أبلغ وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة باتريك شانهان نظيره التركي خلوصي أكار بأن أنقرة أمامها حتى 31 تموز/ يوليو للتراجع عن الصفقة التي وصفها الجانب التركي بأنها "منتهية" مع روسيا، أكد شانهان على أن هناك تصميم متوافق عليه من قبل الحزبين بالكونغرس لفرض عقوبات على تركيا بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا في حال حصول أنقرة على صواريخ "إس 400".
وقال الوزير الأمريكي إن صفقة صواريخ "إس 400" ستعيق تعزيز أو الحفاظ على تعاون تركيا مع الولايات المتحدة وحتى مع الناتو، وشدد بعبارات لا لبس فيها على أن تركيا لن تحصل على طائرة "إف 35" في حال شراء منظومة الدفاع الروسية "إس 400"، حيث كانت تركيا من ضمن الدول المشاركة في برنامج إنتاج وإستخدام المقاتلة الأمريكية المتطورة.
وقررت واشنطن وقف تدريب الطيارين الأتراك الـ 42، الذين يتدربون على استخدام المقاتلات الأمريكية، في قاعدتي "ليوك" بولاية أريزونا و"إغلين" في فلوريدا، حسبما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير حصري تضمن مضمون رسالة بعثها وزير الدفاع الأمريكي لنظيره التركي. وقال الوزير الأمريكي في رسالة إلى نظيره التركي خلوصي أكار أن "الطلبة الأتراك المشاركين في التدريب على أنظمة "إف 35" لن يستطيعوا إكمال دورات التدريب ولن نوصي بالبدء في دورات جديدة".
ويأتي ذلك فيما أعلن موسكو أن تسليم أنقرة المنظومة الروسية سيتم خلال الفترة المقبلة، وصرح رئيس مؤسسة "روستيخ" الحكومية الروسية، سيرغي تشيميزوف، بأن عملية تسليم منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" إلى تركيا ستبدأ خلال شهرين، حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية. وقال تشيميزوف لوسائل الإعلام الروسية على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي "كل شيء على ما يرام، أعتقد، في غضون شهرين سنبدأ عملية التسليم (تسليم منظمومة "إس-400). لقد حصلنا على دفعة مسبقة… وتم إنتاج المعدات. بالإضافة إلى أنه أكملنا التدريب بالفعل".
وحاولت أنقرة إقناع الولايات المتحدة بأنها ستقوم بنشر المنظومة الروسية بحدودها الجنوبية على شواطئ البحر المتوسط، وذكرت وكالة "بلومبرغ" أن تركيا تدرس إمكانية نشر منظومات الصواريخ من طراز "إس-400"، التي ستشتريها من روسيا، على سواحل شرق المتوسط في تصعيد للتوتر في المنطقة بسبب اكتشافات الغاز والنفط والاتفاقيات بين دول المنطقة التي لا تعد تركيا طرفا فيها، وسط قيامها بتحركات ضد استغلال قبرص لمواردها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالجزيرة التي تحتل تركيا شطرها الشمالي منذ العام 1974.
وبدوره، أعرب وزير الدفاع اليوناني إيفانجيلوس أبوستولاكيس، عن قلق بلاده إزاء شراء تركيا أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية من طراز "إس-400"، معتبرا إن "شراء أنقرة لهذه المنظومات، سيجبر اليونان على إعادة النظر في نظام تسلحه". وتشكو اليونان بصورة متواصلة من قيام تركيا بخرق مجالها الجوي والقيام بإستفزازات بحرية، وأكد الوزير اليوناني خلال مؤتمر نظمته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن حصول الأتراك على مقاتلات "إف-35" الأمريكية ومنظومات "إس-400" الروسية، في آن واحد، سيغير بالكامل ميزان القوى والاستقرار في المنطقة.