مصطفى بكري: يجب ان يحاكم أردوغان امام المحاكم الجنائية الدولية.

اجرت وكالة انباء فرات حوارا مع مصطفى بكري عضو مجلس النواب المصري ورئيس تحرير صحيفة الاسبوع, حول علاقة تركيا بجماعة الاخوان المسلمين والجماعات الارهابية الاخرى في المنطقة, للبحث في اظهار الحقائق المخفية وراء ما حدث ويحدث في مصر والمنطقة.

اجرت وكالة انباء فرات حوارا مع مصطفى بكري عضو مجلس النواب المصري ورئيس تحرير صحيفة الاسبوع, حول علاقة تركيا بجماعة الاخوان المسلمين والجماعات الارهابية الاخرى في المنطقة, للبحث في اظهار الحقائق المخفية وراء ما حدث ويحدث في مصر والمنطقة نتيجة العلاقة بين الحكومة التركية وجماعة الاخوان المسلمين.  وأليكم نص الحوار. 

ما طبيعة العلاقة بين تركيا بجماعة الاخوان المسلمين وما مدى عمق وامتداد هذه العلاقة؟   

الحقيقة ان الدور التركي والدور القطري على الساحة المصرية وعلى الساحة العربية أمر معروف للجميع وللكافة خصوصا في اطار تعاونهم مع جماعة اخوان الارهابيين. حدث بالتأكيد, رأينا حجم العلاقة بين اردوغان وبين المرشد العام لجماعة الاخوان, و اردوغان كان قد زار مصر اكثر من مرة وألتقى بجماعة الاخوان. اردوغان هو الذي يحتضن التنظيم الدولي لجماعة الاخوان في تركيا. اردوغان في الذي اقام العديد من القنوات الفضائية وجعل تركيا بمثابة منصة اطلاق التحريض ضد النظام في مصر وضد الدولة المصرية وضد مؤسسات الدولة المصرية. العلاقة لا تخفى على احد وهي علاقة ذات طابع ايديولوجي وفكري وفي نفس الوقت ثبت ان تركيا تمد هذه الجماعات بالأموال وتحتضنهم. ونفس الموقف الذي كان موجودا سابقا في غزة, حيث تواصل اردوغان ايضا مع حركة حماس والتي هي بالأساس فرع من افرع التنظيم الدولي لجماعة الاخوان. اردوغان يريد ان يعيد الدولة العثمانية مرة اخرى, اطماعه على الساحة العربية لا تخفى على احد, رؤيته الفكرية معروفة. واعتقد ان في فترة وصول الاخوان الى السلطة كان هناك علاقات متميزة بينه وبين جماعة الاخوان. الامر الذي اودى بمصر الى اتخاذ مواقف متعددة, الامر الذي اودى بالقيادة المصرية الى توجيه راسائل متعددة الى اردوغان, بضرورة التدخل والعبث في الشؤون المصرية. نفس الامر الذي كان موجود مع قطر, مدير الاستخبارات القطرية كانوا يزورون مصر بشكل دائم ومستمر, يتواصلون مع جماعة الاخوان, يحرضون دائما عبر قناة الجزيرة كما هو معروف, يلعبون دورا محوريا في حالة الفوضى التي كانت سائدة في العالم العربي حدث ذلك في العراق عندما تواصلوا مع جماعات ارهابية ومع حزب الله وغيره من جماعات الارهاب الموجودة على الارض العراقية. حدث ذلك في سوريا وفي لبنان وغيرها من البلدان التي لعبت فيها قطر وتركيا دورا تحريضيا على الارهاب وعلى الفوضى. واظن بأننا نعرف تماما ان تركيا تتولى نقل كل الفارين من الاراضي التي حررت في العراق وسوريا من عناصر داعش لتنقلهم بسفن تركية وغير تركية الى ليبيا للعبث بأمنها والتدخل ايضا في الشؤون المصرية. نعرف ايضا كانت تركيا هي المعبر الأمن لكل الارهابيين الذين جاءوا من الخارج ودخلوا الى العراق والى سوريا, وكان هناك مأوى لكل هؤلاء والتسهيل في سفرهم وذهابهم وايابهم عبر تركيا. اردوغان يجب ان يحاكم امام المحاكم الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد ابناء الشعب العربي في سوريا وفي العراق وفي ليبيا وفي مصر وفي بلدان كثيرة. الحقيقة ما رأيناه يوجب بالفعل المجتمع الدولي ان يتحرك باتجاه قاعدة الارهاب الاساسية تركيا. تركيا اصبحت قاعدة للإرهاب وإواء الارهابيين وتسليحهم ومدهم بالمال والسلاح. نحن نعاني طبعا من تداعيات ما حدث في الفترة الماضية واظن انه لم نسمع صوت من الجامعة العربية في مواجهة تركيا. ولا لمواجهة قطر بالشكل الذي يوجب محاسبته, يفترض ان تجمد عضوية تركيا في منظمة المؤتمر الاسلامي, يفترض ان تجمد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي وفي الجامعة العربية نتيجة لمى حدث من جرائم في الفترة الماضية.

