واشنطن بوست: تركيا تبحث عن مليارات الدولارات في ليبيا

قالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها يوم الاثنين، إن القمة التي استغرقت يومًا واحدًا تُعد أهم محاولة من أوروبا والولايات المتحدة حتى الآن لتظل معنية بليبيا بعد سنوات من المراقبة بعيدا من الخطوط الجانبية.

 

اكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، على نجاح قادة العالم في مؤتمر برلين للتوصل إلى اتفاق يحترم حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا المفروض من الأمم المتحدة، مشيرة في نفس الوقت إلى فشلهم في إقناع طرفي الصراع الليبي بالموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.

وتابع التقرير: "يبقى أن نرى ما إذا كانت الدول التي تقود أحد أكثر صراعات العالم تدميراً ستضع جانباً طموحاتها وتتوقف عن إرسال الأسلحة والمقاتلين ، بعد أن تجاهلت بشكل صارخ الحظر المفروض على الأسلحة لسنوات." 
واعتبر التقرير أن روسيا وتركيا، يعتبران في ليبيا مركزية لطموحاتهم الاقتصادية والجيواستراتيجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مضيفة أن مصر والإمارات والسعودية يروا أنه يجب دحر الإرهاب في ليبيا، بالإضافة إلى قلقهم وتحذيرهم من الدور المتزايد لتركيا في ليبيا ودعمها المتزايد للمتطرفين وإرسال المرتزقة إليها ما يهدد أمن المنطقة ويزعزع استقرارها.

ويقول الباحث بالشؤون الليبية في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن ولفرام لاشر، إن كلمات رؤساء الدول لا تهم كثيرًا في ظل إرسال الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، مضيفًا أنه لا توجد مؤشرات على تغيير سياسة الوسطاء الأجانب في الشأن الليبي.

وتقول الصحيفة، إن هناك مؤشرات ودلائل على أن الأطراف المتصارعة في ليبيا استغلت الهدنة لتعزيز مواقعها العسكرية، حيث اكتسبت ميليشيات تابعة للوفاق دعم من أنقرة بمرتزقة سوريين وأسلحة ونظام دفاع جوي تركي.

وكان حكومة الوفاق برئاسة السراج قد لجأت إلى تركيا طلبًا للمساعدة، ووافقت الأخيرة التي كانت تقدم بالفعل طائرات بدون طيار والأسلحة والمستشارين العسكريين على زيادة الدعم.

وقعت حكومة طرابلس اتفاقية مع تركيا تضمن حقوق التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، وهو ما أغضب اليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي ومصر.

وكشفت الصحيفة الأمريكية، عن رغبة أنقرة في الحصول على 18 مليار دولار من العقود المعلقة بعد سقوط الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، في 2011.

واعتبرت الصحيفة أنه رغم أن الزعماء الغربيين صوروا القمة واتفاقها على أنه خطوة للأمام، بدأت التوترات في ليبيا تتزايد، ما يلقي ظلالًا من الشك على ما إذا كانت الظروف سياسية وعلى الأرض هناك مهيأة لوقف إطلاق النار.

ولفتت الصحيفة إلى أن عدم لقاء فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، رغم تواجدهما في برلين، معتبرة أن عدم لقاءهم يؤكد العداء العميق بينهم ويهدد بتقسيم ليبيا.

وقالت ميركل في ختام المؤتمر: "الفرق بين الطرفين كبير، ولم يتحدثها مع بعضمها ولم يشتركا في نفس الغرفة خلال الاجتماع بهم".

والاتفاق الذي وقع أمس في برلين، بحضور 12 دولة و5 منظمات دولية، يهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار، من خلال مراقبة أممية خاصة أنه تقرر إرسال الاتفاق إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي شارك في المؤتمر ووقع على الاتفاق، إنه لازال هناك الكثير من العمل الذي يتعين على العالم القيام به في ليبيا، مضيفًا: "نعلم جميعًا أن مؤتمر برلين لن يحل كل أزمات ليبيا".

وتساءلت الصحيفة الأمريكية، هل ستضع الدول التي تقود الصراع في ليبيا طموحاتها جانبًا وتتوقف عن إرسال الأسلحة والمقاتلين إلى هناك؟