ساهم مشفى كوباني منذ بداية افتتاحه في تطوير الخدمات الصحية المقدمة للأهالي في مقاطعة كوباني، وذلك لاحتوائه عدة أجهزة مميزة وأقسام متفرعة أعطته القدرة على استقبال معظم الحالات المرضية والمساهمة بشكل فعال بتطوير القطاع الصحي في المقاطعة.

بعد الأزمة التي شهدتها مناطق من الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص سوريا، بعدما نشب فيها حراك شعبي تحول فيما بعد إلى صراع بين قوى محلية ومن ثم إلى إقليمية وعالمية، عانت البلاد جراء ذلك من أزمة بنيوية عصفت بالهيكلية الأساسية له.

فقد تعرضت بنية البلاد لأضرار جسيمة ألحقت بها نتيجة الحرب التي نشبت على نطاق وسعت حيث شملت أغلب مناطقها، حيث كان القطاع الصحي من أبرز القطاعات التي عانت جراء الأزمة، فقد تدمرت العديد من المشافي ونهبت الكثير منها، ما أدى إلى إحداث ضعف كبير في القطاع الصحي.

مناطق روج آفا-شمال سوريا، كانت أكثر المناطق التي حافظ فيها القطاع الصحي على أسسه الأولية بعض الشيئ رغم قلة امكاناته، ولم يبقى القطاع الصحي على حاله فقط في روج آفا، وإنما عملت الإدارة الذاتية في روج آفا وبعد ثورة 19 تموز على تطوير القطاع الصحي قدر الإمكانات.

بعد خمس سنوات على ثورة 19 من تموز والتي اندلعت أولى شراراتها من مقاطعة كوباني، أصبح القطاع الصحي في روج آفا في أوج ازدهاره، وقد افتتحت الكثير من المراكز الصحية والمشافي الكبيرة التي أعتمد فيها أطباء المنطقة على أنفسهم وإمكانياتهم الضعيفة لإنشائها، حيث كان من إحدى ثمار تلك الجهود المضنية افتتاح مشفى كوباني، أكبر مشفى في المقاطعة وأكثرها تطوراً.

الهلال الأحمر الكردي أفتتح مشفى كوباني

بعد أشهر من العمل الدؤوب والتحضير المتواصل، افتتحت منظمة الهلال الأحمر الكردي في مقاطعة كوباني مشفى كوباني في  23 من شهر أيلول لعام 2016 الحالي، وذلك خلال مراسم حضرها المئات من الأهالي.

أهالي كوباني ترقبوا كثيراً افتتاح المشفى إلى حين افتتاحه، لأن المشفى كان الأكبر في المقاطعة، وافتتاحه كان ليساهم بتطوير والتقدم بالقطاع الصحي في المقاطعة نحو الأفضل.

وإلى مشفى كوباني توجد في مدينة كوباني 4 مشافي ومستوصف للهلال الأحمر الكردي، كما أنه توجد في قرى المقاطعة 6 مستوصفات تقدم الخدمات الصحية لأهالي المقاطعة بإشراف من منظمة الهلال الأحمر الكردي ودعم من هيئة الصحة في المقاطعة.

ويتميز مشفى كوباني بالوحيد الذي يحتوي على عدة أجهزة متطورة لا تتواجد بباقي مشافي المنطقة، ومن هذه الأجهزة، جهاز الطبقي المحوري والذي نادراً ما يتم الحصول عليه، وكانت مشافي كوباني تعاني من افتقاره، إنما وبافتتاح المشفى حلت الإدارة الذاتية المشكلة.

كما أن مشفى كوباني يقدم لجميع مراجعيه ومراضاه الأدوية والخدمات الصحية بالمجان، لذلك فإن المشفى أصبح الوجهة الأساسية لأهالي كوباني وعموم المنطقة، من منبج وحتى كري سبي (تل أبيض)، حيث يقصد المشفى في اليوم أكثر من 50 مريضا بمختلف الحالات.

أقسام متعددة يضمها المشفى

يتألف مشفى كوباني من 10 أقسام رئيسة، أولها قسم الإسعاف الذي يعمل داخله 4 أطباء 2 منهم يناوبان في المشفى.

