واقع الحراك الثقافي في منطقة كركي لكي

تطور الحراك الثقافي والفني في منطقة كركي لكي خلال السنوات الخمسة المنصرمة مع بدء ثورة روج آفا،

 تطور الحراك الثقافي والفني في منطقة كركي لكي خلال السنوات الخمسة المنصرمة مع  بدء ثورة روج آفا، وانتشرت مختلف المؤسسات الثقافية والفنية التي تساهم في الارتقاء بالواقع الثقافي في المنطقة من خلال تنظيم مختلف النشاطات والفعاليات الثقافية.

عانى الحراك الثقافي والفني في جميع مناطق روج آفا من سياسات القمع والإنكار التي مارسها النظام البعثي على مدى عقود من الزمن، وانحصرت الأنشطة الثقافية على جملة النشاطات التي نظمتها الفئة المثقفة سراً وبعيداً عن أعين أجهزة النظام.

مع بدء ثورة روج آفا وانطلاق ثورة 19 تموز وتحرير مناطق روج آفا من النظام البعثي شهد القطاع الثقافي والفني كغيره من القطاعات والميادين ثورة ونشاطاً ملحوظاً تمثل في تأسيس مختلف المؤسسات والتنظيمات الثقافية التي ساهمت بدورها في تنظيم مختلف النشاطات الثقافية والفنية والارتقاء بالواقع الثقافي والفني.

الحراك الثقافي في منطقة كركي شهد تطوراً خلال الأعوام المنصرمة وتشرف العديد من المؤسسات على تنظيم وتنشيط هذا الحراك الثقافي مثل مركز حركة الثقافة والفن ومكتب هيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة وفرع اتحاد مثقفي مقاطعة الجزيرة في كركي لكي.

حركة الثقافة والفن

يعود تاريخ تأسيس حركة الثقافة والفن في منطقة كركي لكي إلى أعوام الثمانينيات من القرن الماضي حيث تأسست وقتها فرق فنية للغناء والمسرح والرقص الفلكلوري تضم حوالي 25 عضواً يتلقون تدريباتهم وتمارينهم الفنية بشكل سري في منازل الأهالي جراء القمع الذي مارسه النظام البعثي وقتها ضد أعضاء الفرق، وشاركت هذه الفرق في إحياء العديد من المناسبات وخاصة أعياد نوروز.

وبحسب الإداري في مركز آرام تيكران للثقافة والفن حسام عزيز فإن العديد من أعضاء الفرق تعرضوا وقتها للملاحقة والاعتقال من قبل أجهزة النظام.

الطفرة الكبيرة في نشاطات حركة الثقافة والفن بدأت منذ عام 2013 بافتتاح مركز آرام تيكران للثقافة والفن في بلدة رميلان ليصبح مركزاً لجميع نشاطات حركة الثقافة والفن في منطقة كركي لكي. وتوسعت الفرق الفنية ليصل عدد الأعضاء حالياً إلى 130 عضواً موزعين على مختلف الفرق الفنية وهي الفرق الموسيقية (سرهلدان وآلنيا الخاصة بالمرأة، وبيمان وجكدار ونوجان للموسقا وفرقة برفا جيا للأطفال). وفرق الرقص (الشهيد كولان زلال وفرقة دلجين نيركز للاطفال)، والفرق المسرحية (الشهيدة هيفي والشهيد يكتا للأطفال”.

وتنظم حركة الثقافة والفن من خلال مركز آرام تيكران العديد من النشاطات والفعاليات الفنية في مختلف المناسبات والأعياد إضافة إلى تنظيم عروض فنية في المدارس والقرى والأحياء لتعزيز التراث والثقافة الكردية، وكذلك إقامة فعاليات الأسبوع الثقافي وإقامة معارض للفن التشكيلي. وسجلت فرق الغناء حتى الآن 4 أغاني مصورة كما شاركت في مختلف المهرجانات التي نظمت على مستوى مقاطعة الجزيرة.

وبهدف نشر الحراك الثقافي في الأرياف بادرت حركة الثقافة والفن إلى افتتاح مراكز ثقافية في قرية ديرنا آغي وكذلك في بلدتي جل آغا وتل كوجر.

مكتب هيئة الثقافة في كركي لكي

افتتح مكتب هيئة الثقافة في بلدة رميلان في آب 2014 للإشراف على نشاطات الهيئة في منطقة كركي لكي.

الرئيسة المشتركة لمكتب هيئة الثقافة في بلدة رميلان أفين خالد قالت إن المكتب يشرف على تنظيم وترخيص النشاطات الثقافية المختلفة من خلال منح تراخيص لافتتاح المكاتب والمراكز إضافة إلى ترخيص النشاطات الثقافية بالتعاون مع قوات الاسايش لتأمين الحماية والأمن. وتشرف على تنظيم مختلف الحراك الثقافي في المنطقة وإقامة المعارض الفنية ومعارض الكتب الكردية.

وبحسب أفين خالد فإن المكتب نظم أيضاً العديد من المحاضرات والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية، إضافة إلى تنظيم محاضرات في الكومينات والمدارس والإشراف على تشكيل لجان ثقافية ضمن الكومينات. كما نظم المكتب جولات على مكاتب الكتب في المنطقة للاطلاع على أوضاع هذه المكاتب وتأمين مستلزماتها.

اتحاد المثقفين في كركي لكي

تأسس فرع اتحاد مثقفي مقاطعة الجزيرة في كركي لكي عام 2015 بعد الكونفرانس الأول لاتحاد مثقفي مقاطعة الجزيرة. وفي عام 2016 افتتح مركز فرع اتحاد مثقفي مقاطعة الجزيرة في كركي لكي خلال مراسم حضرها العشرات من المثقفين.

وينضم إلى الاتحاد العشرات من المهتمين بالشأن الثقافي من الشعراء والكتاب والأدباء وكذلك الأكاديميين. وتشرف على نشاطات الاتحاد هيئة إدارية تضم 3 أعضاء إضافة إلى لجان النشاطات، الإعلام، المالية ولجنة المتابعة، ليصبح الاتحاد متنفساً ومنبراً لجميع المثقفين والمبدعين لعرض نتاجاتهم الثقافية.

الإداري في فرع اتحاد مثقفي مقاطعة الجزيرة في كركي لكي برادوست ميتاني قال إن الاتحاد ينظم نشاطات نصف شهرية وشهرية دورية “ينظم الاتحاد أمسيات شعرية نصف شهرية يشارك في كل أمسية شاعرين من المنطقة حيث يلقون قصائدهم ومن ثم يتم تقييمها من قبل الحضور مما يساهم في رفع المستوى الإبداعي لدى المشاركين. كما يتم تنظيم ندوة شهرية حول قصة أو ملحمة شعبية كردية قديمة”.

وبحسب ميتاني أيضاً فإن الاتحاد ينظم مختلف المحاضرات الثقافية والفكرية والتاريخية للرقي بالواقع الثقافي في المنطقة وتشجيع المواهب الأدبية خاصة بين جيل الشباب.

 

...