موقع "نورديك مونيتور" يكشف وثائق سريّة تثبت تورّط الاستخبارات التركيّة في نقل "متشدّدين" إلى سوريا

ذكر موقع "نورديك مونيتور" أنّه حصل على وثائق سريّة بخصوص نقل الاستخبارات التركيّة لعناصر "متشدّدة" إلى داخل الأراضي السوريّة "للتأثير على الحرب الدائرة في البلد المجاور".

وتشير الوثائق إلى "العمليّة السرّية" التي نفّذتها المخابرات التركيّة قبل 4 أعوام, والتي تمّ "فضحها" حينما تم" "استدعاء وحدات الشرطة المحلّية التركية للبحث عن حافلتين, تستخدمان في نقل المقاتلين المتشدّدين المسلّحين من نقطة على الحدود السوريّة إلى أخرى", موضحة أنّ أولئك المقاتلين "جرى نقلهم عبر الحدود في ليلة 9 يناير 2014, وذلك داخل حافلات متعاقدة مع الاستخبارات التركية (MIT)".

وذكر الموقع أنّ الوثيقة موقّعة من نائب رئيس الاستخبارات التركية, إسماعيل حقّي موسى, الذي يعمل حاليّاً سفيراً لتركيا في باريس, الذي اعتبر أنّ قضيّة نقل المقاتلين هي "سرّ دولة".

وأضاف موقع "نورديك مونيتور" بالقول: "وصلت الحافلات إلى البوّابة الحدوديّة في بلدة أكجاكلي التركيّة, حيث عبرتها دون أيّ تفتيش أو فحص. بعدها تمّ تفريغ الحافلات من المقاتلين والأسلحة والذخيرة في حدود الساعة الخامسة صباحا, وعادت الحافلات مرة أخرى إلى تركيا.
وجرى اعتقال السائقين, شاهين غوفينميز (37 سنة) وإسات لطفي (48 سنة), إلى جانب مالك شركة الحافلات, ميهراك ساري (42 سنة)" الذين اعترفوا أنّ الاستخبارات التركيّة MIT استأجرت الحافلتين, كما أكّدوا خلال التحقيق معهم أنّهم "قاموا بمهمات مماثلة من قبل".

وتفيد اعترافات المعتقلين أنّ الاستخبارات التركيّة نقلت نحو 72 متشدّداً إلى داخل الحدود السوريّة لمساعدة "الجماعات المتطرّفة" هناك, فيما تمّ إعفاء المدّعي العام, مصطفى سرلي, الذي قاد التحقيق الميداني في المكان الذي تمّ فيه اعتقال المقاتلين, حيث قال موقع "نورديك مونيتور" إنّ حكومة أردوغان "على ما يبدو لم ترغب  بأن يتعمّق المدّعي العام في القضيّة, كي لا يتوصّل إلى كافة الأدلّة التي تثبت تورّط الاستخبارات التركيّة". 

وأوضح الموقع أنّ المدّعي العام, الذي تولّى منصبه بعد إعفاء سرلي, شرع بإغلاق ملفّ القضيّة التي كانت تثبت تورّط الاستخبارات التركيّة في نقل متشدّدين إلى داخل الأراضي السوريّة.

تجدر الإشارة إلى أنّ صحيفة "جمهوريت" التركيّة كانت قد نشرت صوراً وفيديوهات تظهر أنّ مسؤولين رفيعي المستوى من الاستخبارات التركيّة يساعدون في نقل أسلحة ومسلّحين بالشاحنات إلى سوريا, لكن النظام التركي برئاسة أردوغان سارع إلى شنّ حملة اعتقالات واسعة طالت إعلاميّين ساهموا بنشر "فضائح" الدولة التركيّة وتورّطها في مساعدة ودعم "مقاتلين متطرّفين" في الحرب السوريّة.

وكانت وكالة فرات للأنباء ANF قد نشرت, في وقت سابق, "اعترافات" لإثنين من ضبّاط الاستخبارات التركيّة, تمّ أسرهم من قبل وحدات خاصّة تابعة لقوّات الدفاع الشعبي HPG, تحدّثا خلالها عن عمليّة نقل أولئك المسلّحين المتشدّدين عبر الحدود السوريّة, في هذه العمليّة التي كشفها موقع "نورديك مونيتور".