قوات الدفاع الشعبي: سارا وروكن هن قدوتنا في نيل الحرية ـ تم التحديث

قالت قوات الدفاع الشعبي إن رفيقتينا سارا وروكن خلقن الحياة من الموت بقولهن "المرأة، الحياة، الحرية"، وأصبحن رمزاً لبناء الحياة الحرة، وسائرات على درب الشهداء وقدوة لنا في نيل الحرية.

أصدر المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي، بياناً حول العملية الفدائية التي نفذتها رفيقتينا سارا وروكن ضد مركز الشرطة في مزيتلي في مرسين، وجاء في نصه:

فاجأت رفيقتينا سارا غوي وروكن زلال الدولة الفاشية بتنفيذ عمليتهن الفدائية ضد مقر الشرطة في مزيتلي في مرسين ليلة 26 أيلول بأسلوب وتكتيكات لا يمكن أن تدركها وتفهمها حكومة حزب العدالة والتنمية الفاشية وحزب الحركة القومية، تمكنّتا من استهداف العدو أولاً بالمسدسات، أطلقوا الرصاص على ضباط الشرطة في غرفة الحراسة دون منحهم فرصة لفعل أي شيء، ثم اشتبكوا بسرعة مع قوات العدو بالبنادق، رفيقتينا اللتان نجحن في الوصول إلى الهدف النهائي ضد العدو، فجرن متفجراتهن التي كانت أخطر ضربة لخطة العملية، بأنفسهن والعدو معاً، وأوصلن العملية الفدائية إلى ذروتها.

نفذت الفدائيتين عمليتهن بشكل مثالي، من البداية إلى النهاية، تماماً كما هو مخطط لها، بإتقان وإبداع عالٍ، كفريق كريلا مستقل، ظلتا مخلصتين لخطتهما، وفي الوقت نفسه ، قامت رفيقتينا بتنفيذ عمليتهما بنجاح من خلال إجراء تحليل دقيق وخلاق للظروف التي واجهنها.

حيث حددن هدفهن بعناية ووجهن ضربتهن بحكمة، استهدفن الشرطة الذين كانوا في مهمة خاصة لضمان أمن بيروقراطية الدولة، لم تهاجمن قوات العدو في البداية، بل هاجمن الشرطة التي تتكفل بضرائب الشعب، وقد ألحقت هذه العملية الفدائية خسائر فادحة بالعدو، وقد تم الكشف عن هذه الحقيقة من أقوال شهود عيان، لكن وزير الشؤون الجنائية في حكومة الحرب الخاصة، كالعادة، تستّر على عدد القتلى، ورغم أنه ذهب على عجل إلى مكان العملية وحاول التستر على نتائج العملية، إلا أنه كان مفهوماً أن خسائر العدو كانت كبيرة جداً وكشفت العملية عن نتائج هزت العدو أيديولوجياً وعسكرياً وسياسياً.

لقد أصبحن قياديتينا الفدائيات اللاتي طبقن أسلوب كريلا الآبوجيين الذي أعيد بناؤه إلى الحياة في المدن، ويدّعي النظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الذي يعتمد على "التكنولوجيا الوطنية والاستخبارات الوطنية" أنه أنهى مقاومة الكريلا، حيث أصبح يؤمن بالأكاذيب التي يرويها ويكررها مراراً وتكراراً، وهو يروج لدعاية "لا نسمح حتى برصاصة بدخول المدن، لقد قضينا على حزب العمال الكردستاني"، من خلال وسائل إعلام الحرب الخاصة، وكل يوم في جبال كردستان يهاجم الأبناء الشجعان للشعب الكردي والثوار الأممين بالقنابل النووية التكتيكية والأسلحة الكيماوية، ويريدون إنهاء مفهوم التدمير من خلال استخدام القوات المتعاونة - الخائنة المحلية، في الوقت الذي كان يتحدث فيه عن الاستيلاء على القفل، قام كل من رفاقنا الذين دخلوا منطقة بها متابعة فنية حديثة مكثفة بأسلحتهم وآلياتهم المفخخة، لقد أظهروا مرة أخرى أسلوب حزب العمال الكردستاني الذي لن يهزم ولن يعترف بأي معلومات، للصديق والعدو، كما أظهرت رفيقتينا من خلال العملية التي نفذنها القوة والشجاعة والعزم والإيمان بأنفسهن بانتصار حزب العمال الكردستاني.

