مواطنو إيران يعانون الفقر المدقع في دولة غنية

رغم أن إيران تصنف بأنها إحدى أغنى الدول في الكثير من الجوانب الاقتصادية إلا أن ثمانين بالمئة من سكانها يعيشون تحت خط الفقر. 

تُثبت الأرقام أن إيران دولة غنية، فهي تملك أكثر من 150 مليون برميل نفط من الاحتياطي العالمي، وتعتبر الدولة الثالثة أو الرابعة عالمياً من حيث احتياطي النفط. وتحتل المرتبة الثانية بعد روسيا من حيث احتياطي الغاز.


كما أنها أحد الـ 15 دولة في العالم غنية بالمعادن. وتعتبر اغنى دولة في العالم من حيث النحاس.


وتمتلك إيران ثاني أكبر احتياطي في العام من الزنك. هذه الموارد غير المحدودة تضع إيران في المرتبة التاسعة من حيث احتياطي المعان والمرتبة العاشرة من حيث احتياطي اليورانيوم. 


ونسبة عدد سكان إيران في العالم هي واحد بالمئة. ووفقاً لمركز الدراسات والأبحاث التابع للبرلمان الإيراني فإن سبعة بالمئة من اغنى أغنياء العالم هم مواطنون إيرانيون.


ورغم هذه الموارد الكبيرة والأرقام المهولة إلا أن ثمانين بالمئة من الشعب الإيراني يعيش تحت خط الفقر في ايران. 


واندلعت مؤخراً مظاهرات في الكثير من المحافظات الإيرانية احتجاجاً على الفقر، سوء الأحوال المعيشية، البطالة، عدم توفر المياه، سوء الخدمات، انتشار الفساد.


وهناك الكثير من الأمثلة لحالة الفقر المدقع التي يعانيها المواطنون في إيران ففي 6 أيلول الجاري عرضت القناة الأولى الحكومية برنامجاً تحدث فيه أحد المواطنين بأن دخله اليومي يعادل 240-300 ريال (1,76 يورو).، وسأله المراسل إذا كان يستطيع تسديد الفواتير فأجابه: "بالكاد أستطيع أن أشتري الخبر لأبنائي، وإذا ما كنت قادراً على توفير بعض المال فسأشتري لهم الجبن أيضاً، الله اعلم بحالنا، فمنذ بداية هذا العام (وفقاً للتقويم الإيراني يبدأ في 21 آذار) أطعمت عائلتي مئة غرام فقط من اللحم".


شخص أخر من أذربيجان وبتاريخ 22 آب/أغسطس تحدث إلى الوكالة الإيرانية الرسمية (تسنيم) وقال: "أنا غير قادر على شراء رغيف خبز واحد لعائلتي".


وأضاف "الشهر الماضي ارتفعت قيمة كل المواد الاستهلاكية إلى ضعفين، كنا سابقاً نشتري لأنفسنا الخبز لكن مع ارتفاع الأسعار حتى الخبز لم نعد قادرين على شرائه. أنا شخص متقاعد وراتبي التقاعدي أربعة ملايين ريال. وهذا الراتب لا يؤمن لي شيء".
في هذا السياق تحدث أحد الخبراء الاقتصاديين على القناة الحكومية الثالثة وقال: "في الحقيقة إن أسعار كل المواد الاستهلاكية في ارتفاع كبير، فسعر الأرز ارتفع بنسبة 46 بالمئة، السمن بنسبة 51 بالمئة، البيض بنسبة 37 بالمئة. بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية في الكثير من المناطق وعدم توفرها".


مواطن إيراني أخر يضيف "أنا غير قادر على الذهاب إلى منزلي، فأنا اشعر بالخجل لأني غير قادر على تأمين الطعام لزوجتي وأبنائي".
وتابع: "منذ أكثر من شهر وأنا أبحث عن عمل لكن حتى اليوم لم أتمكن من الحصول عليه. فأقوم بأعمال جانبية متعبة وكل ما أتحصل عليه من أجر لا يكفيني أجرة الطريق إلى المنزل. منذ شهرين أو ربما ثلاثة لم اشتري الفواكه لأطفالي".
إيران البلد الغني من كل النواحي مواطنوه لا يستطيعون شراء الخبز والفواكه. والسؤال على ماذا تنفق إيران كل هذه الأموال؟