وكشف تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه وفي ظل التوتر مع تركيا على خلفية استغلال احتياطيات المحروقات في شرق المتوسط، وقعت قبرص مؤخرا عقدين مع شركة أوروبية لشراء صواريخ مضادة للطائرات والسفن.
وقالت الوكالة نقلا عن مصدر مقرب من الملف، إن الجيش القبرصي وقع في كانون الأول ديسمبر الماضب عقدا مع مصنع الصواريخ الأوروبي "إم بي دي إيه" بقيمة 150 مليون يورو، وشملت الصفقة توفير صواريخ أرض - جو قصيرة المدى من نوع "ميسترال"، مؤكدا معلومات نشرتها جريدة "لا تريبون" الفرنسية مؤخرا.
ووقع المصنع عقدا آخر بقيمة 90 مليون يورو مع البحرية القبرصية لتوفير صواريخ مضادة للسفن من نوع "إكزوست" تعمل على بطارية ساحلية.
ومرت حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" أمس الأول عبر المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص بالقرب من سفينة الحفر التركية "يافوز".
واصلت حاملة الطائرات الفرنسية بمرافقة ست سفن مسارها المقرر غرب المنطقة الاقتصادية في الرقعة الثامنة قبالة ساحل قبرص.
وكانت تركيا قد أرسلت في الأشهر الأخيرة سفن تنقيب إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، رغم تحذيرات واشنطن والاتحاد الأوروبي ورفض العديد من دول المنطقة وعلى رأسها مصر والسعودية.
كما نشرت أنقرة في كانون الأول ديسمبر 2019 طائرة عسكرية مسيرة شمال قبرص المحتلة، علما أن وسائل إعلام تركية تقول إنها تنوي إنشاء قاعدة بحرية هناك.
وفي سياق متصل، طلب وزير الخارجية نيكوس خريستودوليديس مساهمة الولايات المتحدة الفعالة لوقف تركيا أنشطتها غير القانونية في شرق البحر المتوسط والتي تنتهك من خلالها القانون الدولي وحقوق قبرص السيادية، وذلك خلال اجتماع عقده اليوم في نيقوسيا مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لمصادر الطاقة فرانسيس فانون. وغادر المسؤول الأمريكي في وقت لاحق اليوم قبرص متوجهاً إلى تركيا حيث سيجري اتصالات مع المسؤولين الأتراك، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القبرصية.
وذكرت وكالة الأنباء القبرصية، أن خريستودوليديس وفانون ناقشا أنشطة تركيا غير القانونية في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط وكيف أن ذلك يؤثر على مصالح الولايات المتحدة.
وقال المصدر نفسه أن خريستودوليديس طلب خلال لقائه مع فانون المساهمة الفعالة للولايات المتحدة لوقف الأنشطة التركية، مشيراً إلى أن هذه الأنشطة تؤثر على قبرص والمنطقة برمتها وتخلق التوتر وعدم الاستقرار. ومن المقرر أن يزور المسؤول الأمريكي مصر بعد تركيا.
كما أشار فانون أمس الأربعاء إلى أهمية آلية "3 + 1" للتعاون في مجال الطاقة في شرق البحر المتوسط، التي أنشأتها قبرص واليونان وإسرائيل والولايات المتحدة. ودعا جميع الأطراف الامتناع عن اتخاذ أي إجراء استفزازي من شأنه أن يولد المزيد من عدم الاستقرار.
كان فينون قد اجتمع أمس مع الفريق الفني 3 + 1 في نيقوسيا إلى جانب وزير الطاقة القبرصي يورجوس لاكوتريبس. وقال في تصريحاته على هامش الاجتماع، "إن انشاء هذه الآلية 3 + 1 هو وسيلة مهمة لتسهيل هذا المستوى من التعاون بين الدول." وقال أن موارد الطاقة يجب أن تكون حافزاً لتعاون أوسع وأن الولايات المتحدة تظل ملتزمة على أعلى مستوى.
وكرر فانون موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بأنشطة الاستكشاف والاستغلال البحرية، وقال "نحن ندعم جمهورية قبرص في تنمية مواردها في المنطقة الاقتصادية الخالصة" التي يمكن استخدام عوائدها لكلتا الطائفتين في سياق التسوية الشاملة.
وفي سياق متصل، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن الأمم المتحدة تراقب بقلق التطورات في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وذلك ردا على تصريحات وزير خارجية جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليديس خلال مقابلة مع الإذاعة القبرصية، حيث انتقد الأمم المتحدة لعدم بذل المزيد من الجهد فيما يتعلق بالأنشطة غير القانونية لتركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.