كيف ظهر هذا الأسلوب المذهل، فن الضرب، ذكاء الأسلوب، باختصار أسلوب الانتصار التي صدمت العدو؟

سارا تولهلدان

ولدت رفيقتنا سارا في ناحية قلابان بشرناخ في عائلة من عشيرة غويي، كبرت على تراب بوطان المقدسة بالوعي ‏والثقافة الكردية، ولكن أجبرت منذ صغرها على النزوح إلى المدن الكبرى التركية، عملت هناك، تعلمت على العمل ‏المضني في شبابها، العمل الجاد والعمل الجاد كانا أبرز سمات شخصيتها، على الرغم من أنها كانت في المدن الكبرى، ‏إلا أن فكرها وعقلها كانا متعلقين دائماً بالوطن والجبل ورفاق الجبال، ومنذ طفولتها كانت تريد ان تصبح مقاتلة ضمن ‏الكريلا، وكانت دائماً تعيش أحلام الكريلا، وبالرغم من أنه كان يقال لها إنك لازلتِ صغيرة ولا يجوز، وكان يتم عرقلة ‏انضمامها، وعندما حان وقتها، ذهبت إلى الجبل بمبادرة منها وأصبحت مقاتلة ضمن صفوف الكريلا، ومن أجل هدفها ‏قامت بالخطوة الأولى، انضمت إلى حياة الكريلا المقدسة دون تردد وتفكير وبإخلاص، وبحب وفرح وحماس، الرفيقة ‏سارا الآن في ذلك المكان، حيث رحبت بكل شيء من قلبها.‏

في عام 2009، انضمت إلى صفوف الكريلا، وفي عام 2010 أخذت مكانها في القوات الخاصة، وأثناء مرحلة ‏التدريب ضمن القوات الخاصة، تعلمت ثقافة وأسلوب حياة الرفيقة سارا (ساكينة جانسيز) داخل حزب العمال ‏الكردستاني والتي كانت من قادة ومؤسسي حزب العمال الكردستاني، من رفاقيتها وشاركت معها الروحانية الأكثر ‏أهمية، جعلت من حقيقة المرأة الحرة التي تجسدت في شخصية رفيقتنا ساكينة جانسيز، طريقاً لها في مسيرتها الثورية.‏

بشخصيتها المفعمة بالمعنويات التي كانت السمة المميزة لذاتها، تجاوزت الزمكان في كل مكان وصلته، على الدوام كانت تعيش بدوافع فدائية. بعد تعرفها على رفيقتنا جيندا أوزغور (نورجان إكينجي) التي استشهدت عام 2017 عندما كانت قيادية في وحدات المرأة الحرة  YJA Star في إيالة كرزان، سارت على خطاها. من خلال العمل الجاد والصبر والتواضع والولاء لقائدها، اتبعتها بعناية وجعلت منها قدوة لها.

