ترحيب دوليّ واسع بقمّة ترامب-كيم جونغ وتحذير إيراني!

اكتست القمّة التاريخية بين ترامب وكيم جونغ أهمّية كبيرة ولاقت ترحيباً دولياً, حيث اعتبرها البعض "بدايةً لحلّ شامل" فيما يتعلّق بالأسلحة النووية, وخطوة تمهّد لإحلال السلام, بخلاف إيران التي وجّهت تحذيرات لكوريا الشمالية بعدم قبول أيّ اّتفاقٍ مع أمريكا.

وسط ترحيب دولي بالقمّة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية, كيم جونغ اون, حذّرت إيران بيونغ يانغ من قبول أيّ اتّفاقٍ مع واشنطن, في الوقت الذي عبّرت فيه كوريا الجنوبية عن ارتياحها من لقاء الزعيمين, فيما شدّدت موسكو على أنّ أهمّية الاتّفاق بين الجانبين تكمن في التفاصيل.

وأشاد كلّ من ترامب وكيم جونغ ب"القمّة التاريخية" التي عُقدت بينهما اليوم الثلاثاء في سنغافورة, حيث اكتست أهمّية كبيرة كونها أوّل لقاء يجمع بين رئيس أمريكي وزعيم كوريّ شمالي, فيما اعتبر مراقبون أنّ تفاصيل الاتّفاق الرئيسية لم تشمل الترسانة النووية لكوريا الشمالية برمّتها, الأمر الذي يولّد قلقاً بشأن فترةٍ شاقة من المفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن.

وينظر متابعون للشأن الكوري الشمالي إلى الاتّفاق بين الجانبين بقلقٍ كبير, على خلفية أوضاع حقوق الإنسان المتردّية في بيونغ يانغ, والتي قال ترامب إنّه ناقشها مع كيم جونغ, مستدركاً أنّ هذه المسألة "صعبةٌ جدّاً".

وذكرت مصادر مطّلعة أنّ كيم جونغ وافق على نزع "كامل الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية", الموضوع الذي كانت بيونغ يانغ تطرحه, ولا يلبي مطلب الولايات المتّحدة الأمريكية بتخلي كوريا الشمالية عن ترسانتها النووية, والنقطة التي أثارت تساؤلاً ردّ عليه ترامب في مؤتمرٍ صحفي أعقب اللقاء بالقول: "لقد باشرنا بالعملية" مؤكّداً أنّها "ستبدأ سريعاً جدّاً", مضيفاً "هناك عملية تحقيق ستشمل العديد من الأشخاص", دون إيضاح تفاصيل دقيقة.

ووصفت وسائل إعلام كورية جنوبية اللقاء بين ترامب وكيم جونغ ب"محادثات القرن", كما بادرت جهات رسمية  إلى الترحيب بالاتّفاق بين واشنطن وبيونغ يانغ, حيث قال قال الرئيس مون جاي ان: "نأمل في أن تكون القمّة بداية النجاح في نزع كامل السلاح النووي وتأسيس عصرٍ جديد ينعم بالسلام", فما اعتبرها رئيس الوزراء الياباني, شينزو آبي بأنّها "خطوةٌ باتّجاه حلّ شامل".

من جهتها, وصفت روسيا التقارب بين كوريا الشمالية والولايات المتّحدة ب"الإيجابي", وأشارت على لسان نائب وزير خارجيّتها, سيرجي ريباكوف أنّ موسكو "مستعدّة للمساهمة في تنفيذ ما تمّ الاتّفاق عليه بين الجانبين (ترامب وكيم جونغ) فيما يتعلّق بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية", معرباً في الوقت ذاته عن "أمل بلاده بتسوية الأزمة النووية التي تفتح الأبواب أمام التعاون الاقتصادي", وفقاً لما نقلته وسائل إعلام روسية.

وأوضح الباحث في معهد الأزمات الدولية بواشنطن, مايكل كوفريغ  أنّ اللقاء التاريخي بين دونالد ترامب وكيم جونغ اون هو "انتصارٌ كبير للزعيم الكوري الشمالي" منوّهاً أنّ والد كيم وجدّه كانا "يحلمان بلقاء رئيسٍ أمريكي", كما أضاف أنّ القمّة تشكّل"نقطة إيجابية لأمريكا والمجتمع الدولي" فيما يتعلّق بالمفاوضات, التي اعتقدَ بأنّها ستكون "شاقة وطويلة".

تجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من المحلّلين ينظرون إلى قمّة سنغافورة على أنّها تُقارن بقمّة الرئيس الأمريكي الأسبق, رونالد ريغن مع الزعيم السوفيتي, ميخائيل غورباتشوف في ريكيافيك, وأيضاً زيارة ريتشارد نيكسون إلى الصين في العام 1972.