روح جميل هورو يحيى في حفيده

ورث الغناء من والده وجده الفنان الراحل جميل هورو، يغني أغاني فلكلورية تراثية نابعة من رونق تاريخ الشعب الكردي، كما وألف أغنية عن روج آفا.

ورث الغناء من والده وجده الفنان الراحل جميل هورو، يغني أغاني فلكلورية تراثية نابعة من رونق تاريخ الشعب الكردي، كما وألف أغنية عن روج آفا.

أحمد حنيف هورو البالغ 11 ربيعاً يقطن في كنف عائلة فنية مؤلفة من 9 أفراد، ورث الغناء من والده وجده الفنان الراحل جميل هورو، يعزف على البزق ويدرس في الصف الرابع من المرحلة الابتدائية.

هكذا بدأت مسيرته الفنية

وبدأت مسيرة الطفل أحمد الفنية عندما لاحظ الأب في صوته وجود خامة لجده جميل هورو، وذلك من خلال أداء أحمد لأغاني جده جميل هورو حينما كان يسمع من أبيه أغاني لجده، حيث اكتشف الأب وجود نبرة صوت جميل هورو في حنجرة ابنه، وقام بتعليمه الأغاني الفلكلورية من تأليف والده إلى أن تعلم أحمد عدة أغاني من أغاني جده.

عندما كان أحمد في الرابعة من عمره ألتقط بعض الكلمات من المقطوعات الغنائية الذي ألفها جده الفنان الراحل جميل هورو وكان يقوم بغنائها مع والده في المنزل، مثل أغنية “زينبه”.

بعد الاكتشاف بدأ التعلم وانضم لمعهدي آريا وآديك

بعد اكتشاف الأب صوت ابنه أحمد الجميل القريب من خامة جده، بدأ بتعليمه على كيفية أداء الأغاني الفلكلورية التي كان يغنيها جده، وعلى هذا الأساس بدأ أحمد بتعلم الأغاني التراثية وإتقانها فيما بعد ليصبح أحمد ذو صوت رائع يتقن جميع الأغاني الفلكلورية الذي يصعب تعلمها على طفل في السن الرابعة، مثل أغنية “dura ciyaye kurmenc”.

ولحماية صوته بادر الأب بتسجيله في معهد آريا للموسيقى والغناء، والذي يعتبر المعهد الأول الذي افتتح في روج آفا في الربع الأخير من عام 2012 بناحية جندريسه، فبدأ أحمد الدوام في المعهد، وتلقى دروساً عن الغناء وأصبح يتعلم أكثر وأكثر الأغاني الفلكلورية، ثم ارتداد أحمد معهد آديك للعزف على آلة البزق أيضاً.

كل هذا ولم يكتفي الطفل أحمد في بحثه عن تراث جده ووالده الغنائي ليساهم في إحياء التراث الكردي من جديد، ليجد بعضاً من مبتغاه في فرقة روسيل للغناء التابعة لحركة الثقافة والفن الديمقراطي بمقاطعة عفرين، حيث قدم مع الفرقة العديد من الأغاني في عدة حفلات ومهرجانات.

وبعد العروض التي قدمها أحمد والتدريبات التي تلقاها في المعهد وفرقة روسيل وبمساعدة من والده ألف أغنية تحمل عنوان “ROJAVA AX ROJAVA”، وقدمها في عدة حفلات حيث حازت هذه الأغنية نجاحاً كبيراً.

ويقول حنيف جميل هورو عن نجله أحمد: “أبني عندما كان يستمع إليّ وأنا أغني كان يتعلم ويلتقط كلمات الأغنية، ثم يرددها في المنزل عندما كان يلعب. فلاحظت أنه يمتلك صوت رائع يشبه صوت أبي الراحل، ولكي لا تضيع هذه الموهبة النادرة بين مجتمعنا، قمت بتدريبه على حفظ أغاني والدي القديمة والفلكلورية وهو في السن الرابعة من عمره”.

ونوه الإداري في معهد آديك والمعلم الموسيقي علي العيسى أن الطفل أحمد لديه إحساس لا يملكه أحد، وقال: “عندما قدم أحمد إلى المعهد رأيت في صوته حساً لا يمتلكه أي فنان من ناحية طبقة الصوت، فأردنا أن نجعل أحمد من متابعي الطريق الذي سلكه جميل هورو وغيره من الفنانين الكرد في الحفاظ على التراث والثقافة الكردية”.

والجدير ذكره أن جميل هورو من أبناء مقاطعة عفرين ولد في قرية سعرينجك التابعة لناحية بلبله عام 1934 واستقر في ناحية جندريسه إلى أن توفى عام 1989، حيث لعب الفنان الراحل دوراً بارزاً على الصعيد الكردستاني في إحياء الفن والثقافة الكردية، وغنى الملاحم القديمة أمثال “زينبه-zenebe- دورا جيايه كورمينج -dura ciyaye kurmenc، طاهير بك، لوبافو….”.