اليونان تتحدى تركيا بورقة الاتفاق البحري مع مصر والتعاون العسكري مع الإمارات

وجه رئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس، رسالة تحدي إلى تركيا، ملقيا الضوء على الاستفزازات الأخيرة التي تقوم بها تركيا عبر الإبحار في مناطق تعتبرها اليونان مناطق اقتصادية خاصة بها.

وقال رئيس الوزراء اليوناني في مقابلة نشرتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية يوم الجمعة، "هناك اختلاف مع تركيا حول مناطق نفوذنا المائية، وقلنا لتركيا أنه يجب علينا الجلوس والنقاش كجيران متحضرين، وإذا لم نتمكن من التوصل لحل بيننا نحن الاثنين، فيمكنا أخذ المسألة دوما إلى المحكمة الدولية، ولكن ما لا يمكننا التساهل به هو النشاطات الأحادية من قبل تركيا والحصول على ما نعتبره مناطق اقتصادية حصرية لليونان..".

وتابع رئيس الحكومة اليونانية: "أن تقوم تركيا بتحدي ذلك عبر إرسال ليس فقط سفينة استكشاف بل أيضا عددا من القطع البحرية العسكرية إلى المنطقة، وهذا يهدد بتصاعد سريع للتوتر، وكان هناك حادث الأسبوع الماضي حيث تصادمت سفينتان وهذا بالضبط ما لا نريد رؤيته في المنطقة، وبالطبع سندافع دوما عن حقوقنا السيادية..".
وأضاف: "رسالتي لتركيا بسيطة للغاية: أوقفوا الاستفزازات ولنبدأ بالحوار كجيران متحضرين، أنهينا مؤخرا اتفاقا مهما للغاية مع مصر بموجبه حددنا مناطق النفوذ المائية وهذه اتفاقية يمكن استخدامها كأساس لاتفاقات أخرى في المنطقة ولكن بالطبع هذا لا يمكن أن يحدث إذا كنا سنواجه بين الحين والآخر نصف الأسطول التركي يبحر في بحر ايجة أو شرق المتوسط، هذه ليست الطريقة للقيام بالسياسات الخارجية..".
وذكر تقرير لموقع "ميدل إيست أونلاين" أن الإمارات تسعى لتدعيم شراكتها العسكرية مع اليونان وذلك بعد التهديدات التي وجهها وزير الدفاع التركي خلوصي اكار الذي هدد الشهر الماضي باستهداف الإمارات ومحاسبتها وذلك عقب الجهود الإماراتية في الدفاع عن الامن القومي العربي من الهيمنة الأجنبية واصرار ابوظبي على مواجهة كل التدخلات الإقليمية الراغبة في رهن السيادة الوطنية لعدد من الدول العربية.
كما ياتي هذا التعاون العسكري في ظل تعاون مماثل بين اثينا والقاهرة لمواجهة التهديدات التركية شرق المتوسط. والاسبوع الجاري وافق مجلس النواب المصري، الثلاثاء في جلسته العامة، بشكل نهائي على الاتفاق المبرم بين مصر واليونان بشأن ترسيم الحدود البحرية والذي أثار حفيظة تركيا مؤخرا.
وفي سياق متصل، قال مسؤولون في اليونان، ليوم الجمعة، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتزم إرسال طائرات حربية لجزيرة كريت جنوبي البلاد للمشاركة في تدريبات عسكرية مع القوات الجوية اليونانية.
وأعلن وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الجمعة في تغريدة أنه تحدث عبر الهاتف الى نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بشأن التعاون الثنائي والمسائل الإقليمية والوضع في شرق البحر المتوسط.
وأوضح المسؤولون اليونانيون، حسبما ذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية اليوم، أنهم يتوقعون وصول ما بين طائرتين إلى 4 طائرات إماراتية إلى قاعدة سودا البحرية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأضاف المسؤولون اليونانيون أن هذه الطائرات سوف تُجري تدريبات ومناورات مشتركة مع القوات الجوية اليونانية الأسبوع القادم.
ووفق ما أفاد مصدر عسكري يوناني انه من المنتظر ان ترسل دولة الإمارات إلى اليونان مقاتلات من طراز "اف 16" للمشاركة في تدريب عسكري مع القوات الجوية اليونانية من المقرر أن يجري الأسبوع المقبل. وقال المصدر من دون كشف اسمه إن الطائرات الإماراتية ستُرسل إلى قاعدة على جزيرة كريت (جنوب). مؤكدا أن هذا التدريب يندرج "في إطار التعاون بين وزارات الدفاع والخارجية في البلدين".
وتأتي تلك التحركات وسط غضب تركي من الاتفاق البحري بين اليونان ومصر، وقالت الحكومة اليونانية يوم الخميس إنها تعتزم التصديق على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع مصر وهو الاتفاق الذي أثار غضب تركيا وسط تحركاتها الاستفزازية للاعتداء على حقوق قبرص واليونان في المنطقة الغنية بموارد الطاقة.
وذكرت هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني اليونانية في بيان صحفي يوم الخميس، أن قائد القوات المسلحة اليونانية ناقش التطورات في شرق البحر المتوسط يوم الخميس مع نظيريه المصري والإماراتي.
ودعمت أبوظبي الاتفاق المصري-اليوناني الذي أطاح بأطماع أردوغان في المتوسط، وأكدت دولة الإمارات أن اتفاق تعيين الحدود البحرية بين مصر واليونان خطوة مهمة لترسيخ دعائم الاستقرار في منطقة شرق المتوسط.
وفي سياق متصل بالتوترات التركية اليونانية، وصلت السفينة الحربية الأمريكية، هيرشيل وودي ويليامز، إلى جزيرة كريت اليونانية أمس الخميس، ولم تثر الخطوات التركية الأخيرة حفيظة الولايات المتحدة وحدها، بل كذلك فرنسا ورئيسها، إيمانويل ماكرون، الذي أرسل طائرتي رافال وسفينة حربية إلى البحر الأبيض المتوسط.
وعلى الرغم من الدعم الفرنسي والأمريكي لأثينا ونيقوسيا، هاجمت البلدين العضوين بالاتحاد الاوروبي، سلوك الاتحاد "المهادن" فيما يتعلق بمواجهة الاعتداءات التركية. وخلال الاسبوع الماضي، اتهمت قبرص تكتلها الأوروبي بالافتقار إلى الشجاعة أمام الاستفزازات والتحركات العدوانية التي تمارسها الدولة التركية في شرق البحر المتوسط من خلال التنقيب غير الشرعي عن الغاز.