وجّهت الصحف المصرية انتقادات لاذعة لتسليم السودان جزيرة سواكن إلى تركيا, معتبرةً أنّ الخطوة تعتبر تفريطاً من الجانب السودانى في التراب الوطني وتعزيزٌ للنفوذ التركي في المنطقة.
وكان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قد أعلن من الخرطوم، أنّ السودان خصّص جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتركيا كي تتولى إعادة تأهيلها وادارتها لفترة زمنية لم يحددها.
وميناء سواكن هو الأقدم في السودان ويستخدم لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان، واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزا لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
ونشرت جريدة اليوم السابع تقريراً عن جزيرة سواكن السودانية بعد تخصيصها لتركيا, مستطلعةً آراء الخبراء حول الاتفاق التركي-السوداني, وقد أجمع المراقبون أنّ البشير أتاح سياقاً جديداً لأردوغان لممارسة سيطرةٍ صلبة, من نوع جديد, على منطقة نفوذ جديدة ومؤثّرة في البحر الأحمر.
وشدّد الخبراء على أنّ أردوغان يستهدف من التحكم بجزيرة سواكن الاستراتيجية استعادة أمجاد الدولة العثمانية التى كانت تستحوذ على هذا الجزء من الإقليم.
أمّا صحيفة الوطن, فقد نشرت تقريراً بعنوان "15 معلومة عن جزيرة سواكن" السودانية بعد تولي تركيا إعادة تأهيلها.
وذكر التقرير أنّ الدولة العثمانية استخدمت جزيرة سواكن مركزاً لبحريتها في البحر الأحمر، وضمّ الميناء مقرّ الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
وأشار التقرير إلى أنّ سواكن أنضمّت للسودان المصري في عهد الخديوي اسماعيل بعد أن تعهد الخديوي بدفع مبلغ 7500 جنيه مصري لوالي جدّة مقابل تنازل السلطان العثماني عن سواكن، وقد صدر فرمان عثماني بذلك وتم الأمر سنة 1869.
ونشر موقع الجزيرة القطرية تقريرا بعنوان "تركيا تحيي التراث العثماني بجزيرة سواكن السودانية"
أستعرض الموقع تصريحات أردوغان حول الجزيرة الذي اعتبر خلالها أن عودتها للسيطرة التركية ردّاً على الاستعمار البريطاني.
وأضاف أردوغان بحسب الجزيرة أنّ "إنشاء وإحياء هذه الجزيرة يعني أنّنا سنردّ على الذين قاموا بتدميرها، نقول لهم أنتم أتيتم إلينا ودمرتم الجزيرة, نحن سنقوم بإحيائها مرّة أخرى وستخرج وهي قوية أكثر مما كانت عليه" في إشارة إلى الاستعمار البريطاني.
وزار أردوغان مبنى الجمارك ومسجدي الحنفي والشافعي التاريخيين، واطّلع على مشروع ترميم الآثار العثمانية الذي تنفذه وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) كما وقّع رجال أعمال أتراك وسودانيين اتفاقية شراكة تجارية بشبه الجزيرة.