هسكيف الأثرية تتصدر الصحافة النرويجية والدنماركية

مدينة هسكيف التاريخية تنتظر مصيرها المحتوم بالغرق تحت مياه سد إليسو، على الرغم من رفض واحتجاجات أهالي المنطقة والأحزاب السياسية ونشطاء حماية البيئة، ومع امتلاء المياه وراء السد تم مؤخراً إزالة القبور ونقلها أيضاً.

 أدرجت الصحافة النرويجية والدنماركية، مأساة الموت البطيء لمدينة هسكيف التاريخية بعناوين " النضال المرير" ، "الفرصة الأخيرة لرؤية المدينة الأثرية" ، "تركيا تغرق المدينة الكردية تحت المياه"، ونقلتها إلى الراي العام.  

ونشرت "'ABC Nyheter " إحدى الصحف اليومية النرويجية، مقالاً أشارت فيه إلى دور مدينة هسكيف التاريخية في التراث العالمي.

وقال الصحفي سيفر غراف " أن مدينة هسكيف هي إحدى أقدم الأماكن التي استوطن فيها البشر على ضفاف نهر دجلة التي كانت مهداً للحضارة التي نشأت منذ أكثر من 12 ألف سنة.

ويشار إلى أن هذه المدينة الأثرية قد احتضنت العديد من الحضارات المتلاحقة من الرومانية والاسلامية والعثمانية، وتضم العديد من الأديرة والكهوف والمقابر التاريخية، حيث أن هسكيف التاريخية استطاعت الصمود كل هذه الفترة الطويلة لتبقى شاهدة على التاريخ ولكن مع ارتفاع منسوب المياه خلف سد إليسو، سوف تكون وجهاً لوجه أمام الغرق وضياع قسم كبير من التراث الحضاري العالمي.

كما نشرت العديد من الصحف العالمية المشهورة مثل " الغارديان" ، "دويتش فيله" ، "ناشيونال جيوغرافيك"، مقالات نقدية للحكومة التركية، تندد فيها بإقدام الدولة التركية على إقدام هذه المدينة الأثرية، إضافة للإشارة إلى نضالات وفعاليات الأهالي ونشطاء البيئة وحزب الشعوب الديمقراطي، من أجل إيقاف هذا المشروع والحفاظ على المدينة الأثرية.

وفي مقال آخر اتخذ من صحيفة الغارديان مصدراً لها، أشار المقال إلى أن الدولة التركية أمهلت أهالي المنطقة إلى يوم 8 تشرين الأول، لكي يتركوا المنطقة وسيمنع زيارة المدينة الأثرية من ذلك التاريخ.

وبثت الإذاعة والتلفزيون النرويجي معاناة المدينة الأثرية هسكيف تحت عنوان " النضال المرير"، حيث تحدث الصحفي غونر بريذهامر عن مشاهداته حول هسكيف، وقال أن المناطق التي سوف تغمر تحت الماء قد تم سبرها من قبل 5 علماء آثار فقط.

وفي خبر آخر تداولته الصحف الدنماركية، تمت الإشارة فيه إلى أنه فقط 2% من الطاقة في تركيا سيولدها هذا سد إليسو وعائدات بقيمة 412 مليون دولار سنوياً، بينما ستتسبب في غرق 85 قرية تحت مياه السد واضطرار أكثر من 55 ألف نسمة إلى ترك منازلهم وقراهم التي ستغرق في البحيرة المتشكلة وراء السد، وتشير منظمات حماية البيئة إلى أن أكثر من 100 ألف شخص سوف يتضررون من هذا السد.

وتطرق الإعلام الدنماركي بشكل موسع إلى مأساة هسكيف الأثرية، حيث تمت الإشارة إلى أكثر من 190 قرية على ضفاف نهر دجلة ستغرق تحت المياه، حيث تسعى أنقرة إلى زيادة الضغط على الكرد ودفعهم نحو الهجرة إلى جانب خفض كمية المياه التي ستصل الأراضي العراقية.