اجتازت دورتها الأساسية، ونفذت ما تلقته خلال تدريبها بشغف كبير وجدية ودقة.  وأعلنت حينها مقررة أنها مستعدة للقيام بعمل فدائي، لكن القيادة رأت أن اقتراحها سريع. تم تعيينها في مسؤوليات مختلفة. اعتبرت هذه المهمة كخطوة أولى للتحضير للتضحية بالنفس. وحتى تحقيق هدفها، كانت تشارك في كل مهمة بالطريقة الأكثر نشاطا وملائمة. لقد كانت على الدوام تؤدي مهامها بأكثر الطرق صفاء وفعالية وأمانا، وبكل نجاح. وأخيراً، تم قبول طلبها للانضمام إلى كتيبة الخالدين، وانضمت إلى تدريب الكتيبة. ومن خلال حقيقة ذاتها وصفات العدو المحتل المؤثر على كيانها كانت تعيش الصراع. حيث اتخذت أهم الخطوات لتطهير نفسها قلباً وقالباً. ادركت أن الشخصية الناجحة تتحقق من خلال إحداث ثورة في العقل والضمير. وكان الموقف الأخلاقي بالنسبة لها أحد أهم المقاييس. من خلال علاقاتها الرفاقية التي كانت بالنسبة لها إحدى أقوى  معالم الحقيقة، وبفضل رفاقها اخذت نصيبها من الحقيقة الخالدة. وتدفق الدم النقي في عروقها ووصل إلى قلبها. كانت مع شرفان وسما آجمان في منطقة أندوك. قاتلوا سوية، وضحوا من أجل بعضهم البعض، وأعادوا بناء بعضهم البعض، ولعبوا دورا في التغيير وتطوير بعضهم البعض، داخل هذا المجتمع، خارج النظام ، وهم يعرفون مجتمع جديد زرعوا بذور الحياة الحرة وحصدوها في قلوبهم. ثم تفرق  كل واحد من هؤلاء الأبطال الأعزاء  إلى ميدان النصر. علاقتها بهؤلاء الأبطال نقلتها إلى مستوى جديد. وكانت لاتزال تتعمق في حقيقة القائد. ازداد إخلاصها للتحرر والحرية، وتزايد بغضها للعدو. كانت لغة وأقوال رفيقتنا سارة مثل زيلان (زينب كيناجي) التي كانت من رفاق الحقيقة. كانت وكأنها  زيلان حية. لقد كانت إحدى فدائيات الأبوجية اللاتي أظهرن تصميمهن القوي للشعب، وكان لديها هذا النوع من المواقف وأظهرته في كل مكان.

الحدث الذي كان له الأثر الأكبر على رفيقتنا سارة ولم تنسه أبدا، كان هجوم الاحتلال على سيان في غاري. كان لمقاومة الرفاق في سيان بقيادة الشهيد شورش بيتوشبّاب أثر كبير عليها. والغضب الذي تملكها من تلك الحادثة لم يكن كافياً بالنسبة لها. لذا حولته إلى قوة انتقام. على الدوام كانت تنتقد نفسها، والنقد البناء جعلها أقرب إلى الحياة الواقعية وطريق النصر. رفيقنا الشهيد شورش بيتوشبّاب خلق  لحظات نصر على الرغم من قلة الإمكانات، فقد اسس قرون من لحظات النصر تلك لكردستان وأشهد على ذلك رفيقتنا سارا. ولكي تنضم إلى مقاومتهم أسرعت دون توقف صوب ميدان العمليات وحاولت الوصول إليهم لكنها لم تستطع الوصول إليهم. على الرغم من أن رفيقتنا كانت من طلائع الذين وصلوا إلى مخيم سيان، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى المقاومين، الأمر الذي آلمها كثيرا وجعلها تنتقد نفسها عليه.  عندما حاولت دخول مخيم سيان، تأثرت بالغاز الكيمياوي الذي استخدم هناك، مما أثار غضبها أكثر. وتعهدت بالانتقام لرفاقها. في هذا الصدد، اقترحت مرة أخرى العملية الفدائية التي كانت هاجسها منذ سنوات. لهذا صبرت، وأعدت نفسها للحظة الانتقام. خاصة وكونها من وحدات المرأة الحرة ضد الفاشية، تعهدت بالانتقام من خلال العملية. المعركة التي خاضتها بشجاعة مجموعة من الرفاق بقيادة الشهيد شورش، كانت تقاد باللباقة والتفوق الأخلاقي. ووصفت سير العملية في سيان وانضمامها اليها في مذكراتها اليومية على النحو التالي: "الآن أفكر كيف كان حال رفاقي داخل الكهف؟ كيف صمدوا 4 أيام أمام الغاز والقنابل الثقيلة والسيفور وجميع أنواع الهجمات؟ يا لها من روح عظيمة وخلاقة! رغم أننا تمكنا من الوصول، إلا أننا لم نصلهم، وهذا الذنب لا يغتفر، فكيف اقدم شيئاً للتخلص من هذا الذنب؟ قلت ذلك للرفاق بعد تلك العملية، يجب أن افعل شيئاَ على الفور، وسأفعل ذلك حتماً! أعدكم بأن اقدم نقدي الذاتي من أعماق قلبي لكم. يكفي ان أنزل الى الميدان العملي بموقفي النقي المتململ من العدو، أقدم انتقاداتي وعلى الأقل سأريح ضميري"

