قمة مصرية يونانية قبرصية قريبا.. وارتفاع إنتاج مصر من الغاز إلى 6.6 مليار قدم مكعب يوميا

قالت مصادر دبلوماسية لوكالة فرات للأنباء ANF إن مصر واليونان وقبرص سيعقدون قمة ثلاثية في اليونان خلال أسابيع، وذلك في الوقت الذي يتعاظم فيه التعاون بين البلدان الثلاث لاستغلال ثروات الغاز في شرق المتوسط.

قمة ثلاثية قريبة.. ووفد برلماني يتوجه إلى قبرص

قال مصدر دبلوماسي مصري أنه يجري حاليا التحضير لعقد قمة ثلاثية جديدة في أواخر تشرين الأول المقبل، ستكون السادسة من نوعها، بين قيادة البلدان الثلاث، وستعقد في اليونان، حيث ستبحث دفع العلاقات بين البلدان الثلاث إلى آفاق أوسع وتوقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة.

ومن المقرر أن يتوجه وفد برلماني برئاسة الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب المصري، غدا الأحد إلى قبرص، وذلك في أول زيارة لوفد برلماني مصري لقبرص منذ 4 عقود، وقال النائب طارق رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري أن الزيارة البرلمانية تأتي تمهيدا للقمة المرتقبة بين الزعماء الثلاث.

وفي أيار الماضي شهدت مدينة الإسكندرية، أسبوع إحياء الجذور، حيث افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس قبرص - نيكوس أناستاسيادس، ورئيس اليونان - بروكوبيس بافلوبولوس، هذا الأسبوع الثقافي الذي عبر عن الروابط التاريخية والعلاقات الاجتماعية بين ضفتي المتوسط.

وفي يونيو الماضي، شهدت التعاون العسكري بين البلدان الثلاث فعاليات التدريب البحري الجوي المصري اليوناني القبرصي المشترك "ميدوزا  6" بمشاركة عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية واليونانية  والقبرصية بالمياه المصرية بالبحر المتوسط.

وبدأت القمم الثلاثية بين البلدان الثلاث في نوفمبر 2014، وينظر النظام التركي إلى هذا التحالف كمهدد لمصالحه في شرق المتوسط، وسبق أن تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد توليه الرئاسة مؤخرا، بعدم التوقف عن البحث عن الغاز في شرق المتوسط رغم معارضة دول لذلك.

أطماع تركية.. وتدخلات في قبرص

قبل بضعة أيام، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس وزراء ما يسمى "جمهورية شمال قبرص التركية" (غير المعترف بها) طوفان أرهورمان في العاصمة أنقرة، حيث جاء اللقاء بعد أيام من إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره، نائب رئيس وزراء شمال قبرص التركية " قدرت أوزرساي"، أن بلاده يمكن أن تبدأ بأنشطة التنقيب عن الهيدروكربون (النفط والغاز) شرق البحر المتوسط في خريف العام الحالي. وهو ما أكدت قبرص أنها لن تقبله، حيث شدد رئيس مجلس النواب القبرصي على رفض بلاده للاحتلال التركي ومواجهته.

ويلاحظ أن موعد القمة المرتقبة بين مصر واليونان وقبرص، تتزامن مع الموعد الذي حدده وزير الخارجية التركي لبدء الحفر غير القانوني في جرف قبرص المحتلة من الأتراك، وتحدثت الكاتبة أناستاسيا باشكاتوفا، في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، الروسية اليوم، حول مطامع تركية في نفط قبرص ومحاولة إبعاد روسيا أكثر فأكثر عن السوق الأوروبية، وأوضحت أن تركيا تريد الوصول إلى مكامن النفط والغاز في جرف قبرص. فقد قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر في أنقرة: "توجد في شرق البحر الأبيض المتوسط منطقة اقتصادية لتركيا وجرف لجمهورية شمال قبرص التركية (غير المعترف بها). بناء على طلبها، نتخذ الخطوات اللازمة. إن وزارة الطاقة في بلادنا تستعد لبدء الحفر، يمكننا أن نبدأ هذا الخريف".

وأضافت الكاتبة، حسبما أفادت "روسيا اليوم" في تقرير اليوم: "لدى إسرائيل وقبرص فكرة لتنظيم تصدير قوي للغاز إلى الاتحاد الأوروبي عبر اليونان (وتجاوز تركيا). لا يمكن لتركيا أن تتغاضى عن هذا بسبب تقاعسها، كما تريد كسب المال والنقاط السياسية ". لكن الخبراء ما زالوا يشككون في جدية الخطط التي أعلنت عنها تركيا، فهم يخشون من أن يؤدي قرار الحفر في الجرف إلى اندلاع صراعات جديدة.

 

وتسعى قبرص لحشد دعم أوروبا معها في معركتها مع أنقرة، وقال رومان راديف الرئيس البلغاري، الجمعة، أن بلغاريا تؤيد قبرص تماماً في مسألة تشكيك أنقرة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص. وأشار الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس إلى ثلاث قضايا قومية رئيسية - العلاقات مع تركيا والاتفاق مع جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة وقضية قبرص، وذلك خلال بدء أعمال المؤتمر الدولي الأول للمغتربين من جزر البحر الأيوني، الخميس الماضي.

وذكر مصدر دبلوماسي، لوكالة الأنباء القبرصية، عقب المحادثات التي تمت بين وزير خارجية قبرص نيكوس خريستودوليديس ووزير خارجية فرنسا -ايف لو دريان، بعد اجتماعهما الجمعة في نيقوسيا، أن الرئيس القبرصي نيكوس اناستاساديس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيعقدان اجتماعاً في القريب العاجل وسيتم التوقيع على عدد من الاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها بين البلدين.

ارتفاع إنتاج مصر من الغاز واكتشافات جديدة في شرق المتوسط

كشفت وكالة رويترز اليوم السبت إن إجمالي إنتاج مصر من الغاز يوميا ارتفع ليصل إلى 6.6 مليار قدم مكعب، وذلك بعد وصول إنتاجية حقل ظهر الى 2 مليار متر مكعب.

وتسعى مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز المسال وذلك بعد سنوات من اكتشافات رئيسية أبرزها حقل ظهر، الذي يضم 30 تريليون متر مكعب من الغاز، فضلا عن حقل نور المكتشف حديثا في المياه قبالة سواحل شبه جزيرة سيناء.

وأعلنت وزارة البترول المصرية، الجمعة، أن إنتاج حقل ظهر، في شرق المتوسط، ارتفع إلى 2 مليار قدم مكعب غاز طبيعي يومياَ، مضيفا أن إجمالي ما تم إنفاقه في مشروع ظهر بلغ 7ر7 مليار دولار حتى الآن.

وقال وزير البترول المصري المهندس طارق الملا أن زيادة إنتاج حقل ظهر وكذلك مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي الكبرى التي ينفذها قطاع البترول ستسهم بقوة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وسد الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك وتحقق خطة الدولة في زيادة الإنتاج بما يسهم في تخفيف العبء عن كاهل الموازنة العامة للدولة.

واعتبرت مجلة "أويل آند جاس جورنال" الأمريكية، في تقرير على موقعها، إن مصر أصبحت على رأس قائمة اهتمام شركات اكتشاف وإنتاج النفط والغاز العالمية، وذلك بعد ظهور جدوى الاكتشافات في منطقة البحر المتوسط ، موضحة أن الصحراء الغربية في مصر لديها سجل حافل من الاكتشافات النفطية بتكلفة منخفضة.