شاهوز حسن: يجب قطع يد تركيا للوصول إلى حل في سوريا

قال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD شاهوز حسن إنه بحسب الاتفاقيات المبرمة يجب على الدولة التركية أن تخرج من المنطقة وإلا فإنهم سيستمرون بمقاومتهم.

قيّم الرئيس المشرك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) شاهوز حسن هجمات الاحتلال وطرق الحل واجتماعات اللجنة الدستورية. 

وقال حسن إن الوضع الحالي في شمال وشرق سوريا هو عبارة عن فوضى وإن الأحداث التي تحصل في المنطقة متعلقة بشكل وثيق بالمشاكل في سوريا.

وأشار إلى أن "عيون القوى الداخلية والخارجية هي على منطقة روج آفا وذلك لأن هذه الأرض غنية من ناحية المصادر الطبيعية ومن ناحية الثقافة أيضاً. كما أن الحياة الديمقراطية التي بنيت في المنطقة والتجارب التي رافقتها وتأثير الكرد في المنطقة يثير غضب تركيا". 

وأفاد أن الدولة التركية أعدت خططها ومشاريعها ضد هذه الأرض منذ عام 2011 ومارست سياستها الخاصة بسوريا وفقاً لذلك. لذلك دعمت الكثير من المجموعات المرتزقة ودفعتها للهجوم على المنطقة. والدولة التركية التي لم تستطع الحصول على ما تريده عن طريق المجموعات المرتزقة من النصرة وداعش فإنها تحاول الآن احتلال المنطقة بنفسها.

ولفت إلى أن هدف الدولة التركية من هجمات الاحتلال هو إعاقة مكتسبات الكرد والقضاء على النظام الذي أسسه الكرد، العرب، السريان، الأرمن وجميع مكونات المنطقة من أجل حياة مشتركة".

المقاومة قضت على خططهم

وأشار حسن إلى أنهم يحاولون منذ البداية حل المشاكل عن طريق الحوار، وقال: "وفي هذا الإطار كانت هناك بعض التفاهمات بوساطة أمريكية لكن الدولة التركية كانت على الدوام تعد خططها من أجل احتلال روج آفا. ولهذا الهدف قامت أخيراً بالهجوم على المنطقة مع مجموعاتها المرتزقة".

وقال: "في هذه المرحلة حذرنا كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا من أن محاولات الاحتلال للدولة التركية لن تؤثر فقط على الكرد بل ستؤثر كذلك على شعوب المنطقة وستدفع سوريا نحو الفوضى من جديد. وأكدنا أنه في حال لم يتمّ التوصل إلى حل فإننا سنقاوم ضد كل أشكال الاحتلال. ومع ذلك فإن الدولة التركية رجّحت الاحتلال والمجازر. ونحن بدورنا بدأنا بالمقاومة بشكل شرعي". 

وتابع: "قضت مقاومتنا على خططهم. وخلقت مقاومتنا والدعم المحق لهذه المقاومة من قبل شعوب العالم أجندات جديدة في العالم. وهذا ما أدى إلى أن تغير الدول سياستها".

لن نقبل بوجود المحتلين أبداً

وحول الاتفاق الروسي التركي لفت حسن إلى تصريحات قوات سوريا الديمقراطية (QSD)، وقال "لم نقبل بوجود المحتلين على أرضنا. والشيء الذي وافقنا عليه هو وقف إطلاق النار فقط. وفي نفس الوقت حاولنا عن طريق اللقاءات مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية وروسيا أن نتوصل إلى حل. وأوضحنا للجميع أننا لن نقبل أبداً بخطط الاحتلال للدولة التركية تجاه شمال وشرق سوريا وبأننا سنقاوم ضدها".

واستطرد: "نحن نعتقد بإمكانية تحويل وقف إطلاق النار أو الاتفاقات إلى حوار من أجل مستقبل سوريا. وبقدوم قوات النظام إلى الحدود فإن حجة الدولة التركية بالاحتلال ستزول. ومع ذلك فإنه في حال بقاء الأتراك في المنطقة فإن شعوب سوريا ستقاوم آنذاك. 