رفيقتنا سارا ومن خلال العملية ارادت أن تقوم بشيء مستحيل ولم يجرب بعد. الشيء المهم هو أنها اعتقدت أن الوقت قد حان الآن. كانت تعتقد أنها من خلال الإرث والقيم التي أنشأتها مثيلات دلال، برجم، آرمانج، كولبهار، روجين كوديان،  والعديد من القياديات البطلات، كفرق نسائية تتمتع بقوة واحترافية لفتح بوابات النصر، يمكنها القيام بالكريلاتية في المدن. كريلاتية المدن التي تعتمد على كريلاتية الجبال؛ وكفريق قوي وفدائي من وحدات المرأة الحرة YJA Star يمكنه القيام بعملية مظفرة ضد العدو. أعدت ونظمت نفسها جيداً. من تحديد الهدف إلى خبرة الكريلاتية، من التقنية إلى الإتقان في الميدان، من التدريب على المهارات إلى القيام بأشياء لم يتم القيام بها من قبل وإجراء تغيير جوهري. ومن أجل تحقيق النصر ذللت كل العقبات، وضعت حجرة الطريق إلى النصر بالعمل الجاد والمضني بكل دقة وجدية من أجل رفيقاتها في الفريق. لم تقدم أي اقتراحات للقيادة وأعلنت أنها مستعدة للعملية في حال رأت القيادة او أي رفيق ان الوقت مناسب. وأكدت أنها جاهزة للتنفيذ بأسلوب ناجح. في الوقت ذاته، اقترحت المئات من الرفيقات القيام بالعمليات الفدائية. وتقرر أن تصبح كل من الرفيقة روكن زلال وسارا كوي فريق عملية فدائية. تلك الرفيقتين اللتين لم تبقيا مع بعضهما، ولم تعرف أحداهما الأخرى، التقوا على نفس الهدف وقسم الانتقام.

روكن زلال

ولدت رفيقتنا روكن في روج آفاي كردستان وكبرت في قامشلو. أمام ضغط نظام البعث على الكرد وشعوب المنطقة، ومع ثورة الحرية في روج آفا، انشغل فكرها كثيراً بالكريلا. شاركت بفعالية في النضال الثوري في روج آفا، لكن تركيزها كان دائما صوب الجبال، وحول الحياة الحرة هناك. كانت تعلم أن أكبر تهديد لوجود الكرد هي الدولة القومية التركية، المستعمرة والقاتلة. ولمحاربة الدولة التركية الفاشية في شمال كردستان، وصلت إلى جبال الحرية عام 2014. بعد تلقي  تدريب المقاتلين الجدد، بدأت التدريب الأساسي بناءً على اقتراح الانضمام إلى القوات الخاصة. وكانت قد قالت إنه من أجل الانضمام إلى القوات الخاصة: "أستطيع أن أقول إنني تعرفت على نفسي في القوات الخاصة. بدأت بحثي حول العملية الفدائية مع عمليات كل من الرفاق دوكا و زنار. وبفضل هذين الرفيقين، عرفت ذلك أيضاً في الحياة. تلقينا نفس التدريب مع الرفيق دوغا. وبقينا في نفس المركز مع الرفيق زنار. كان لمواقف ومشاركات هؤلاء الرفاق تأثير كبير عليّ."

