جيفري يَمْثُل أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس ومنطقة شمال وشرق سوريا على رأس أجندة الجلسة

في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، تحدث مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، جيمس جيفري، عن آخر التطورات التي تشهدها الساحة السورية والإستراتيجية الأمريكية تجاه القضايا الأساسية في سوريا.

مَثُلَ مبعوث الولايات المتحدة في سوريا، السفير جيمس جيفري، اليوم الأربعاء، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي (الكونغرس)، لمناقشة ما وصفه أحد أعضاء الكونغرس بالتحدي السياسي الأكثر تعقيدًا الذي تواجهه الولايات المتحدة - وهو الصراع السوري والمصالح المتضاربة لحلفاء واشنطن داخل سوريا.

وقال جيفري إن المحادثات مستمرة حول المنطقة الآمنة المقترحة والتي تهدف إلى منع الصراع بين اثنين من هؤلاء الحلفاء - تركيا والقوات الكردية التي ساعدت التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش".

وأشار جيفري إلى أن معايير الولايات المتحدة للمنطقة الآمنة يبدو أنها تتعارض مع المطالب التركية، مما يعني أن احتمال الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين لا يزال يبدو بعيد المنال.

ومن جانبه، قال رئيس اللجنة، النائب إليوت إنجل، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "لم يخف رغبته في توسيع السيطرة التركية داخل سوريا."

وتطرق إنجل إلى تهديدات الرئيس التركي المتكررة بشن عملية عسكرية ثالثة عابرة للحدود في الأراضي السورية الشمالية التي تسيطر عليها القوات الكردية، واصفاً التهديدات التركية بمحاولة عدوانية خفية لقمع الكرد حيث قال: "كثيرون يرون في التهديدات التركية بشن عملية ثالثة محاولة خفية لقمع الكرد، وانا أيضاً أشاركهم في رؤيتهم."

وانتقد انجل، قيام الإدارة الأمريكية بإظهار الضعف بالتخلي عن الوجود في سوريا وحماية الحلفاء في شرق الفرات، حيث قال إن مغادرة أمريكا دون رسم مشهد للانتقال السياسي يعني عودة الفوضى والموت إلى البلاد.

وفي معرض إجابته على سؤال أحد أعضاء اللجنة حول علاقة واشنطن بحلفائها على الأرضي وإذا ما كانت قد تزعزعت نتيجة لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في كانون الأول الفائت والقاضي بسحب كافة الجنود الأمريكيين من الأراضي السورية.، قال جيفري إن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا على الرغم من دعوة ترامب في كانون الأول الماضي لسحب جميع القوات الأمريكية من المنطقة.، مؤكداً على القرار أسيء تفسيره من قبل الكثيرين الذين فسروا كلمات الرئيس الأمريكي على نحو خاطئ.

وأضاف السفير أن ترامب لم يكن يقصد قط الانسحاب الشامل، ولكنه بدلاً من ذلك كان يهدف إلى تسليم العمليات البرية إلى قوات التحالف في التحالف ضد داعش، وهو ملتزم الآن بترك قوة متبقية في شمال سوريا بناءً على طلب من حلفائه.  وأضاف؛ "الرئيس كان واضحاً في إعلانه بأنه سيسحب القوات المقاتلة (فيزيائياً) على الأرض بعد هزيمة تنظيم داعش، وأن شكل مهام القوات هو ما سيتغير، "والرئيس كان يعتقد أن بعض حلفائنا الآخرين من الناتو سيحلو مكاننا، ولكن هذا لم يحدث واشترطت القوى الغربية الأخرى بقائنا لتبقى". مؤكداً؛ لم نتحدث أبداً عن سحب قواتنا الجوية من سوريا ولم نقل أبداً أننا سنسحب القوات الجوية التي تحمي شمال شرق البلاد، وكان الرئيس ترامب حين زار العراق بشكل مفاجئ قال إننا سنبقى نستعين بقوات المنطقة لنحافظ على الاستقرار في العلاقة مع الكرد.

المنطقة الآمنة

وخلال الجلسة تطرق جميع أعضاء اللجنة إلى منطقة شمال وشرق سوريا الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري. وقال أعضاء اللجنة إن وحدات حماية الشعب حليف أساسي للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب ضد الإرهاب "ويتوجب على واشنطن حمايتهم".

وقال السفير جيفري خلال إجابته على سؤال وجهته اللجنة حول الخطط الأمريكية لحماية وحدات حماية الشعب والمناطق الواقعة تحت سيطرتها من أي عدوان تركي محتمل: "نحن نحاول أن نلعب دور توفيقي ونقنع (قسد) وتركيا بعدم التصعيد، حيث نأخذ بعين الاعتبار قلق الأتراك، ولكن أيضاً سنحافظ على أمن حلفائنا".

وأضاف جيفري بأن واشنطن تحاول إقامة منطقة آمنة لحماية المنطقة وقال: "نحاول إقامة منطقة آمنة لم نحدد أبعادها بعد، لكن ستكون القوات المحلية من يشرف عليها، وستملك فيها تركيا نقاط مراقبة، وستملك أمريكا أيضاً كلمة فيها".

الأهداف الأمريكية في سوريا

وعن أهداف أمريكا في سوريا قال جيفري: "الآن لدينا تقريباً خمس مجموعات مسلحة تنشط في سوريا وهي (تركيا روسيا أمريكا ودمشق) ومن الجو إسرائيل."

وقال إن أهداف أمريكا هي هزيمة تنظيم "داعش" وعدم السماح لها بالعودة، وإخراج القوات الإيرانية من الأراضي السورية والدفع لحل سياسي كما "نريد من كل جهة ندعمها أن تتحمل مسؤوليتها بالتشارك معنا في هذه الأهداف وخاصة مقاتلة التنظيم وعدم السماح لإيران بالحصول على مكاسب من سوريا".

وقال جيفري إن وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، أجرى اجتماعاً "مثمراً" مع بوتين والمواقف حول سوريا باتت "أقرب مما مضى".

وأضاف جيفري أن واشنطن تتعاون مع كل المجتمع الدولي لاستمرار تطبيق الضغوطات على نظام الأسد.

وعن إدلب قال جيمس جيفري: إن التعاون التركي - الروسي أدى إلى هذه المعركة، وتحاول واشنطن أن تساعد في تجنيب المدنيين مأساة الحرب. وعن الأنباء حول هجوم كيميائي في إدلب، قال جيفري أن الولايات المتحدة لم تتمكن من تأكيد الحادثة.