كما أن المشفى يتضمن قسماً للعمليات والذي أجرى منذ بداية بدئه العمل وحتى الآن 59 عملية جراحية لمختلف الحالات المرضية من بولية، جرحة عامة، أذن، وعمليات عظمية وغيرها من عمليات بسيطة.

كما وتضم أقسام المشفى قسم الأشعة والذي يضم غرفة جهاز الطبقي المحوري، الجهاز الذي لا يتواجد في مشافي المنطقة، حيث يعمل على استخدامه طبيب اختصاصي في قسم الأشعة إلى جانب طبيبين آخرين, وتوجد في قسم الأشعة غرفة للتصوير العادي ويعمل به 3 موظفين.

أما قسم المخبر والذي يعمل لمدة 24 ساعة متواصلة، يعمل فيه طبيب اختصاصي وممرضتان, كما ويوجد في المشفى قسم لتعقيم الأدوات التي تستخدم في معالجة المرضى.

وفي المشفى أيضاً قسم خاص للأطفال  يتضمن 18 سرير، يعمل فيه طبيبان مختصان بأمراض الأطفال وممرضتان، يوجد داخل القسم غرفة لألعاب الأطفال.

فيما ويضم المشفى قسماً للعناية المشددة يحوي4 أسرة, وفيه قسم للرعاية الصحية خصصت إدارة المشفى 18 عامل بالإضافة إلى 3 ممرضات للاعتناء بمرضى القسم.

أما باقي أقسام المشفى فهي كل من وقسم الداخلية، قسم الصيدلية والذي يقدم الأدوية بالمجان، قسم القبول يضم أرشيف المشفى، قسم المطبخ وقسم الغسيل والكوي.

وتعمل أقسام المشفى جميعها بتنسيق منسجم، حيث تعمل جميع الأقسام 24 ساعة وتقدم كل ما يقع على عاتقها للمرضى المقبلين على المشفى.

المشفى أصبح الوجهة الأساسية لأهالي المنطقة، وقد عالج حتى الآن أكثر من ألفي حالة

ونظراً لأن المشفى أحتوى منذ بداية افتتاحه على أجهزة متطورة لم تتواجد في باقي مشافي المنطقة، أصبح مشفى كوباني الوجهة الأساسية لأهالي المنطقة الذين قصدوه يومياً بالعشرات.

ويستقبل أطباء المشفى والذين يبلغ عددهم 27 طبيباً إلى جانب 30 ممرضة وممرضاً، العلاج لأكثر من… حالة في اليوم الواحد.

مشفى كوباني يعمل بتنسيق مع المستوصفات والمشافي في المدينة، حيث تعمل المشافي الأخرى والمستوصفات على استقبال الحلات المرضية البسيطة فيما يقدم المشفى بدوره العلاج للمرضى اللذين يعانون من حالات عصيبة وخطرة، إضافة إلى تقديم بعض الخدمات الأخرى مثل التصوير على جهاز الطبقي المحوري وغيرها من العنايات الأخرى.

وقد قدم المشفى حتى الآن الخدمات لأكثر من 2002 حالة مرضية من أهالي المنطقة، بالإضافة إلى إجراءه 59 عملية جراحية.

وبالرغم من أن أوضاع المشفى في أحسن حال من نظيراتها في المنطقة، إلا أنها ما تزال تفتقر لبعض الحاجات الأساسية، فمن جهة لا يملك المشفى كافة أنواع الأدوية التي من شأنها تلبية حاجات المرضى جميعهم، ومن جهة أخرى فإن مشاكل الكهرباء ما تزال قائمة في المشفى، وعليه فإن الطبيب عدنان مصطفى والإداري في المشفى وجه طلباً لمديرية الكهرباء لإمداد المشفى بالتيار الكهربائي بقدر ما تحتاجه.

كما وناشد الطبيب عدنان مصطفى المنظمات العالمية والجهات المعنية لتقديم المساعدات للمشفى، مؤكدا بأن المشفى وبعد افتتاحه ساهم بتطوير القطاع الصحي في المقاطعة.

مشفى كوباني والتي يعمل به أكثر من 27 أطباء اختصاص وكادر تمريض كامل يضم أكثر 30 ممرض وممرضة استطاعت بأن تعمل 59 عملية جراحية واستقبلت 2002  مريض من حالات متعددة.