابد أن يستقر في ضمير كل من يبغى لمنطقتنا خيراً ومن ثم يعمل على تحقيقه.
إن هذا البيان موجه للكافة وهو يرحب بانضمام كل من يؤمن بما جاء فيه، والمجتمعون يثقون في أن المؤمنين بما ذكر يشكلون الأغلبية الساحقة في مجتمعاتنا.
رحم الله شهداء الإرهاب، وكافة شهداء المدافعين عن حرية أوطانهم، ولمدينة السلام القامشلي يقول المجتمعون، إن الجريمة التي ارتكبت كانت هي الدافع لاجتماعنا، فلنجعل منها دافعاً للعمل على قطع الطريق على كل من يسعى للنيل من العلاقة التاريخية الوثيقة بين العرب والكرد، وبين الكرد والعقيدة الإسلامية السمحاء، ولنتكاتف من أجل وأد الفكر المتطرف الذى يسعى للفرقة بيننا، فالتاريخ يشهد ويشيد بالدور الكردي في الدفاع عن الإسلام، أما على الصعيد المصري فإن التاريخ يشهد أيضاّ بالدور الكردي في النهضة التنويرية الحديثة في مصر.
حفظ الله بهمم الغيارى والمخلصين النبلاء أوطاننا، والرحمة والخلود لضحايا الإرهاب، ولتظل راية الأخوة العربية الكردية مرفوعة مهما كانت جرائم المجرمون.
الموقعون:
1ـ الأستاذ رجائي فايد / رئيس المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية
2ـ الأستاذ السيد عبد الفتاح / رئيس مركز القاهرة للدراسات الكردية
3ـ الأستاذ الدكتور محمد الشحات الجندي / عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الشريعة الإسلامية
4ـ الأستاذ أحمد عبد الحفيظ /رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان
5ـ الأستاذ الدكتور سعد الدين إبراهيم/ أستاذ الاجتماع السياسي رئيس مركز ابن خلدون
6ـ الأستاذ إبراهيم حنيطر / ناقد وفنان تشكيلي
7ـ السفير أحمد القويسني/ رئيس دائرة العلاقات الأوروبية في الخارجية سابقاّ
8ـ المهندس أحمد بهاء الدين شعبان / رئيس الحزب الاشتراكي المصري
9ـ الأستاذ الدكتور حامد أبو أحمد / أستاذ الأدب الاسباني بالأزهر/كاتب وناقد رئيس اتحاد كتاب مصر
10ـ الأستاذ الدكتور صفى الدين خربوش /أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، ووزير سابق