نيران العقوبات الامريكية تطال إيران وتركيا.. وترامب يتفق مع السعودية على زيادة إنتاج النفط

حذرت الإدارة الأمريكية إيران من أي محاولة لوقف إمدادات النفط، لما قد تسببه من متاعب كبيرة لها ولحلفائها في المنطقة، فيما أكد ترامب أن السعودية ودول الأوبك وافقت على طلبه بشأن زيادة الإنتاج لخفض الأسعار.

وجاءت تحذيرات واشنطن لإيران بعد أن هددت الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي أمام ناقلات النفط كرد على العقوبات الأمريكية، وفي الوقت الذي هبطت فيه أسعار النفط 3% الجمعة بعد أن ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لزيادة انتاجها من الخام لدفع أسعار البنزين للانخفاض، بحسب وكالة رويترز،  كما حذرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كبار مشتري النفط من الواردات الايرانية، وقال مسؤول أمريكي أنه لا توجد خطط لتمديد فترة إعفاء للصين من شراء النفط الإيراني، وفقا لوكالة "رويترز".

وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة على تويتر: "تحدثت مع السعودية وآخرين بشأن زيادة كمية النفط. الجميع موافقون"، معتبرا إن ارتفاع الاسعار في ولاية كاليفورنيا الأمريكية سببه الضرائب.

https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1121844339200540672

وقال ترامب للصحفيين يوم الجمعة إنه اتصل بأوبك وطلب من المنظمة أن تخفض أسعار النفط.

وأعلنت السعودية والامارات قدرتهما على تعويض فجوة الامدادات الناجمة عن فرض العقوبات على الصادرات النفطية لطهران، وفي المقابل قال وزير النفط الايراني بيجن نامدار زنكنة، الجمعة، إن السعودية والإمارات تبالغان في تقدير الاحتياطيات النفطية لديهما.

وفي الوقت الذي حذرت فيه الولايات المتحدة، تركيا من مغبة الاستمرار في استيراد النفط الايراني، وسط توترات متعددة الاسباب بين واشنطن وأنقرة، طالبت وزارة الخارجية التركية الولايات المتحدة بالتوقف عن التهديدات والإملاءات، في ظل عزم الادارة الأمريكية على فرض عقوبات قوية على مستوردي النفط الايراني، حيث أعلنت تركيا عدم التزامها بنظام العقوبات الامريكية، رغم ما تشير إليه حركة التجارة النفطية التركية إلى تقليص الواردات من ايران في مؤشر على انصياعها لنظام العقوبات الامريكية.

أزمة بدائل النفط الإيراني

وقال تقرير للمونيتور الأمريكية تحت عنوان "تركيا تسعى لمصادر نفط بديلة بعد انهاء الاعفاءات الأمريكية على واردات النفط الايراني" أن أنقرة تواجه أزمة في الحصول على بديل للنفط الايراني، مع الاقرار باتجاهها لتخفيض النفط الوارد من ايران الى ادنى مستوياته، ولفت التقرير الى انه بسبب القرب الجغرافي بين البلدين المتجاورين، فإن اي مصدر بديل سيكون مكلف من حيث تكلفة النقل، فضلا عن مدى ملائمته للمصفاة التركية، حيث سيتطلب اي نفط اخر مزيد من المعالجة والتكاليف.

ولفت التقرير الى ان نبرة الدبلوماسية التركية التي ترفض العقوبات، هي نبرة غير حقيقية، فهي محاولة لحفظ ماء الوجه، لكنها تعطي انطباعا حول ما ذكره وزير الخارجية التركي ونظيره الايراني من ايجاد آلية للتبادل وللالتفاف على العقوبات الامريكية،

وأعلن البيت الأبيض أنه يعمل مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للتغلب على نقص الإمدادات الناجم عن الحصار المفروض على إيران. لكن هذه الخطوة لم ترض تركيا. وقال مولود جاويش اوغلو وزير الخارجية التركي "إن إجبار [الدول] على شراء النفط من أي دولة أخرى بدلاً من إيران يتجاوز الحدود".

أنقرة ستمتثل للعقوبات بينما تحافظ على ماء الوجه أمام الجمهور

وبالإضافة لصعوبة البدائل وارتفاع التكاليف، فإن انعكاسات ذلك ستكون وخيمة على الاقتصاد التركي الذي يعاني ركوده الأول منذ عقد من الزمان، وقال تقرير المونيتور: "من الصعب تحديد التكاليف الإضافية لتركيا إذا تحولت إلى مصدر غير إيران. لكن من المعروف أن زيادة سعر خام برنت بمقدار 10 دولارات تفجر العجز الحالي في تركيا بمقدار 3.5 مليار دولار.. باختصار، تعمل الحكومة على حفظ ماء الوجه أمام الجمهور التركي والمحافظة على صورتها كحكومة لن تنحني للضغوط الأمريكية، رغم أنها تمتثل للعقوبات".

والاسبوع الماضي قرر الرئيس ترامب إنهاء الإعفاءات، التي سمح بموجبها لـ8 دول بشراء النفط الإيراني، بهدف تحقيق هدف "تصفير" الصادرات الإيرانية من النفط.