البيان الختامي للإدارة الذاتية الديمقراطية وتيار الغد السوري
توصل تيار الغد السوري والإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا –شمال سوريا إلى جملة من التفاهمات حول مستقبل سوريا الديمقراطية وبناءً عليه تم توقيع اتفاق فيما بينهما
توصل تيار الغد السوري والإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا –شمال سوريا إلى جملة من التفاهمات حول مستقبل سوريا الديمقراطية وبناءً عليه تم توقيع اتفاق فيما بينهما
القاهرة : بعد سلسلة لقاءات بين كل من تيار الغد السوري والإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا وشمال سوريا توصل الطرفان إلى رؤية سياسية مشتركة حول مستقبل سوريا والاتفاق على بنود ترسم الاستراتيجيات السياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة وذلك استكمالاً لتفاهمات سابقة بين الطرفين .
وأصدر الطرفان بياناً ختامياً للاتفاق الذي حصل بين الادارة الذاتية الديمقراطية وتيار الغد السوري، تضمن تفاهماً مشتركاً حول مشروع وطني سوري ديمقراطي قائم على التنوع والتعدد، على ارضية التكافؤ العادل بالحقوق والواجبات لكل السوريين على مختلف انتماءاتهم وآرائهم وناشد البيان كافة القوى الوطنية للالتفاف حول المشروع الوطني الديمقراطي لمواجهة الظلم والتبعية للقوى الخارجية التي لها مصالح ومطامع واضحة في سوريا وفيما يلي نص بيان الاتفاق كما هو: "البيان الختامي للإدارة الذاتية الديمقراطية وتيار الغد السوري تتعرض سوريا منذ أكثر من خمس سنوات لأحداث جسام، بدأت في آذار ٢٠١١ بانتفاضة شعبية سلمية ضد النظام، قبل أن تتحول إلى حرب بصراعات إقليمية ودولية، وصلت الحال بها في نهاية المطاف خروج الثورة عن مسارها، تتقاسمها محاور طائفية، نأت بمطالب السوريين عن تطلعاتهم بدولة مدنية ديمقراطية تعددية. وإذا كانت الحرب العالمية الثانية قد دفع ثمنها العالم اجمع، فإن رحى الحرب السورية أصبحت حرباً عالمية ثالثة تدور رحاها على الارض السورية، ويدفع ثمنها السوريون وحدهم، بل واصبحت شأناً يكاد فيه السوريون آخر من يقرر فيه، في حرب أصبحت تدار بالوكالة عن دول وجماعات عابرة للقارات.
كانت سورية الديمقراطية الموحدة القوية بتنوعها الإثني والديني – ومازالت – حلماً ومسعى لأبناء شعبنا، بالرغم من بعض التشوهات التي أصابت البلاد جراء عقود من الظلم، التي مازالت ميقنة بقدراتها على جر الزمن إلى الوراء، حيث الأحادية والظلامية، وشعارات الحزب الواحد، والشعار الواحد، والحكم المطلق الواحد، في بلد تعج ألوانه بالتعددية والإثنية والدينية. لذلك يصبح من الوهم إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، لقد أصبح الاستئثار بالرأي والسلطة والثروة أمراً من ماض أسود، آن للسوريين أن يطووا صفحته. وبناء على ذلك، ناشدنا كل القوى الوطنية للالتفاف حول مشروع وطني ديمقراطي، قائم على التنوع والتعدد، وعلى ارضية التكافؤ العادل بالحقوق والواجبات لكل السوريين على مختلف انتماءاتهم وآرائهم في مواجهة الظلم، والظلامية والتبعية لقوى خارجية، والتي لا تخفى مطامعها في سوريا، من خلال تصفية حساباتها وتصدير أزماتها على حساب السوريين، وبما يحقق مصالحها الذاتية على أرضنا. وبناءً على ما تقدم، يلتقي تيار الغد السوري والإدارة الذاتية الديمقراطية للاتفاق مجدداً على بنود ترسم الاستراتيجيات السياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة، استكمالاً لتفاهمات سابقة جرت بيننا على ارضية تقاسم الهموم والرؤى بين أبناء شعبنا السوري، عرباً وكرداً وسرياناً وآشور وتركمان وقوميات وطوائف أخرى، آخذين بعين الاعتبار ما يلي:
أولاً:
يتفق الطرفان إن ما يجري الآن في سوريا هو صراع على السلطة، فالأطراف المقاتلة في سورية – شئنا أم ابينا – هم أطراف سورية، وهذا لا يلغي مشاركة ميليشيات طائفية مسيسة، دفعت – ومن خلفها – نحو إفراز هذه الحالة المقيته، لتتحول سوريا إلى بؤرة جذب جميع مرتزقة العالم، الذين وجدوا في سورية معبراً لتصفية صراعاتهم ونزاعاتهم. إن استباحة الدم السوري لأخيه السوري، يدفعنا للاعتراف بواقع الحال، وتوصيف ما يجري بأنه تحريف للثورة السورية، تستقضي من الجميع إيجاد المخرجات العقلانية، لدفع تداعيات ما هو أخطر وأدهى، فقد أصبحت البلاد مفتوحة على جميع الاحتمالات الأسوأ، التي تنذر بتقاسم الخسائر دون غيرها. وعليه نقف اليوم أمام لحظة تاريخية من عمر سورية، تحتم على الجميع بديهية مفادها، أن لا حل في سورية إلا بالحوار السوري السوري، تحت مظلة المنظمة الدولية ( منظمة الامم المتحدة)، وفروعها الاقليمية، وقواها الفاعلة وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، والاتحاد الأوربي، والجامعة العربية.
