بوادر إنفراج في السودان.. المجلس العسكري يجلس مع قادة الاحتجاجات ويعفو عن معتقلين

عبّر عديد من السودانيين عن ارتياحهم لاستئناف المفاوضات المباشرة بين المجلس العسكري في السودان وقوى الحرية والتغيير، وسادت التعليقات الايجابية مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.

وعقد المجلس العسكري الانتقالي وقوي اعلان الحرية والتغيير مساء الأربعاء بأحد فنادق الخرطوم جولة مفاوضات مباشرة بحضور مبعوث الاتحاد الأفريقي والوسيط الإثيوبي استمرت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم. فيما تواصلت "مواكب تسليم السلطة" في صورة مسيرات تميزت بالسلمية والهدوء بمشاركة آلاف المطالبين بالحكم المدني.

واوضح مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ليباد في تصريح صحفي أن "حوارا مسؤولا وصريحا قد جري في جو سادته روح الوطنية والاهتمام الكبير بالوضع السياسي الراهن واهتمامات الشعب السوداني".

وأفاد بليباد أن الطرفين اتفقا على جملة من القضايا ذات الأهمية وقررا مواصلة المفاوضات غدا حول قضايا أخرى لافتا إلي أنه تقرر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ذوي الصلة بالأحداث السياسية الاخيرة.

وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير، إنها مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع المجلس العسكري الانتقالي بشأن قيادة المجلس السيادي الذي من المقرر أن يتولى قيادة البلاد حتى إجراء الانتخابات. وأكدت أن المحادثات تأتي استجابة لدعوة الوسيط الإفريقي الإثيوبي، وستستمر لثلاثة أيام، كما طالبت الحكومة بالإفراج عن السجناء السياسيين.

وذكر التلفزيون الرسمي في السودان أن المجلس العسكري الإنتقالي أصدر عفوا عن 235 معتقلا من حركة تحرير السودان. وكان نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي التقى رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي في العاصمة التشادية أنجمينا، مؤكدا إنه سيطلق سراح الأسرى في بادرة حسن نية للتوصل الى اتفاق سلام مع هذه الفصائل المسلحة.

وفي أول إنتخابات رمزية تشارك بها قوى إعلان الحرية والتغيير، اكتسحت قائمة لقوى الحرية والتغيير انتخابات الجمعية العمومية لمزارعي مشروع الرهد الزراعي في القضارف، حسبما ذكرت صحيفة الانتباهة السودانية اليوم. وفازت القائمة برئاسة الاتحاد بقيادة عضو الحرية والتغيير والأمين العام لاتحاد مزارعي الرهد السابق أحمد إبراهيم العربي في الانتخابات على قائمة كاملة لقيادات بحزب المؤتمر الوطني السابق يقودها رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس التشريعي للولاية سابقا محمد يوسف حاج عمر والقياديان البارزان بالمؤتمر الوطني حسين الشوبلي ومحمد عثمان الزبير.

وتحدثت تسريبات بالصحف السودانية عن أسماء وصفات المرشحين لمجلسي السيادة والوزراء، بمن فيهم رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس المجلس السيادي وعدد من أعضاء المجلس السيادي. وأشارت تلك التسريبات إلى أنه تم الاتفاق على الدكتور عبدالله حمدوك لمنصب رئيس الوزراء، وذلك بسبب خلفيته الاقتصادية وعلاقاته الدولية استنادا إلى عمله في عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.

تحذيرات من عودة الإسلاميين

حذّر رئيس حزب الأمة السوداني المُنشق، مبارك الفاضل المهدي، من عودة الإسلاميين إلى السلطة في السودان مع استمرار الخلافات والصراعات بين قِوى المعارضة والمجلس العسكري الانتقالي الحاكِم، وذلك خلال حوار لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

وقال إن "النظام القديم يعمل على إذكاء الفتنة والاقتتال بين الأجهزة العسكرية حتى يتسنى له الاستيلاء على السلطة مرة أخرى".

واعتبر أن الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه قوى الحرية والتغيير، كان الحملة التي شنتها على المجلس العسكري وقوات الدعم السريع بعد أحداث فضّ الاعتصام بالخرطوم التي خلّفت ما لا يقل عن 128 قتيلًا، واتهمت فيها الأجهزة الأمنية، وحوّلت شراكة الطرفين إلى عداء، وصرفت الأنظار عن نظام البشير ورموزه.

ويأتي ذلك فيما شهدت مدينة نيامي عاصمة النيجر اليوم افتتاح الدورة العادية الـ35 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي على مستوى وزراء الخارجية، فيما بقيت عضوية السودان معلقة بالمنظمة، حيث أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري رئيس الاجتماع على أهمية دعم السلم والأمن في القارة من خلال مبادرة "إسكات البنادق"، موجهاً رسالة واضحة لكل الأطراف المتناحرة في مختلف الدول الأفريقية بضرورة وقف الاقتتال وسفك الدماء، داعياً إلى إكمال مسيرة التنمية والبناء، وتجنب ما يرتبط بحالة عدم الاستقرار وغياب السلم والأمن من انتشار ظواهر الإرهاب والهجرة غير الشرعية والإتجار في البشر.

وفي سياق ذي صلة، أعلنت شركة طيران الإمارات، اليوم، عن استئناف رحلاتها إلى العاصمة السودانية الخرطوم بدءا من الاثنين القادم بعد أن أوقفتها في أوائل حزيران / يونيو الماضي.