إن الرفيقة روكن تقدمت في جميع الدورات التي تلقتها وعلّمت رفاقها ما تعلمته. ما أن قامت القيادة بتدريبها، حتى حاولت على الفور وبعمق تعليم رفاقها. لقد عملت في كثير من ساحات المقاومة. رأت في كل مهمة منحتها لها القيادة على إنها فرصة، ودائماً ما أرادت القيام بعملية فدائية.

كانت مرحلة سيان  أيضا لحظة حاسمة بالنسبة لرفيقتنا روكن. فبعد سيان، أصرت مرة أخرى واقترحت بإلحاح القيام بعمل فدائي. كردستان التي هي وطننا الجنة، وفي وقت باتت أقرب للحرية، يراد لها وعلى يد الخونة والعملاء، وبالضغط والعبودية والترهيب أن تُدمّر مرة أخرى. كانت رفيقتنا روكن على دراية بذلك. بهذه العبارة، قدمت اقتراحا للعملية الفدائية: "كل يوم تسطر الملاحم بقيادة الشهداء الأبطال. وقعت الدول التي تدعي أنها أعضاء في الناتو في مأزق كبير أمام أساليبنا الجديدة وروحنا الفدائية، لذلك تستخدم الغازات السامة مئات المرات وتلجئ إلى كل الأساليب غير الأخلاقية، عندما ينظر المرء بإمعان لحقيقة هذه الحرب، سيرى مقدار القوة التي خسرتها الدولة التركية المحتلة.

لكن المهم هو أن يرى الناس هذه الحقائق جيدا وأن يتخذوا الموقف اللازم ضدها، في هذه المرحلة ، فإن رفاقنا الذين قاتلوا بروح فدائية وقاوموا، وبموقفهم المبارك هذا وأصبحوا رفاق عكيد وزيلان، سيكونون خريطة الطريق بالنسبة لي للسير عليها. كلي إيمان بأننا سننتقم لهؤلاء الرفاق، ولن ننسى أبدا رفاقنا الذين استشهدوا على يد الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK بطريقة وحشية، في الواقع، لقد بينت لنا المرحلة التي نمر بها، وخاصة في بداية العام، ضد هجمات الدولة المحتلة، وبقيادة الرفيق شورش بيتوشبّاب، بما في ذلك مواقف المقاومة التي ظهرت، والسبل والوسائل التي من خلالها يمكننا هزيمة العدو، وكيف يمكننا أن نكون جواباً على حملة "حان وقت حرية القائد أوجلان."

على هذا الأساس بنى الرفيق شورش روحا وحماسا عظيمين بمثابرته. والآن استمراراً لهذه الروح، تجري الحرب والمقاومة في سائر مناطق الدفاع المشروع ميديا. كلها زرعت أملا كبيرا و حماسة في نفوس الشعب الكردي واصدقائه، لهذا أستطيع أن أقول هذا؛ سأواظب على الدوام على هذه القيم!". حينها التقت بالرفيقة سارا، كلا الرفيقتين اللتين لم تعرفا بعضهما من قبل، اصبحتا الفريق المثالي للعملية. وبمرور الوقت تم أدراك أن هذا التصور لم يكن أمر مغلوطاً.

تحملت سارة المزيد من المسؤوليات كقيادية للوحدة، كونها أمام كل مهمة لديها روح المسؤولية، وتفكر أكثر في رفاقها، وتحضر لعملية الوحدة لتصبح قيادية مميزة، تشارك كل معارفها وخبراتها مع رفيقتها روكن وتعلمها، كذلك شاركت روكن رفيقتها سارا، كانت روكن أصغر من سارا، كانت تنظر إلى سارة كمعلمتها بدورها روكن كانت تعتني بحماس في تدريبها وتصويرها وتتابعها. تتمشيان ليلا حتى تتعبا، سارة وروكن، في أصعب الظروف وبمهامهم الثقيلة كانتا تقتربان نحو أهدافهما في النصر.

