مبعوث الاتحاد الأوروبي للسودان يجري مباحثات في القاهرة لدعم العملية الانتقالية

أجرى وزير خارجية فنلندا، مبعوث الاتحاد الأوروبي للسودان مباحثات في القاهرة حول عملية الانتقال السياسي في السودان، في الوقت الذي تتعثر فيه عملية توقيع الاتفاق بشكل نهائي بسبب الخلافات حول الاعلان الدستوري. 

واستقبل أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء بيكا هافيستو وزير خارجية فنلندا ومبعوث الاتحاد الأوروبي للسودان الذي يزور القاهرة حالياً، حيث بحثا آخر تطورات الأوضاع في السودان وسير المفاوضات القائمة بين الأطراف السودانية للاتفاق على ترتيبات عملية الانتقال السياسي في البلاد، إلى جانب عدد من القضايا ذات الأهمية المشتركة في المنطقة.

وصرح مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة بأن أبو الغيط أطلع الوزير الفنلندي – الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ويقوم حالياً بجولة إقليمية نيابة عن دول الاتحاد متابعة للأوضاع في السودان – على مجمل الجهود التي تضطلع بها الجامعة العربية من أجل مساندة السودان في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها ومرافقة الأطراف السودانية في مسيرة التوصل إلى توافق وطني عريض يفضي إلى الاتفاق على ترتيبات الانتقال السلمي والمنضبط للسلطة في البلاد.

كما بحث الجانبان سبل تعزيز الدعم الإقليمي والدولي للسودان لتمكينه من معالجة مجمل التحديات التي يواجهها وعبور المرحلة الانتقالية بشكل يلبي تطلعات كافة أطياف ومكونات الشعب السوداني، بما في ذلك عبر الدعوة إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وحشد المساعدات الاقتصادية والإنمائية له، وتطبيع علاقته بمؤسسات التمويل الدولية، والعمل على إعفائه من أعباء ديونه الخارجية.  

وأضاف المصدر المسئول أن أبو الغيط والوزير الفنلندي ناقشا أيضاً مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، وسبل الدفع بالجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، والحاجة إلى التصدي للتدخلات الإقليمية في الشئون الداخلية للدول العربية، والارتقاء بمستوى علاقات التعاون بين الجامعة والاتحاد الأوروبي في شتى المجالات ذات الأولوية المشتركة للجانبين.

من جانبه، أعلن تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات في البلاد رفضه للحصانة المطلقة للمسؤولين أثناء المباحثات، مؤكدا أنه موافق على الاتفاق السياسي، ولكنه يتحفظ على بند نسبة مشاركة النساء والشباب.
وتابع متحدث باسم التجمع خلال مؤتمر صحفي اليوم بالخرطوم تعليقا على الوضع الراهن: "ليس لدينا أي تعليق على المسار السياسي الذي اتفق عليه بين التغيير والعسكري"، وأضاف: لكننا "لن نوقع على أي اتفاق لا يرضي تحقيق السلطة المدنية التي يريدها الشعب".

وفي السياق ذاته، استقبل سامح شكري وزير الخارجية المصري الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأفريقي، اليوم الثلاثاء، وزير خارجية فنلندا والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي حول السودان بيكا هافيستو، حيث تناول اللقاء سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في السودان.

وفيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، تناول اللقاء جهود مكافحة ظاهرة الإرهاب، حيث اتفق الوزيران على أهمية الاستمرار فى مواصلة العمل المشترك لمكافحة تلك الظاهرة التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء العالم، وتُمثل التحدي الأكبر لجهود تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية. كما أكدا على أهمية توحد المجتمع الدولى في مواجهة أنشطة التنظيمات الإرهابية عبر جهود شاملة وطويلة الأمد لتجفيف منابع تمويلها والحد من قدرتها على استقطاب وتجنيد مزيد من الشباب.

تناولت المحادثات مناقشة الأوضاع في السودان، حيث استعرض شكري تفاصيل الجهود المصرية ذات الصلة بتحقيق الاستقرار هناك في ضوء رئاستها للاتحاد الأفريقي، وتقييمها للأوضاع في ضوء اتصالات مصر مع كافة الأطراف السودانية من أجل المساعدة في تحقيق تطلعات الشعب السوداني، بحسب بيان الخارجية المصرية.

وفي تصريح للمستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أوضح أن الوزير شكري رحب بالوزير الفنلندي في زيارته الأولى لمصر كوزير لخارجية فنلندا وفي مستهل جولته بالمنطقة كممثل خاص للاتحاد الأوروبي حول السودان، مشيراً إلى أهمية علاقات التعاون القائمة بين البلدين، ومعربا عن أطيب تمنياته لفنلندا في ضوء توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى.

وأضاف حافظ، أن الوزيرين تطرقا خلال اللقاء إلى سبل تطوير مجمل العلاقات الثنائية خلال الفترة القادمة، حيث أشار الوزير شكري إلى النتائج الإيجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، والمزايا التي توفرها مصر للمستثمرين الأجانب في ضوء عضويتها بالعديد من التجمعات الاقتصادية بالقارة الأفريقية، فضلاً عن إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية مؤخراً. كما أكد الوزير شكري على أهمية العمل من أجل زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، بما يرقى لمستوى العلاقات الثنائية الوطيدة بين الجانبين، بالإضافة إلى أهمية التعاون في مجال التعليم وبناء القدرات خاصة في ضوء سعي مصر لتطوير نظام التعليم بها، بجانب التعاون في مجال السياحة لزيادة أعداد السائحين الفنلنديين الزائرين لمصر.

ومن جانبه، أكد وزير خارجية فنلندا على الأهمية التي توليها بلاده لتعزيز العلاقات مع مصر، مشيراً  إلى ضرورة العمل على مواصلة الارتقاء بالتعاون بين البلدين في المجالات المختلفة إلى آفاق أرحب، سواء على المستوى الثنائي أو فيما يتعلق بالتشاور حول كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما يحقق مصالح البلدين.

هذا، وتناولت المباحثات الأوضاع في كل من اليمن وسوريا وجهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.