شيلان كوباني تسطر اسمها في التاريخ بثوريتها

أصبحت شيلان كوباني، التي انتفضت على العقلية المتخلفة للمجتمع واختارت طريق النضال، اليوم نموذجاً للثورية والمقاومة والقيادة لجميع النساء الكرديات.

ويصادف اليوم الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد عضوة اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الديمقراطي، الشهيدة شيلان كوباني، ورفاقها زكريا وجوان وفؤاد وجميل، استشهدت شيلان ورفاقها عندما كانوا يقومون بواجبهم على الحدود العراقية السورية، بمؤامرة من قوات حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي في مدينة الموصل بتاريخ 29 تشرين الثاني 2004

.

ولدت المناضلة شيلان كوباني، عام 1971 في مقاطعة كوباني ضمن عائلة وطنية من عشيرة كيتكان، ولقد انتفضت المناضلة شيلان كوباني، على العقلية المتخلفة للمجتمع منذ صغرها، وأصبحت محل احترام للجميع بإرادتها وثوريتها.

وتم اعتقال المناضلة شيلان، في سن الثانية عشرة بسبب مشاركتها في حفلة نوروز وتم سجنها لمدة 5 أيام، وسطرت اسمها في التاريخ بثوريتها، وكانت تحتج ضد عدم المساواة في حقوق الرجل والمرأة داخل عائلتها.

وكانت المناضلة شيلان كوباني، التي تقف في وجه الظلم في المنزل والمدرسة وفي كل مناحي الحياة، تعلم نفسها القراءة والكتابة باللغة الكردية، وتقود إخوتها وأخواتها وتشارك في الفعاليات الثقافية لفرقة أكري للغناء والرقص.

ورأت المناضلة شيلان كوباني، التي أتيحت لها الفرصة للتعرف على حقيقة قيادة حزب العمال الكردستاني وحركة الحرية في هذه الفعاليات، مصير حرية المرأة في حركة الحرية الكردية وانضمت إلى صفوف حزب العمال الكردستاني عام 1991.

وتحدثت أخت شيلان كوباني، قدرت باقي، لـ وكالة فرات (ANF)، بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد شيلان كوباني، واستذكرت قدرت باقي، المناضلة شيلان ورفاقها وأوضحت أن الآلاف من الشبيبة الكردية اليوم يسلكون طريقهم.

كانت شيلان باحثة عن الحرية

وأشارت باقي إلى أن شيلان قد دمرت القيود والحواجز الاجتماعية بمقاومتها، وقالت: "ولدنا في مدينة كوباني ذات الثقافة العشائرية، وكبرت شيلان بين صراعات النظام والعشيرة، وانتقلنا بعد ذلك إلى مدينة حلب لكسب لقمة العيش، لكن استمرت العائلة في عقليتها وثقافتها هناك، حيث لم يتم السماح لنا نحن الفتيات بالذهاب إلى المدرسة، لكن كسرت شيلان هذا القالب في العائلة بإصرار كبير، وبحثت عن الحرية، وكانت ناجحة في كل مجال بسبب ذلك، وحصلت على المستوى الأول في المدرسة، واحترمها الجميع بسبب موقفها، واكتسبت ثقة الكل ".

وأشارت قدرت باقي، إلى أن المواقف المتخلفة اتجاه المرأة تغيرت مع عهد حزب العمال الكردستاني، وقالت: "كانت المرأة تختنق في المجتمع، وكان يتم النظر إليها على أنها أداة، وتغير الوضع بعد حركة الحرية، وعرفت عائلتنا حزب العمال الكردستاني عام 1981، وكانت الكوادر التي تأتي إلينا تؤثر بشكل كبير على العائلة وعلاقاتها، وكان من المعروف، انتفاضة شيلان ضد عدم المساواة بين الرجال والمرأة، حيث حُرمت المرأة من حقوقها واضطهدت، وبالطبع فالحرية لا تأتي بدون بدائل، فمئات من النساء البطلات والمقاومات مثل زيلان وبريتان عارضن النظام الحاكم واخترن طريق الحرية، وكانت شيلان هي واحدة من هؤلاء النساء، حيث أصبحت رائدة لآلاف النساء في كوباني".

كانت تنظم الطلاب في المدرسة

وأشارت باقي، إلى أن شيلان كوباني، كانت تنظم الطلاب وتجمع التبرعات في المدرسة، وقالت: "تم اعتقال شيلان لمدة 5 أيام وهي في الثانية عشرة من عمرها لأنها نست أسماء الطلاب الذين تبرعوا للحزب في حقيبتها، وكانت المخابرات السورية تراقب شيلان، لكن شيلان اتبعت إيمانها وقاومت، وانتقلت إلى مخيم معصوم كوركماز عام 1987، وقال قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان لشيلان عن هذا الأمر: "هل تريدين أن تصبحي فيلسوفة؟"، لأنها كانت فضولية وتطرح العديد من الأسئلة، وعملت شيلان في الإذاعة في أكاديمية معصوم كوركماز، واعتقلها النظام السوري مرة أخرى عند عودتها إلى سوريا، وبقيت في السجن لمدة شهرين، وانتقلت شيلان إلى الجبال الحرة في عام 1991، حيث تولت مهمة القيادة هناك".

ذهبت شيلان ورفاقها الى روج آفا للتدخل

وذكرت باقي، إنها رأت المناضلة شيلان لأول مرة بعد 14 عاماً، وشرحت مشاعرها على النحو التالي: "بقينا معاً لمدة 18 يوماً، وكان ذلك الوقت بمثابة حلم بالنسبة لي، حيث لا توجد كلمات يمكن أن تصف مشاعري في ذلك الوقت، ورأيت شيلان كوباني مرة أخرى بعد خمسة أشهر من هذا اللقاء وبقيا معاً في سوريا لمدة 18 يوماً، وتحدثت عن لقائها. في ذلك الوقت، كانت كل من شيلان، وفؤاد، وجميل، وزكريا، وجوان يستعدون للذهاب إلى روج آفا وكانوا متحمسين للغاية، ولقد كان يوماً مهماً للغاية بالنسبة لهم، كان لكل رفيق واجب في روج آفا وهم جميعاً يعلمون أيضاً خطورة الوضع في سوريا وجرائم نظام البعث الشوفيني. حيث كان يمارس نظام البعث التعذيب الجسدي والنفسي، وتم اعتقال العديد من الكادحين، وكان هناك الكثير من الضغط، وتسبب الخونة مثل فرهاد وكمال سور في إحداث فوضى كبيرة في المجتمع، وكان هؤلاء الرفاق في طريقهم إلى روج آفا للتدخل، ليتم قتلهم نتيجة مؤامرة بتاريخ 29 تشرين الثاني 2004".

الآلاف من النساء اليوم يتبعن خطى شيلان كوباني

وأعلنت قدرت باقي، في نهاية حديثها أن مئات النساء مثل شيلان قد ضحين بأرواحهن من أجل الثورة، وقالت: "إنهن يعشن معنا بموقفهن وأسلوبهن في الحياة، وحان وقت الحرب الشعبية الثورية، يجب علينا جميعاً ان نتبنى ذكراهم وإرثهم في هذه المرحلة، تقاوم النساء اليوم ضد العدو بفضل العمل الجاد ومقاومة شيلان ومئات من رفاقها، ويكتبن الملاحم التاريخة، واستذكر كل شهداء الثورة في شخص شيلان ورفاقها وأقول إننا سننتصر بالتأكيد".