بهذه الطرق الصعبة ،كانتا تقعان، وتنهضان، وتغضبان، وتضحكان، وتتعبان، وتفرحان، وتعيشان كل شيء معا. تستكشفان وتتعمقان، تكتشفان كل يوم شيئاً جديد معاً. كل يوم تحاولان تعلم شيء جديد. كل يوم تبدأن في التفكير، تتعلمان لغة الجبال، كانتا تفهمان الطبيعة والجبال انهما الأم، وتتوصلان إلى أنهما داخل رحم الأم. أي في الطبيعة. وكلما زادت معرفتهما ببعضهما البعض، زاد التواصل الروحي لديهما، الآن كلتاهما مفعمتان بطاقة مختلفة.

كانتا تجدان القائد في الطبيعة، في الجبال ذاتها، في جمال الرفاقية، لقد أدركتا عبر الحياة أن التوافق بين القائد والمرأة، بأن رفقتهم أصبحت أقوى من خلال فهم تلك النقاط.

في الوقت ذاته يستمر العدو بالإبادة ويسفك دماء رفاقهم، لقد انتشر الظلم على كامل تراب وطننا. الفاشية تجلب الموت وتريد إبادة كل شيء. كلتاهما تفهمان ماذا يعني ذلك، بأن الفاشية غير عادية، فهي عبر مهاجمة القيم التي أعيد بناؤها في كردستان، تهاجم الحياة الحرة وتستهدف الإنسانية والثقافة واللغة واللون والأديان. لذا، قررتا أنه يتوجب عليهما مواجهة وحشية العدو الذي يهاجم كل القيم الاجتماعية وينهب كل شيء.

كلتاهما تحبسان الأنفاس أمام المقاومين في كري سور، وورخليه، متأثرات بشخصيات ثورية مثل كمال وخيري وبريتان وزيلان وتستمدان قوة النضال منهم.

كلتاهما تفهمان جيدا أنه ما لم تقاوما الفاشية، فلن تتمكنان من إيجاد مكان للعيش فيه كنساء ومواصلة وجودهم ككرد.

أمرأتان جميلتان وبطلتان، مرة أخرى وللانتقام لرفاقهم الذين يقاومون من أجل حرية وحماية كردستان والذين تُستخدم ضدهم القنابل والأسلحة الكيمياوية، والأهم من ذلك، ومن أجل وضع حد للظلم والاعتقال والتعذيب الشديد في السجون، قاموا بعملية فدائية بطريقة احترافية وبتكتيكات وأساليب ماهرة في مكان لم يتوقعه العدو أبدا، لقد ضربتا العدو بغتة ذات ليلة بطريقة انهالت عليه كالصاعقة.

بفضل جهود القائد أوجلان، ومئات شهداء كردستان الكرام والجميلين، انطلاقاً من آلهة الحب والنصر عشتار حتى زيلان. زيلان التي أظهرت ثقافة الآلهة تلك، هن آلهات نضالنا من أجل الحرية، مرة أخرى رأت كردستان طبيعتها على أنها أرض الآلهة التي ستحقق النصر، رفعت زيلان ثقافة الآلهة، سارة وروكن كأتباع لهذه الثقافة؛ اتخذتا موقفهما الحازم بأن الآلهة لن تكون راضية أبدا عن أية حياة أخرى غير الحياة الحرة، فقد أعادتا إحياء ذلك الإرث واستمرتا عليه.

أصبحتا مناضلتين تحت شعار "نصر في الحرب، وحرية في الحياة"، وبشعار "المرأة، حياة، حرة" أصبحتا رمزا للحياة الحرة، رائدات نهج الخلود وأصبحتا آلهة الحرية لدينا.

وستصبح ذكراهم على الدوام كلمة انتصار لنا".