مسؤول سابق بالبنتاغون: دعم السعودية ومصر واليونان للكرد سيكون كابوس أردوغان ونهايته الحقيقة

دعا مايكل روبن الباحث بمعهد أمريكان إنتربرايز والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، إلى دعم حركة التحرر الكردية، من خلال جهود الدول التي تقف بوجه أنقرة مثل مصر والسعودية واليونان وغيرهم.

واستعرض مايكل روبن في مقال بمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، تاريخ النضال الكردي من أجل الحكم الذاتي المحلي والاستقلال والحفاظ على الهوية الكردية منذ انشاء تركيا الحديثة منذ ما يقرب من مائة عام، بما في ذلك نضال حزب العمال الكردستاني منذ عقود، معتبرا أن المسألة الكردية ليس لها علاقة بجنون العظمة الجماعي في تركيا وكراهية الأجانب، حيث ترتبط السياسة التركية بالعداء مع القوى الأوروبية التي حاولت منذ قرن من الزمان تقسيم شبه جزيرة الأناضول بعد انهيار السلطنة العثمانية.
ففي نفس الوقت وبعد عامين فقط من تأسيس تركيا عام 1923، انتفض الكرد لأن تركيا سحقت حقوقهم القومية، حيث بدأ الجيش التركي منذ ذلك الحين في قمع الانتفاضة الكردية وممارسة سياسة التتريك القسري وإعادة التوطين الإلزامي من أجل تمييع الهويات غير التركية ديموغرافيًا.
وتابع الكاتب خلال استعراضه للمحطات التاريخية، "تحجرت كراهية الحكومة التركية للهوية الكردية بعد وفاة أتاتورك عام 1938. تجاهلت الحكومات المتعاقبة في أنقرة المناطق المأهولة بالسكان الكرد أثناء قيامهم بتحديث الاقتصاد التركي. يقبل الأتراك الكرد، ولكن فقط عندما يتخلى الكرد عن هويتهم العرقية والثقافية. وعلى مدى العقود اللاحقة، عانت تركيا من نصيبها من عدم الاستقرار السياسي. شارك بعض الأكراد، لكن العنف السياسي كان يحدث عادة في إطار المتطرفين اليساريين مقابل اليمينيين."
وأعتبر روبن أن المحطة الرئيسية عندما أطلق القائد الكردي عبدالله أوجلان رسميًا ما وصفه روبن "تمرد (كفاح) حزب العمال الكردستاني في عام 1984"، حيث قدمت الولايات المتحدة دعمًا أعمى لتركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني، باعتباره "ماركسيا"، معتبرا أن تصنيف الخارجية الأمريكية للحزب أعتمد على  دوافع أخرى غير التقييم الموضوعي.
وتحدث الكاتب عن محاولات الرؤساء ورؤساء الحكومات الاتراك للوصول إلى اتفاق مع حزب العمال الكردستاني، مشيرا إلى أن اخر محاولة عندما "أذن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنفسه بالتواصل السري في عام 2012، لكنه في النهاية أوقف محادثاته بعد أن صوت العديد من الكرد في تركيا لصالح حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) بدلاً من حزب العدالة والتنمية (AKP)، رغم ما حققته عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني لبعض النجاح لجهود مفاوضيها".
ولفت الباحث الأمريكي إلى أنه خلال الحرب السورية حاولت تركيا المساواة بين القوات الكردية وداعش، في الوقت الذي كانت الكرد يخوضون معارك حاسمة ضد ارهاب داعش، واضاف "هناك أدلة دامغة على أن موظفي الحكومة التركية، والمخابرات التركية، وأفراد عائلة أردوغان قد دعموا أو زودوا أو قاموا بأعمال تجارية. مع داعش، بعد أن ضغطت الحكومة التركية على الأمن البلجيكي لاعتقال العديد من النشطاء الكرد بتهم الإرهاب، استمعت محكمة بلجيكية إلى أدلة ووجدت أن تصنيف تركيا لحزب العمال الكردستاني والجماعات المرتبطة به ككيانات إرهابية غير دقيق؛ وبدلاً من ذلك، وجدت المحكمة أن حزب العمال الكردستاني كان ببساطة "طرفًا في نزاع مسلح غير دولي".
وتابع روبن "مع تأرجح الاقتصاد التركي، أصبح أردوغان عدوانيًا بشكل متزايد تجاه جيرانه، أصبح قصف العراق - وخاصة منطقة سنجار اليزيدية - أمرًا متكررًا. نقلت تركيا جوا قدامى مقاتلي داعش إلى ليبيا وانتهكت حظر الأسلحة المفروض على ليبيا عدة مرات. بررت تركيا غزوها لشمال وشرق سوريا على أنه خلق ملاذ آمن، لكنها في الواقع أصبحت بدلاً من ذلك منطقة للتطهير العرقي ضد الكرد".
وأكد الكاتب الأمريكي أن ما دعم الدول المناوئة لتركيا للكرد سيكون بمثابة كابوس بالنسبة لأردوغان ونهاية حقيقة لنظامه العدواني. واختتم روبن مقاله بالقول أنه بينما "يزور المسؤولون السعوديون الآن شمال وشرق سوريا علانية، فإن الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى قوات سوريا الديمقراطية موجهة إلى قتال داعش، وستكون المساعدة السعودية المحتملة للكرد غير محدودة، وكذلك من خلال دعم محتمل من مصر، فلا تزال القاهرة مقتنعة بأن هدف أردوغان في دعم الحكومة الإخوانية الليبية هو في النهاية تقديم المساعدة للإخوان المسلمين وتهديد الأمن المصري. أضف اليونان إلى هذا المزيج، وقد يكون لدى المناضلين الأكراد في تركيا قريبًا نوع الأسلحة والتمويل الذي كانوا يحلمون به في الماضي فقط."