هل من معلومات او مراسلات بين حكومة الاخوان والحكومة تركية في فترة حكم الاخوان, توصلتم اليه؟

كان معروفا طبعا انه كان هناك علاقات اقتصادية متنامية. وكان معروفا انه كان هناك بزنس ما بين اردوغان وبين عناصر في جماعة الاخوان وتحديدا خيرت الشاطر. كان خيرت الشاطر ذهابا وايابا الى تركيا ويقال انه كان هناك في هذا الوقت بزنس اقتصادي كبير. ومعروف ان اردوغان له ولنجله قضايا فساد متعددة. لذلك في هذه الفترة ربما لعبت الدبلوماسية التركية دورا مهما في هذا الاطار. كنا نرى مجموعات من رجال الاعمال الاخوان يذهبون الى تركيا, وحتى قبيل ثورة 30 من يونيو كان خيرت الشاطر قد ذهب الى تركيا في ذات الشهر, ويبدو انه جاء وفق خطة تم الاتفاق فيها مع اردوغان احداث الثورة التي كان موعدها هو 30 من يونيو. اعتقد ان تركيا كانت تنظر الى مصر في هذا الوقت على انها ولاية مستهدفة وان وجود الاخوان فيها سيساعد على تنفيذ المخطط العثماني الذي يرد اردوغان ان يعود به من جديد ليصبح خليفة المسلمين وتصبح كل دولنا هي مجرد ولايات يعين فيها الوالي بنفس الحقبة التاريخية التي احتل فيها العثمانيون اراضي مصر.

هل من معلومات محددة حول توصيات من الحكومة التركية في اعتصامات التي كانت في ميدان النهضة والرابعة؟

طبعا بالتأكيد هذا امر لا يخفى على احد. انظر الى الخطاب التركي الاعلامي في هذه الفترة, كان هناك تأييد ما حصل في الرابعة, حيث خرج اردوغان اكثر من مرة واصفا ان ما حدث هو انقلاب, وجرى احتداد ما بين مسؤولين مصريين وما بين اردوغان حتى في المنتديات الدولية حتى خلال لقاءات الامم المتحدة كان هناك حدة في التعامل لان مصر وجسر الاستخبارات المصرية تعرف تماما حقائق الدور التركي, عندما هرب البعض من الاخوان وجدوا ان الوقت سانح والارض خصبة لإنتاج هذا الغثاء الذي نسمعه من القنوات التي تنطلق من هناك مثل قناة الشرق والمكملين وغيره من القنوات. استطيع الان القول بان تركيا اصبحت القاعدة الاهم جنبا الى جنب مع قطر في احتضان الارهابيين وتوجيه العمليات الارهابية داخل مصر. وكثير من الرسائل التي بثت عبر هذه القنوات كانت موجهة لعناصر الارهاب للقيام بعمليات محددة في مواجهة امن واستقرار مصر.

لماذا لا ترضخ تركيا في تسليم القياديين من جماعة الاخوان المسلمين المتواجدين في تركيا طالما كانوا مطلوبين لدى السلطات المصرية؟

اردوغان لا يؤمن بالقانون ولا يؤمن بالشرعية. اردوغان عندما حدثت محاولة الانقلاب التي تحدث عنها, اتخذ كل الاجراءات المعادية لحقوق الانسان واجتاح البلاد طولا وعرضا وقبض على العسكريين وعزل القضاة وصادر الصحف والفضائيات وغير ذلك من الامور. الشعب التركي يعيش تحت نير احتلال خاشم هو احتلال التنظيم الدولي للأخوان, لدولة التركية ولشعب التركي. ولذلك نجد دوما في ممارساته يميل الى العنف يريد ان يقتطع جزء من الاراضي السورية بزعم انه يريد اقامة منطقة أمنة, قاعدة انجرليك هي ايضا بمثابة احتلال هناك.  لذلك اعتقد بأن الشعب التركي في الفترة القادمة لن يصمت طويلا على اردوغان وممارساته.

هل يدعم الاخوان المسلمين تصرفات اردوغان التي يقوم بها ضد الشعب الكردي في تركيا؟

دعنا نقول اولا اننا ضد اي انفصال او استقلالية لأي فئة موجودة في النسيج الاجتماعي والوطني للأخرين. ولكن نحن نعرف الممارسات القمعية التي يمارسها اردوغان ضد الاكراد في تركيا. واعتقد ان موقفه عنصري اكثر من ان كونه دفاع عن الامن القومي. الاكراد هم فئة مجتمعية داخل المجتمع التركي ومن حقهم ان يكون لهم ما للأتراك الاخرين. هم جزء من هذا النسيج الاجتماعي ومن حقهم ان تكون لديهم رؤى سياسية واحزاب سياسية. ولكن اعود و أوكد انني ضد اي انفصال من الدولة الوطنية.

وماذا عن اشارة الرابعة التي يرفعها اردوغان في كل فرصة؟

اردوغان هو العضو الدولي في تنظيم الاخوان فلا بد ان يرفع اشارة رابعة. لكن ان يفعلها بهذا الشكل وهو رئيس لدولة هذا يدل على اننا امام شخص فوضوي لا يعير حتى المنصب الذي هو على قمته اي اهتمام.