ثانياً :
يتفق الطرفان أن هناك تغيب متعمد لكافة الأطراف السياسية التي تمثل المكونات الأساسية للشعب السوري العرب منهم والكرد، وتهميشهم في حسابات الأطراف المتخاصمة، بسبب وقوف قوى إقليمية لا تخفي مطامعها في سورية المستقبل، فكانت ومازالت جزءاً من الحرب على المجتمع السوري، منذ اشتغالها على حرف مسار ثورته، ومن ثورة من اجل الحرية إلى حرب طائفية، لا ناقة للسوريين فيها ولا جمل، وهو ما يدفعنا لأخذ زمام المبادرة، لاستقراء الواقع، وإيجاد الحلول المناسبة له. وبحكم موقع سوريا الاستراتيجي فإننا في تيار الغد السوري والإدارة الذاتية الديمقراطية ندعو الدول العربية ذات الثقل وعلى رأسها جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للإشراف المباشر على العملية السياسية وتهيئة الظروف لإنضاج الاتفاق السياسي بين السوريين، أصحاب المصلحة في إيقاف الحرب، والانتقال بسورية إلى بر الأمان.
ثالثاً:
يتفق الطرفان، على تغيير النظام بكافة رموزه ومرتكزاته، وبناء نظام ديمقراطي برلماني تعددي لا مركزي، على اساس احترام الحقوق الديمقراطية لكل المكونات السورية، وفق ما تنص عليه القوانين والاعراف الدولية بضمانات دستورية، وتبني مشروع واحد للحل السياسي، يحقق اهداف الشعب السوري لبناء سوريا المستقبل، ويكون مرجعاً للتفاوض بوفد تمثل فيه جميع مكونات الشعب السوري، وقواه الوطنية الديمقراطية، و يؤكدان أن النجاحات التي حققتها الادارة الذاتية الديمقراطية، تشجع القوى السورية الاخرى على الاستفادة من التجربة، وتطبيقها بالمناطق التي سيتم تحريرها، واعتبارها قاعدة ارتكاز وطنية تحقق مبدأ العيش الحر الكريم، للتوجه نحو الفضاء السوري. فإن الدولة السورية القادمة ونظام الحكم فيها، يجب أن يضمن مشاركة كل مكونات المجتمع السوري، على اساس المواطنة الحرة، بعيداً عن المحاصصات الطائفية والدينية والعرقية والعشائرية، والاعتراف بالحقوق القومية والثقافية والدينية .
رابعاً:
التحالف بين الطرفين لا يقتصر على المبادئ النظرية، والاستراتيجيات البعيدة المدى، إنما يتعهد الطرفان (الإدارة الذاتية الديمقراطية وتيار الغد السوري)، بوضع كافة إمكاناتهما السياسية والإقتصادية، والإعلامية، في سبيل تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق كل ما يخدم توافقات الطرفين، للوصول بسورية إلى حل سياسي، يفضي إلى دولة ديمقراطية مدنية تعددية لا مركزية، تضمن حق المواطنة الحرة، والمساواة في الحقوق والواجبات لكافة أبناء الشعب السوري، عرباً، كرداً، سرياناً، آشوراً، تركماناً وباقي مكونات المجتمع السوري، وتنوعه الديني.
خامساً:
يؤكد الطرفان الإدارة الذاتية الديمقراطية و تيار الغد السوري، أن ما يجمعهم هو الاتفاق على المشاركة في صناعة حاضر سورية وغدها، كما فعل أجدادنا حين تشاركوا في بناء تاريخ المنطقة، لا يمكن للاختلاف في الرأي أن يشكل عائقاً أمام الهدف الأسمى، ألا وهو المشاركة في بناء مستقبل زاهر لأجيالنا القادمة، يفتخر به العربي والكردي بهويتهما الوطنية، وموقع سورية، وما قدمته للتاريخ الإنساني، كنموذج في التعايش بين جميع ألوان الطيف المجتمعي.
سادساً:
يتعهد الطرفان أن يكون الهدف الاساسي الذي يجمع السوريين، هو التخلص من النظام ومحاربة الارهاب المتمثل بداعش واخواتها عبر كافة الوسائل اللازمة لذلك، ومنها الاستمرار في الجهود الدولية الرامية للقضاء عليه، والسير بخطى حثيثة إلى حل سياسي، يضع حداً لنزيف الدم السوري، والتدخلات الخارجية على الارض السورية، للانتقال إلى وطن يتشارك فيه الجميع في صياغة قوانينه، ودعائمه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
سابعاً:
العمل على تطوير تحالف القوى السياسية الديمقراطية، آخذين بعين الاعتبار أن المعضلات الكبيرة هي الفرصة الأنسب للحلول الكبيرة. تم هذا الاتفاق في جمهورية مصر العربية القاهرة ١٠ أيلول ٢٠١٦ "