مصر تطالب تركيا بالتوقف عن إنتهاكاتها للسيادة القبرصية.. وأوروبا تبحث "الرد المناسب"

تواصلت ردود الفعل الرافضة لتحركات تركيا غير الشرعية للإستيلاء على الغاز القبرصي، وذلك بعد إرسال سفينة ثانية للتنقيب قبالة سواحل الجزيرة المتوسطية، حيث جاء أحدث ردود الفعل من مصر التي ترتبط مع قبرص بمشروعات طاقة "واعدة" بحسب تقارير دولية.

وأعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، عن القلق لما أُعلن عن اعتزام تركيا التنقيب في محيط جمهورية قبرص بما يعد إصراراً على مواصلة اتخاذ إجراءات أحادية من شأنها أن تزيد من درجة التوتر في منطقة شرق المتوسط، مؤكداً على ضرورة عدم التصعيد والالتزام باحترام وتنفيذ قواعد القانون الدولي وأحكامه.

وبالتزامن مع ذلك، حذر مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع جوهانس هان، تركيا بعد إرسالها للسفينة التركية الثانية في المنطقة الاقتصادية الخالصة  لقبرص قائلاً: "إن وضع عمليات التنقيب في شرق البحر المتوسط يتطلب التهدئة الفورية وليس العكس".

وأشار المفوض الأوروبي أيضاً إلى بيان الممثلة العليا لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، وطالب السلطات التركية، "مرة أخرى بالامتناع عن مثل هذه الأعمال، والتصرف بروح من حسن الجوار واحترام سيادة جمهورية قبرص وحقوقها وفقاً للقانون الدولي". وحذرت موغيريني من أن" الاتحاد الأوروبي سوف يستجيب بشكل مناسب وفي تضامن تام مع قبرص".

أعرب البيان نفسه "إن نية تركيا في اجراء عملية تنقيب جديدة بشكل غير قانوني شمال شرق قبرص يشكل مصدر قلق بالغ" و أن "عملية التنقيب الثانية هذه، والتي تأتي بعد شهرين من بدء عمليات التنقيب الجارية غرب قبرص، تعد خطوة تصعيدية أخرى غير مقبولة يتم فيها انتهاك سيادة قبرص".

واعتبر الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين أن التنقيب التركي عن النفط والغاز قبالة شواطئ قبرص أمر مثير للقلق، وتصعيد غير مقبول للتوتر.

تعهد الاتحاد الأوروبي "برد مناسب وبتضامن كامل مع قبرص"، مهددا تركيا بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف عملياتها "غير المشروعة" للتنقيب عن الغاز.

إلى ذلك بحث وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليديس ونظيره السويسري إيجناسيو كاسيس، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، آخر التطورات في القضية القبرصية والاستفزازات والانتهاكات التركية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القبرصية.

قلق روسي من التحركات التركية

ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تتابع بقلق التطورات في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

جاء في البيان "فيما يتعلق بالتقارير الواردة حول تحرك سفينة تركية أخرى لإجراء التنقيب الجيولوجي في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، فإننا نراقب بقلق التطورات في هذا المجال. نعتقد أن أي انتهاك لسيادة قبرص سيعوق من محاولات ايجاد حل قابل للتطبيق ودائم للقضية القبرصية"، بحسب وكالة الأنباء القبرصية.

وتابع البيان "نحث جميع الدول على الامتناع عن اتخاذ خطوات تؤدي إلى نشوء أزمة محتملة في شرق البحر المتوسط، وإظهار ضبط النفس والحكمة السياسية والسعي لحل أي نزاع من خلال الحوار واحترام مصالح بعضنا البعض".

وعرضت موسكو المساعدة في إيجاد حلول تستند إلى القانون الدولي، كما أكد البيان أن هناك حاجة واضحة لإعادة إطلاق عملية التفاوض بين الطرفين من أجل التسوية في قبرص في أسرع وقت ممكن بهدف إيجاد حلول تستند إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأختتم البيان بالقول "بصفتنا عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإننا مستعدون لدعم هذه الجهود".

وكانت الجريدة الرسمية المصرية قد نشرت الأسبوع الماضي قرار جمهوري بمصادقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتفاق بين مصر وقبرص بشأن إنشاء خط أنابيب بحري بينهما لنقل الغاز.

وكانت تركيا قد أصدرت إشعاراً بحرياً في الرابع من أيار / مايو، أعلنت فيه عن عزمها بدء التنقيب قبالة سواحل قبرص حتى الثالث من أيلول / سبتمبر.