وتتلخص التحركات التي تطالب بإخضاع "بايدن" إلى إجراءات العزل داخل الكونجرس في بعض الشكوك حول الحالة الصحية للرئيس الأمريكي وتمتعه بالقدرات العقلية الكاملة التي تمكنه من أداء مهامه، وذهبت إلى أنه يجب أن يفصح عما إذا كان يتلقى أدوية تتعلق بحالته الذهنية، إلى جانب حديث عن عقده اجتماعات تتعلق بإدارة الدولة في منزله بديلاوير ما يعرض أسرار الدولة للخطر، وكذلك اتهامات له ولنجله بالتربح عبر معاملات تجارية غير قويمة.
رئيس النواب يكشف التفاصيل
وقد أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي وهو أحد أبرز أعضاء الحزب الجمهوري، مؤخراً، عن فتح تحقيق لعزل بايدن، بداعي أنه قد تم اكتشاف ثقافة الفساد المحيط بالإدارة الحالية، حيث ستركز التحقيقات على شبهة المعاملات التجارية غير اللائقة من قبل هانتر، نجل الرئيس الحالي وما إذا كان بايدن قد استفاد منها، وذلك بحسب ما نقل تقرير حديث لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ويأتي تصريح رئيس مجلس النواب الأمريكي رغم أن محاولات عدة جرت من قبل الجمهوريين للتحقيق بشأن تلك المزاعم، لكنهم على مدار أشهر لم يتوصلوا إلى أي دليل يورط الرئيس "بايدن"، وقد قدمت لهذا الغرض مذكرات عدة بشأن تلقي عائلة بايدن أموالاً من جهات خارجية، لكن دون أي قرينة تؤكد أن الرئيس قد استفاد بشكل مباشر من تلك الأموال.
وبينما يؤكد الجمهوريون أن هاك نحو 20 مليون دولار قد حولت إلى عائلة بايدن، ذكر تحليل لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن هناك 7 ملايين دولار قد حولت بالفعل إلى أفراد من عائلة الرئيس ومعظمها إلى نجله "هانتر"، حيث جاءت تلك الأموال المزعومة من عدة دول أبرزها أوكرانيا والصين وكازاخستان وروسيا ورومانيا وبيلاروسيا.
هذه هي الحقيقة
في هذا السياق، يقول الدكتور مهدي عفيفي القيادي بالحزب الديمقراطي الأمريكي، لوكالة فرات للأنباء (ANF) إن القول بأن هذه الدعوة تعبر عن اتجاه عام داخل الكونجرس الأمريكي أمر به قدر كبير من المبالغة التي لا تعبر عن الحقيقة، موضحاً أن هناك حديث من إحدى عضوات الكونجرس عن هذا الأمر وهي إحدى المؤيدات للرئيس السابق دونالد ترامب.
وأضاف "عفيفي" أن الحديث عن عزل بادين لا يعدو أن يكون مجرد أحاديث من أجل النكاية في الرئيس الحالي من قبل من يمكن تسميتهم بـ "الترامبيين"، أي الموالين لدونالد ترامب، فهم كأنهم يردون على دعوات عزل الأخير من قبل في الكونجرس الأمريكي، لكن في كل الأحوال خضوع رئيس لإجراءات العزل أمر معقد للغاية ولا يمكن في الوقت الحالي أن يتم لا سيما في ظل الهيمنة الديمقراطية على الكونجرس.
ويرى القيادي بالحزب الديمقراطي الأمريكي أنه قد يكون من الصحيح أن هناك أوجه قصور لدى الإدارة الحالية، وحتى الديمقراطيين أنفسهم لديهم ملاحظات على أداء إدارة بايدن، أي أن الانتقادات ليست قاصرة على الجمهوريين فقط بل داخل الحزب الديمقراطي، لكن هذه الانتقادات سواء من هنا أو هناك لا تعني أن الأمور يمكن أن تصل إلى العزل.
وقال جيمس كومر رئيس اللجنة التي حققت في هذه الأموال المزعومة، وهو جمهوري، إن "هانتر" باع والده الرئيس الحالي ونائب الرئيس السابق باراك أوباما كعلامة تجارية من أجل جني الأموال، كما أشار إلى أن الرئيس بايدن قد تناول العشاء في إحدى المرات بمطعم شهير في واشنطن مع عدد من الأثرياء الذي حولوا أموالاً لنجله، لكن ما قاله "كومر" افتقد كذلك إلى أي أدلة تتضمن تحويل أموال بشكل مباشر إلى بايدن، وذلك بمراجعة السجلات المصرفية التي تمت من قبل تلك اللجنة.
عملية معقدة
بدوره، يقول الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي الأمريكي، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الأمر يخضع لمرحلتين أن يوجه مجلس النواب اتهاماً للرئيس ويعزز ذلك عبر تحقيقات مكثفة ويقدم مذكرة تتضمن المستندات وأدلة الثبوت والإحالة إلى مجلس الشيوخ وبالتالي يلعب مجلس النواب هنا دور النيابة.
وأضاف أن مجلس الشيوخ ينظر بكامل انعقاده فيما قدم إليه من أدلة وتحقيقات، ولكي يتم عزل الرئيس فإن الأمر يتطلب صوت 67 من أعضاء مجلس الشيوخ المائة، وهذا أمر يصعب تحقيقه في ظل تركيبة الكونجرس حالياً أو مجلس الشيوخ، في وقت كما نعلم أن من يقف وراء تلك التحركات هو الرئيس السابق وفريقه الذي يحاول رد ما حدث معه من قبل ومن تحركات أيضاً لعزله.
وتحدث "شرقاوي" عن مسألة استخدام بايدن منزله الخاص لمناقشة بعض أمور الدولة، وهذا يثير احتمالات تسريب بعض المعلومات السرية والخطيرة عن الدولة، والأهم أيضاً أن هناك اتهامات موجهة للرئيس الحالي بالتربح سواء له أو لابنه "هانتر"، ويمكن أن يكون هناك تحقيق مع الرئيس ويمكن النظر في هذا الأمر، لكن أن يعزل فهذا درب من المستحيل، في ظل أن الجمهوريين يحتاجون إلى 18 صوت إضافياً لهم في مجلس الشيوخ لتتم عملية العزل، هذا بافتراض أن الجمهوريين جميعاً مع قرار العزل.
وتثير تلك الإجراءات انتقادات واسعة من قبل الديمقراطيين الذين يرون أنها مجرد تحركات تأتي في إطار النكاية من قبل الجمهوريين وتحديداً الموالين للرئيس السابق ترامب، فيما يصف البعض هذه الأوضاع سواء التحركات ضد الرئيس الحالي أو الرئيس السابق بنوع من التدن غير المسبوق في الأوساط السياسية الأمريكية.