وواصل: لم يقبل أردوغان بالاتفاق الأمريكي لأنه يريد احتلال شمال وشرق سوريا. وقلنا لكل من روسيا وأمريكا إن الأتراك لن يلتزموا بوقف إطلاق النار والاتفاقية والشيء الذي يحصل الآن يظهر هذا الأمر. فالأتراك ينتهكون على الدوام وقف إطلاق النار والاتفاقيات. 

لا يمكن تحقيق الحل دون وجود لنا في جنيف

وأشار حسن إلى اجتماعات اللجنة الدستورية السورية التي تعقد دون وجود ممثلين عن شمال وشرق سوريا فيها، وقال: "أوضحنا من قبل للعديد من المرات أن الأزمة السورية لن تحل بهذه الطريقة. في حال لم نكن موجودين في جنيف فإن الحل لن يتحقق. والمقاربة التي تقدم جزءاً من المجتمع وتقول: "هذه هي المعارضة" لا تستطيع تحقيق الحل. لا يمكن حل المشاكل الاجتماعية التي ظهرت بسبب الحرب عن طريق بعض الأطراف التي حددها البعض. في حال كان هناك حل فإن الجميع يجب أن يشارك فيه. فمن طرف هناك النظام الذي أصبح منذ 50 عاماً سبباً للمشاكل الثقافية والاقتصادية في المجتمع ومن طرف آخر هناك المجموعات التي تقف على أرجلها بفضل الدعم من بعض الدول والتي يطلق عليها اسم "المعارضة". وهذه المجموعات التي تدعمها تركيا بشكل كبير هي القوى الجهادية المتطرفة التي أجلست على أحد طرفي الطاولة تحت مسمى "المعارضة" ويحاولون بذلك إضفاء الشرعية عليها. 

وأضاف "هناك قوة ديمقراطية لم يتمّ دعوتها لكنها تمثّل الخط الثالث في سوريا. نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية غير مرتبط لا بالنظام ولا بالقوى الإقليمية. والقوة الوحيدة التي تريد سوريا ديمقراطية هي نحن لكننا غير ممثلون على الطاولة. ولأننا غير متواجدون على الطاولة فإنه لا يتمّ العثور على حل للحرب". 

وأكد أن "الجميع يعلم أن القوة الديمقراطية الوحيدة على هذه الأرض هي نحن. ومع أن هذا شيء معلوم فإن عدم وجودنا على الطاولة  يشكل فجوة كبيرة من أجل مستقبل سوريا. والمتواجدون حول الطاولة يعملون من أجل مصالحهم الخاصة لكن الإدارة الذاتية تدافع عن سوريا ديمقراطية"  

قطع يد تركيا السبيل لإيجاد حل في سوريا

وأضاف حسن "الأقاويل حول أن 'تركيا لا تقبل' هي عبارة عن حجج. فالدولة التركية بطبيعة الحال تقتلنا وتريد محونا عن الوجود. وإذا حاولنا التوصل إلى حل مع الأتراك فإنه حينذاك لن يكون هناك حل للمشكلة السورية أبداً. ونقول على الدوام أننا لن نقبل ربط هذا الوضع مع موقف الأتراك".

وأوضح: تريد تركيا وإيران وروسيا التي تشكل مجموعة آستانة أن يكون كل شيء حاصل في سوريا يتمّ تحت سيطرتهم. وبهذه المقاربة فإن الحل لن يتحقق أبداً. وبشكل خاص فإنه لا يمكن التوصل إلى حل عن طريق المقاربة الهمجية والعدائية للدولة التركية في سوريا. وإذا أراد الجميع الوصول إلى حل حقيقي فإنه يجب حينذاك قطع يد تركيا في هذه المسألة.

وقال حسن فيما يخص اتفاقهم مع قوات النظام أنه فقط يخص الحدود وأشار إلى أنهم عبّروا دوماً عن استعدادهم للحوار مع النظام.